شهدت أسعار الذهب اليوم تراجعًا ملحوظًا في الأسواق العالمية والمحلية، بعد إعلان تمديد مهلة تطبيق الرسوم الجمركية على بعض الواردات. هذا القرار خفف من المخاوف التجارية العالمية، مما قلل الإقبال على الذهب كملاذ آمن، وبالتالي دفع الأسعار نحو الانخفاض.
تراجعت أسعار الذهب عالميًا بنسبة تقارب 0.7%، في ظل أجواء من الارتياح في الأسواق بعد قرار تمديد المهلة الجمركية، حيث ساهم هذا الإجراء في تهدئة المخاوف من تصاعد الحرب التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.
الانخفاض لم يكن مفاجئًا للمراقبين، خاصة بعد أن اتجه المستثمرون نحو الأصول الأخرى مثل الدولار الأمريكي وسندات الخزانة، مع انخفاض شهية المخاطرة تجاه الذهب.
في السوق المحلية، تأثر سعر الذهب بشكل مباشر بالانخفاض العالمي، حيث شهدت الأسعار تراجعًا يتراوح بين 10 إلى 15 جنيهًا للجرام، حسب نوع العيار.
وسجل سعر جرام الذهب من عيار 21 – الأكثر تداولًا في السوق المصري – انخفاضًا ملحوظًا مقارنة بالأيام السابقة، متأثرًا بالتراجع العالمي وانخفاض الطلب المحلي مع استقرار سعر صرف الدولار.
يرجع تراجع الذهب إلى عدة أسباب متداخلة، أبرزها:
تمديد مهلة الرسوم الجمركية: وهو ما قلل من احتمالية تصعيد النزاعات التجارية، وبالتالي تراجع دور الذهب كأداة تحوط.
ارتفاع الدولار الأمريكي: ساهم في خفض جاذبية الذهب للمستثمرين، خاصة أن الذهب يُسعر عالميًا بالدولار.
زيادة عوائد السندات الحكومية: جعلت من الاستثمارات الأخرى بدائل أكثر جذبًا بالمقارنة مع الذهب الذي لا يدر عائدًا مباشرًا.
هذه العوامل مجتمعة أدت إلى سحب جزء من السيولة من سوق الذهب، وتوجيهها نحو أدوات مالية أخرى أكثر استقرارًا في المدى القصير.
رغم التراجع الحالي، لا تزال حالة السوق تتسم بالحذر، حيث يتابع المستثمرون عن كثب التطورات المتعلقة بالرسوم الجمركية والمفاوضات التجارية الجارية.
ويُتوقع أن تتغير حركة الأسعار بشكل سريع في حال حدوث أي تطورات غير متوقعة، مثل قرارات مفاجئة من البنوك المركزية أو تصريحات سياسية تؤثر على الأسواق العالمية.
بالنسبة للمستهلك المصري، فإن تراجع أسعار الذهب يعد فرصة جيدة للشراء، خاصة بالنسبة لمن يخطط للادخار طويل الأجل أو الاستثمار في المشغولات الذهبية.
كما يُمكن أن يشجع هذا الانخفاض على زيادة الإقبال على الشراء في الأسواق، خاصة في ظل قرب مناسبات اجتماعية تشهد إقبالًا تقليديًا على شراء الذهب، مثل موسم الزواج.
تشير التحليلات إلى أن التراجع قد يستمر بشكل طفيف خلال الأيام المقبلة، إذا استمر الاتجاه العالمي نحو تهدئة التوترات التجارية. ومع ذلك، تظل هناك احتمالات بعودة الصعود في حال ظهور مستجدات تدفع المستثمرين مجددًا نحو الذهب.
ومن المتوقع أن تتراوح الأسعار بين مستويات مستقرة إلى منخفضة نسبيًا، ما لم تطرأ مفاجآت اقتصادية أو سياسية مؤثرة.
رغم التراجع الأخير، لا يزال الذهب يُعتبر أحد أهم أدوات التحوط ضد التضخم والأزمات الاقتصادية. ويحتفظ الذهب بمكانته كملاذ آمن، خاصة في فترات عدم الاستقرار العالمي.
وتبقى قرارات المستثمرين الكبرى مرتبطة بتوقعاتهم طويلة المدى، إذ يفضل كثير منهم الاحتفاظ بجزء من محافظهم الاستثمارية على شكل ذهب، تحسبًا لأي اضطرابات مستقبلية.
في المدى القصير، ستظل حركة الذهب خاضعة لتقلبات الأسواق العالمية، خاصة مع ترقب بيانات اقتصادية مؤثرة، مثل معدلات التضخم وأسعار الفائدة، إلى جانب استمرار متابعة مفاوضات الرسوم الجمركية ومواقف الدول الكبرى.
ومن المرجح أن تشهد السوق تذبذبًا محدودًا بين الصعود والهبوط في الأيام المقبلة، قبل أن يستقر الاتجاه بناءً على التطورات الاقتصادية والسياسية.
ينصح الخبراء باتباع عدد من الخطوات عند التعامل مع الذهب في ظل هذا التراجع، منها:
عدم التسرع في الشراء بكميات كبيرة، وانتظار استقرار الأسعار لفترة.
تجنب الشراء بغرض المضاربة السريعة، لأن السوق حاليًا غير واضح الاتجاه.
التركيز على الشراء للادخار أو الاستخدام الشخصي، خاصة إذا كانت الأسعار مناسبة.
متابعة أخبار السوق يوميًا، لأن أسعار الذهب تتغير باستمرار بناءً على المتغيرات العالمية.
تراجع سعر الذهب اليوم جاء نتيجة طبيعية لتمديد مهلة الرسوم الجمركية، وهو ما انعكس على الأسواق العالمية والمحلية، ودفع الأسعار نحو الانخفاض. وبينما يرى البعض أن هذا الانخفاض فرصة للشراء، يفضل آخرون الانتظار لحين استقرار الاتجاه العام للسوق. وفي جميع الأحوال، يبقى الذهب أصلًا مهمًا في ظل الأزمات والتقلبات، حتى وإن شهد تراجعًا مؤقتًا في بعض الفترات.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
