تشهد البلاد اليوم تقلبات جوية حادة نتيجة ظاهرة مناخية مفاجئة أعلنت عنها هيئة الأرصاد الجوية في بيان رسمي. وقد طالبت الهيئة المواطنين بضرورة توخي الحذر أثناء التحرك في الشوارع.
خاصة في ظل نشاط الرياح المحملة بالأتربة وارتفاع درجات الحرارة في عدة مناطق.
ويأتي هذا التغير في الطقس في وقت يشهد فيه فصل الربيع اضطرابات مناخية غير مستقرة، تؤثر على الأجواء العامة وتؤدي إلى صعوبات في التنقل وتراجع جودة الهواء، مما يُعرض بعض الفئات الصحية لمضاعفات تنفسية خطيرة.
أوضحت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن البلاد تتعرض اليوم لتأثير كتلة هوائية ساخنة قادمة من الصحراء الغربية، تُسبب ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، يصاحبه نشاط رياح جنوبية غربية مثيرة للرمال والأتربة، خاصة في الطرق الصحراوية والمكشوفة.
وأشارت الهيئة إلى أن درجات الحرارة تسجل اليوم ارتفاعًا يتراوح بين 5 و7 درجات مئوية عن المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام، لتصل في بعض المناطق إلى أكثر من 36 درجة مئوية، خاصة في القاهرة الكبرى، ومدن الوجه البحري، وشمال الصعيد.
وأكدت الهيئة أن الظاهرة الجوية المصاحبة لهذه التغيرات تتضمن أيضًا انخفاضًا ملحوظًا في نسب الرطوبة، مما يزيد من الإحساس بجفاف الطقس، إلى جانب احتمالية ظهور سحب رعدية خفيفة على بعض المناطق من جنوب البلاد في نهاية اليوم.
الظاهرة التي تشهدها البلاد اليوم تُعرف علميًا باسم "المنخفض الخماسيني"، وهو نمط مناخي يُصيب المنطقة خلال فصلي الربيع والصيف، ويتسبب في تقلبات حادة ومفاجئة في درجات الحرارة، يصاحبها نشاط للرياح الجافة والمحملة بالأتربة.
وتحدث هذه الظاهرة نتيجة تصادم الكتل الهوائية الدافئة القادمة من جنوب غرب البلاد مع الكتل الباردة القادمة من البحر المتوسط، ما يؤدي إلى اضطرابات قوية في الغلاف الجوي، تتمثل في موجات غبارية وتراجع في الرؤية الأفقية، وأحيانًا سقوط أمطار طينية.
ويرى المتخصصون أن تكرار هذه الظواهر خلال السنوات الأخيرة بات أكثر حدة بسبب التغيرات المناخية العالمية، التي ساهمت في زيادة معدل تكرار وحدّة المنخفضات الجوية، مما يتطلب استعدادات خاصة من الجهات المعنية والمواطنين معًا.
يرى الدكتور أحمد عبد العال، الرئيس الأسبق لهيئة الأرصاد الجوية، أن البلاد تمر حاليًا بواحدة من موجات الربيع الأكثر اضطرابًا خلال العقد الأخير، مشيرًا إلى أن هذه الظواهر أصبحت سمة أساسية للفترة الانتقالية بين الفصول.
وأوضح عبد العال أن رياح الخماسين تتسبب سنويًا في مشكلات صحية واقتصادية، أبرزها انخفاض جودة الهواء، وتعطل بعض رحلات الطيران، وزيادة نسب الحوادث على الطرق نتيجة ضعف الرؤية، وهو ما يتطلب من المواطنين والمؤسسات توخي الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة.
من جانبه، أشار الدكتور هشام طه، أستاذ المناخ بجامعة القاهرة، إلى أن تكرار هذه الظواهر يرتبط بالتغير المناخي العالمي، موضحًا أن درجات الحرارة غير المنتظمة أصبحت تُسجّل في مواسم غير معتادة، مما يُربك أنظمة الطقس ويجعل التنبؤ به أصعب مما سبق.
من المتوقع أن تؤثر هذه الظاهرة على نمط الحياة اليومية للمواطنين، حيث يواجه الأطفال وكبار السن ومرضى الجهاز التنفسي صعوبة في التكيف مع الأجواء المتربة والحارة. وقد نصحت وزارة الصحة المواطنين بتقليل فترات الخروج من المنزل، خاصة خلال فترات الذروة.
كذلك قد تتأثر حركة المرور في بعض الطرق السريعة نتيجة انخفاض مستوى الرؤية، مما يستدعي التزام السائقين بالسرعات القانونية واتباع إرشادات المرور. كما قد تشهد بعض الرحلات الجوية تأجيلات أو تغييرات في المواعيد في حال استمرار اضطراب الأجواء.
في نفس السياق، حذرت شركات الكهرباء من احتمال تأثر بعض خطوط التوزيع برياح الرمال الدقيقة، التي قد تتسبب في ضغط إضافي على الشبكات، كما نصحت شركات المياه المواطنين بالاحتفاظ بكميات احتياطية تحسبًا لأي طارئ.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt