شهدت منطقة عزبة الورد بحي الشرابية في محافظة القاهرة، صباح اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025، حريقًا هائلًا اندلع في أحد العقارات السكنية، ما أثار حالة من الذعر والقلق بين سكان المنطقة، وأدى إلى استنفار كبير في صفوف قوات الحماية المدنية التي هرعت لمكان الحادث فور تلقي البلاغ.
يأتي هذا الحريق في وقت تشهد فيه القاهرة استقرارًا مناخيًا، ما يرجح أن السبب الرئيسي ليس متعلقًا بعوامل الطقس، بل ربما يرتبط بمشكلات كهربائية أو تسربات في إحدى وحدات العقار، وهو ما تعمل الجهات المختصة على التحقق منه حاليًا.
في هذا التقرير نرصد كافة تفاصيل الحريق، واستجابة الأجهزة الأمنية، والتأثيرات المباشرة على الأهالي، إلى جانب تحليل أولي لأسباب الحادث وسبل الوقاية مستقبلًا.
الحريق اندلع في تمام الساعة السابعة صباحًا داخل أحد العقارات القديمة في شارع ترعة الجبل بمنطقة عزبة الورد التابعة لحى الشرابية، وتحديدًا في الطابق الثالث من مبنى مكون من خمسة طوابق، يستخدم جزء كبير منه كمخزن لقطع الغيار والأدوات الكهربائية.
وبحسب روايات شهود العيان، فإن ألسنة اللهب تصاعدت بسرعة شديدة، وامتدت إلى الطابقين الأعلى والأدنى، ما دفع السكان إلى مغادرة العقار على الفور، وسط صراخ واستغاثات، فيما أُصيب بعض المواطنين بحالات اختناق نتيجة كثافة الدخان.
الحريق التهم محتويات الطابق بالكامل، ووصلت نيرانه إلى الشرفات والأسطح المجاورة، مما أدى إلى تضرر العقار من الناحية الهيكلية، ووجود شروخ واضحة في الجدران، ما يهدد سلامته الإنشائية.
فور تلقي البلاغ، دفعت قوات الحماية المدنية بالقاهرة بعدد 6 سيارات إطفاء مزودة بأحدث المعدات، إضافة إلى سيارة إسعاف للتعامل مع الحالات الطارئة.
وتمكنت القوات من فرض كردون أمني حول مكان الحادث، وتم إخلاء العقار بالكامل من السكان، وإغلاق الشوارع المحيطة به لمنع اقتراب المواطنين، مع فرض إجراءات تأمين مشددة خشية انفجار أو انهيار جزئي للعقار.
وتعامل رجال الإطفاء مع النيران باستخدام المياه والرغاوي، وتمكنوا من محاصرتها في وقت قياسي نسبيًا، بالرغم من أن طبيعة العقار وسهولة اشتعال المواد المخزنة زادت من صعوبة المهمة.
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لا تزال القوات تقوم بعمليات التبريد للتأكد من إخماد النيران تمامًا ومنع اشتعالها مرة أخرى، بينما تجري الإسعاف نقل بعض المصابين إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج.
حتى الآن، تشير التقديرات الأولية إلى إصابة 5 مواطنين باختناقات نتيجة استنشاق الأدخنة، تم التعامل معهم في موقع الحادث بواسطة الإسعاف، فيما تم نقل حالتين منهم إلى مستشفى الدمرداش لوجود أعراض قوية.
من ناحية أخرى، لم يتم تسجيل أي حالات وفاة، وهو ما يُعد أمرًا إيجابيًا نسبيًا مقارنة بحجم الحريق، ويعود ذلك إلى سرعة استجابة السكان وتحركهم الفوري لإخلاء المكان قبل امتداد النيران.
أما على مستوى الخسائر المادية، فقد احترق الطابق المتضرر بالكامل، وتضررت البنية الإنشائية للعقار، إلى جانب أضرار لحقت ببعض المحال التجارية المجاورة من الخارج نتيجة تصاعد النيران والدخان الكثيف.
بحسب الفحص المبدئي من جانب رجال الحماية المدنية، هناك شكوك حول وجود ماس كهربائي في لوحة توزيع الكهرباء بالطابق الذي اندلع فيه الحريق، وهو ما يتم التحقق منه حاليًا بالتعاون مع لجنة فنية من شركة الكهرباء.
ومن بين الاحتمالات الأخرى، وجود مواد قابلة للاشتعال بالمخزن الذي اندلعت فيه النيران، خاصةً مع تكدس البضائع بشكل غير منظم وعدم وجود اشتراطات السلامة الكافية مثل أجهزة إنذار أو طفايات حريق.
كما لم يتم استبعاد فرضية الإهمال البشري، خصوصًا في ظل تداول روايات تفيد بأن النيران بدأت بعد تشغيل جهاز كهربائي معطل كان موجودًا في أحد الغرف الخلفية.
شهدت منطقة عزبة الورد حالة من التكدس المروري والتجمهر الشعبي الكبير، حيث هرع المواطنون من المناطق المجاورة فور سماع صوت الانفجار الأولي، فيما تدخلت قوات الأمن لتفريق المواطنين وفرض طوق أمني حول موقع الحريق.
هذه الشهادات تشير إلى وجود مشكلات سابقة في إدارة العقار والمخزن، وربما تكون سببًا في تصاعد الحريق بهذه الصورة السريعة.
أحدث الحريق حالة من الذعر الشديد في أوساط سكان المنطقة، خاصةً الأطفال وكبار السن، وتسبب في تشريد مؤقت لبعض العائلات التي كانت تقطن الطوابق العليا.
كما توقفت الحركة التجارية في المحال القريبة، وتم إغلاقها مؤقتًا لحين انتهاء عمليات التبريد والفحص الفني، الأمر الذي أضر ببعض أصحاب الأعمال الصغيرة.
ويطالب السكان الآن بإعادة فحص العقارات المجاورة للتأكد من سلامتها، خاصةً في ظل وجود مخازن مماثلة داخل وحدات سكنية مخالفة دون ترخيص أو تأمين مناسب.
في ضوء هذا الحادث، ينبغي التنبيه إلى عدد من الإجراءات الوقائية التي قد تُساهم في تجنب كوارث مشابهة مستقبلاً:
عدم استخدام العقارات السكنية كمخازن تجارية غير مرخصة.
ضرورة تركيب أجهزة إنذار مبكر للحريق في كل طابق.
التزام شركات الكهرباء بفحص دوري للعدادات ولوحات التوزيع.
ضرورة وجود طفايات حريق صالحة للاستعمال في كل وحدة.
تشديد الرقابة من الأحياء على المخالفات داخل العقارات القديمة.
يرى بعض خبراء السلامة المهنية أن الحادث يُسلط الضوء مجددًا على ضعف الوعي بإجراءات السلامة في كثير من الأحياء الشعبية، مطالبين بوضع خريطة واضحة للعقارات التي تحتوي على مخازن أو نشاط تجاري غير رسمي.
كما أكدوا أن سرعة تدخل الحماية المدنية أنقذت الموقف من كارثة أكبر، مشيدين بكفاءة رجال الإطفاء والإسعاف الذين تعاملوا مع الحدث باحترافية عالية رغم ضيق الشوارع وازدحام المنطقة.
في المقابل، طالب عدد من مهندسي السلامة بضرورة إخلاء العقارات القديمة التي تُستخدم لأغراض غير سكنية، وتعديل الاشتراطات الهندسية التي تسمح بذلك.
اندلع حريق هائل صباح اليوم في منطقة عزبة الورد بالشرابية داخل أحد العقارات السكنية، وأسفر عن إصابات واختناقات وخسائر مادية كبيرة، بينما تحاول قوات الحماية المدنية السيطرة عليه بشكل كامل.
الجهات المختصة تتابع الموقف وتقوم بالتحقيق لمعرفة أسباب الحادث بدقة، وسط مطالب شعبية بتشديد الرقابة على العقارات والمخازن غير المرخصة.
المشهد يكشف من جديد عن أهمية تطبيق قواعد السلامة والوعي المجتمعي، لتفادي كوارث مشابهة مستقبلًا، خاصة في المناطق المكتظة سكانيًا والمليئة بالعقارات القديمة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt