خصم درجات بسبب الغياب.. تنبيه عاجل من المدارس لأولياء الأمور
أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تنبيهًا عاجلًا موجهًا إلى جميع أولياء الأمور، بشأن ارتفاع نسب غياب الطلاب في الفصل الدراسي الثاني للعام الدراسي 2024/2025.
مؤكدة على أن الغياب المتكرر دون عذر رسمي قد يؤدي إلى خصم درجات من الطلاب وفقًا لما نص عليه القرار الوزاري رقم 167. ويأتي هذا التحذير في ظل ملاحظات ميدانية تؤكد تراجع نسبة الحضور في العديد من المدارس، خاصة بعد إجازة عيد الفطر، ما دفع المديريات التعليمية لإصدار تعليمات صارمة بشأن الالتزام بالحضور اليومي حتى نهاية العام الدراسي.
بدء تفعيل خصم الدرجات
أعلنت الإدارات التعليمية في عدد من المحافظات، من بينها القاهرة والجيزة والإسكندرية، بدء تطبيق خصم الدرجات من الطلاب الذين تجاوزوا نسب الغياب المسموح بها، وذلك في المواد الأساسية التي تُضاف للمجموع، على أن يكون الخصم فعليًا في درجات أعمال السنة والانضباط السلوكي.
وأكد مسؤولو الوزارة أن الهدف ليس العقاب، وإنما الحفاظ على انتظام العملية التعليمية، وضمان الاستفادة الفعلية من الحصص الدراسية.
النسب المسموح بها قبل الخصم
طبقًا للقرارات المنظمة، فإن نسب الغياب المسموح بها للطلاب خلال الفصل الدراسي لا يجب أن تتجاوز:
-
15% من إجمالي أيام الدراسة الفعلية في الفصل الدراسي.
-
في حالة تخطي هذه النسبة دون أعذار مقبولة، يتم خصم درجتين إلى خمس درجات من درجات السلوك والانضباط.
-
يُخصم من درجات أعمال السنة في حالة الغياب المستمر عن تقييمات الفصل أو الأنشطة الصفية.
الفئات المستثناة من الخصم
أكدت وزارة التربية والتعليم أن هناك بعض الحالات يُراعى فيها عدم تطبيق خصم الدرجات، بشرط تقديم مستندات رسمية تثبت العذر، وتشمل:
-
تقارير طبية معتمدة من جهة حكومية.
-
حالات الوفاة داخل الأسرة من الدرجة الأولى خلال فترة محددة.
-
الظروف الطارئة مثل الحوادث أو التنقل الجغرافي المعتمد بقرار إداري.
-
الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة إذا ارتبط الغياب بمتابعة علاج أو تأهيل.
المدارس الأكثر التزامًا
أظهرت تقارير المتابعة أن عددًا من المدارس الرسمية والتجريبية سجلت نسب حضور تجاوزت 95%، بفضل التواصل المستمر مع أولياء الأمور، واستخدام وسائل تكنولوجية في متابعة الغياب اليومي مثل التطبيقات الإلكترونية والرسائل النصية.
في المقابل، رصدت الوزارة مدارس أخرى انخفضت فيها نسبة الحضور لأقل من 60%، ما استدعى تدخلاً عاجلًا من الإدارات التعليمية.
دور أولياء الأمور
شددت الوزارة على أن مسؤولية الانضباط لا تقع فقط على المدرسة، بل تتطلب تواصلًا دائمًا من الأسرة، ومتابعة مستمرة لحضور الطالب يوميًا.
وطالبت أولياء الأمور بـ:
-
التأكد من التزام الأبناء بالحضور وعدم التغيب دون مبرر.
-
التواصل مع إدارة المدرسة في حالة وجود عذر مرضي أو ظرف طارئ.
-
الانتباه لأن الغياب المتكرر قد يحرم الطالب من دخول الامتحان في بعض المواد.
التنبيه عبر المدارس والإدارات
قامت المدارس بإرسال تنبيهات رسمية مكتوبة إلى أولياء الأمور عبر الطلاب، كما تم الإعلان في طابور الصباح والإذاعة المدرسية عن خطورة الغياب.
بعض الإدارات قامت أيضًا بإرسال رسائل نصية عبر تطبيق "أولياء الأمور" الرسمي، أو مجموعات التواصل الإلكتروني مثل "الواتساب" المدرسي.
الأثر التربوي والسلوكي
أوضح خبراء التربية أن الغياب المتكرر لا يؤثر فقط على التحصيل الدراسي، بل يمتد أثره إلى سلوك الطالب، إذ يفتقد للتفاعل داخل الفصل، ولا يتعود على الالتزام بالمهام والجدول الزمني.
كما أن الطالب الغائب يفقد فرص المشاركة في الأنشطة الصفية والاختبارات الشفوية، وهو ما ينعكس سلبًا على درجاته وسلوكياته داخل المؤسسة التعليمية.
مقارنة مع الأعوام السابقة
في العام الدراسي الماضي، تم تسجيل أكثر من 50 ألف حالة غياب متكرر بين المرحلتين الإعدادية والثانوية خلال الفصل الدراسي الثاني، وتسبب ذلك في حرمان نحو 1200 طالب من دخول الامتحانات النهائية.
وقد شددت الوزارة هذا العام من المتابعة اليومية للغياب، عبر كشوف إلكترونية محدثة، ما يُظهر جدية في تطبيق التعليمات الجديدة.
إجراءات تصاعدية للمتغيبين
أوضحت التعليمات الجديدة أن الطالب الذي يستمر في الغياب دون مبرر سيخضع لإجراءات تصاعدية تشمل:
-
إنذار أول مكتوب يُوجه لولي الأمر بعد الغياب 5 أيام متفرقة.
-
إنذار ثانٍ بعد 10 أيام غياب.
-
إحالة إلى الشؤون القانونية في حال تجاوز الطالب 15 يومًا متصلة أو 20 يومًا متفرقة خلال الترم.
-
الحرمان من درجات أعمال السنة أو الفصل المؤقت في بعض الحالات القصوى.
تنبيهات الوزارة لجميع المدارس
-
عدم التهاون في تسجيل الغياب اليومي لكل طالب.
-
إرسال التنبيهات أسبوعيًا إلى أولياء الأمور.
-
عرض نسب الحضور والغياب خلال اجتماعات أولياء الأمور الشهرية.
-
تشجيع الطلاب المنتظمين من خلال شهادات تقدير أو نقاط إضافية.
خلاصة
تطبيق قرار خصم الدرجات بسبب الغياب أصبح واقعًا رسميًا في جميع المدارس الحكومية والتجريبية والخاصة، ضمن خطة وزارة التربية والتعليم لضبط السلوك الطلابي والالتزام الأكاديمي.
ويُعد التنبيه الصادر إلى أولياء الأمور بمثابة جرس إنذار، بأن الاستهتار بالحضور المدرسي لم يعد مقبولًا، وأن انتظام الطالب هو أحد أهم المعايير لتقييم أدائه التعليمي.
وعليه، فإن المتابعة اليومية، وتوفير بيئة منزلية مشجعة، والتواصل الدائم مع إدارة المدرسة، هي الوسائل الفعالة لضمان عدم تأثر الطالب سلبيًا بالقرارات التنظيمية الجديدة.
