في ظل الحديث المستمر داخل أروقة نادي الزمالك عن إعادة ترتيب أوراق الفريق الأول لكرة القدم استعدادًا للموسم الجديد، يعود اسم قائد الفريق محمود عبد الرازق شيكابالا إلى الواجهة، وسط تساؤلات متزايدة من جماهير القلعة البيضاء بشأن مصيره، ومستقبله مع الفريق بعد موسم شهد حضورًا متفاوتًا داخل المستطيل الأخضر.
فماذا قدم شيكابالا في الموسم الأخير مع الزمالك؟ وهل أرقامه كافية للبقاء؟ أم أن الوقت قد حان لإنهاء المسيرة البيضاء التاريخية؟
قبل الحديث عن الأرقام، لا يمكن تجاوز القيمة الرمزية للاعب مثل شيكابالا، الذي يُعد من أبرز رموز نادي الزمالك في القرن الجديد، وصاحب مسيرة استثنائية امتدت لأكثر من 20 عامًا داخل جدران القلعة البيضاء.
فهو ليس فقط لاعبًا، بل رمزًا للجماهير والانتماء والولاء، وقائدًا يتمتع بشخصية مؤثرة داخل غرفة الملابس وخارجها.
رغم تقدمه في السن (يبلغ من العمر 38 عامًا)، شارك شيكابالا في عدد من المباريات خلال الموسم الماضي، لكن ظهوره كان محدودًا من حيث الدقائق مقارنةً بمواسم سابقة.
شارك في 17 مباراة مع الزمالك خلال الموسم
منها 9 مباريات في الدوري الممتاز
و4 مباريات في الكونفدرالية الإفريقية
و4 مباريات في كأس مصر والسوبر
بلغ إجمالي دقائق مشاركته نحو 490 دقيقة فقط
بمعدل 28 دقيقة في المباراة تقريبًا
ولم يشارك أساسيًا سوى في 4 مباريات فقط
ورغم قلة عدد الدقائق، إلا أن شيكابالا نجح في ترك بصمة في بعض المباريات، وخاصة عند مشاركته كبديل.
سجّل هدفين فقط خلال الموسم
أحدهما في شباك الداخلية بالدوري
والآخر أمام ساجرادا في الكونفدرالية
قدّم 3 تمريرات حاسمة
جاءت أغلبها في اللحظات الأخيرة من المباريات
حافظ على قدرته في صناعة اللعب من الأطراف
كان له دور في فتح المساحات بفضل مهاراته وتمركزه
لكن اللياقة البدنية لم تُسعفه في الحفاظ على نفس الأداء طوال اللقاء
المدربون الذين تعاقبوا على الزمالك هذا الموسم، من بينهم الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، أكدوا أن شيكابالا لا يزال يملك المسة الخاصة والتمرير الذكي، لكن أصبح من الصعب الاعتماد عليه كلاعب أساسي في فريق يخوض منافسات محلية وقارية.
كما تم توظيفه بشكل كبير في:
الدقائق الأخيرة من المباريات الحاسمة
المواقف التي تحتاج إلى خبرة وهدوء
إدارة التحولات داخل الملعب
العديد من اللاعبين الشباب تحدثوا عن الدور الإيجابي الكبير لشيكابالا في غرفة الملابس، حيث يعتبرونه بمثابة القائد والملهم، وخاصة في أوقات الضغط والنتائج السلبية.
وشهد الموسم الأخير عدة مواقف كان لشيكابالا فيها دور حاسم في:
تهدئة الأجواء بعد الخسائر
دعم اللاعبين الجدد
تعزيز الانتماء داخل الفريق
وهو ما يجعل البعض داخل الإدارة يُفكر في بقائه كلاعب/قائد أو إداري لاحقًا.
شيكابالا يحتفظ بمكانة خاصة جدًا لدى جماهير الزمالك، التي تعتبره أحد أبناء النادي الأوفياء، ورمزًا من رموز النضال والارتباط بالقميص الأبيض.
وفي كل مرة يدخل الملعب، يُقابل بهتافات جماعية تُعبّر عن حب الجماهير له، حتى ولو لم يُشارك أساسيًا.
ويُعد شيكابالا من القلائل الذين لم يتأثر رصيدهم الجماهيري رغم تراجع أرقامه التهديفية.
الآراء منقسمة:
يرون أن الوقت مناسب لإنهاء المسيرة بشكل لائق
يرون أن المعدل البدني تراجع بشكل كبير
يدعون إلى فتح المجال أمام جيل جديد من القادة
يرون أن الفريق لا يزال بحاجة إلى خبرته
يعتبرونه أيقونة يجب أن يُنهي مشواره بشروطه الخاصة
يُطالبون بمنحه موسمًا أخيرًا تكريميًا
حتى الآن، لم يصدر قرار رسمي من إدارة نادي الزمالك أو من الجهاز الفني بشأن مستقبل شيكابالا، لكن بعض المصادر أكدت:
أن هناك اتجاهًا لفتح جلسة ودية مع اللاعب بعد نهاية الموسم
سيتم عرض فكرة دور إداري أو فني داخل النادي
وقد يتم منحه موسمًا تكريميًا يُعلن خلاله اعتزاله بنهاية العام
في حال قرر شيكابالا الاعتزال بنهاية الموسم، فإن نادي الزمالك يضع سيناريوهات للاستفادة منه مستقبلاً، أبرزها:
تعيينه في قطاع الناشئين كمشرف فني
منحه منصب إداري في الفريق الأول
العمل كمساعد مدرب في مراحل لاحقة
وتُعزز هذه الخطط شعبية اللاعب الكبيرة، وقدرته على التأثير الإيجابي في الأجيال القادمة.
عند مقارنة أرقام شيكابالا هذا الموسم مع المواسم الماضية، يتضح:
تراجع كبير في عدد المشاركات والدقائق
انخفاض معدل التسجيل والصناعة
تحوّله من لاعب أساسي إلى ورقة بديلة
لكن من ناحية التأثير المعنوي والانضباط، لا يزال أحد أعمدة الفريق.
قرار شيكابالا في الأسابيع المقبلة سيكون بمثابة نهاية فصل تاريخي في مسيرة أحد أعظم من ارتدوا القميص الأبيض.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt