أثارت الارتفاعات الكبيرة في أسعار الذهب خلال الأشهر الماضية تساؤلات كثيرة بين المقبلين على الزواج حول إمكانية استبدال الشبكة الذهبية ببدائل أخرى تتناسب مع ظروفهم الاقتصادية، وفي هذا الصدد أصدرت دار الإفتاء المصرية بيانًا توضيحيًا بشأن مشروعية استبدال الشبكة الذهبية ببدائل أقل تكلفة.
وأكدت دار الإفتاء أن الشبكة ليست فرضًا شرعيًا أو ركنًا من أركان الزواج، لكنها عادة اجتماعية ارتبطت بالموروث المصري والعربي، وبالتالي فإن الاتفاق بين الطرفين على أي بديل آخر يُعد صحيحًا شرعًا طالما تم برضا الطرفين ووضوح الشروط.
أوضحت دار الإفتاء أن الشبكة ليست من شروط صحة عقد الزواج في الإسلام، وإنما هي من العادات الاجتماعية التي تعارف عليها الناس، ومن ثم فإنها ليست واجبة شرعًا ويمكن استبدالها بما يتفق عليه العروسان وأهلهما.
كما أشار البيان إلى أنه يجوز الاتفاق على تقديم الشبكة بأي صورة كانت، سواء كانت ذهبية أو فضية أو حتى هدية عينية ذات قيمة رمزية، شريطة ألا يُشعر أي طرف بالإجبار أو الحرج.
شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا غير مسبوق، مما جعل تكلفة الشبكة عبئًا كبيرًا على كثير من الشباب المقبلين على الزواج.
يسعى الكثير من الأزواج إلى تقليل التكاليف المادية للزواج، بما يضمن لهم بداية حياة مستقرة دون أعباء مالية كبيرة.
بدأت بعض الأسر في التوجه إلى تغيير الموروثات التي ترهق الشباب، ومن بينها الاستغناء عن الشبكة الذهبية أو الاكتفاء ببدائل رمزية.
شبكة من الفضة: بديل اقتصادي يناسب الأوضاع المادية الحالية.
هدية عينية قيمة: مثل هاتف محمول أو أجهزة كهربائية يحتاجها العروسان في بداية حياتهما.
مبلغ مالي رمزي: يتم الاتفاق عليه بين الطرفين بدلًا من شراء الشبكة.
إلغاء الشبكة والاكتفاء بالمهر: وهو ما بدأ ينتشر في بعض المناطق للتخفيف عن الشباب.
تباينت آراء الشباب المقبلين على الزواج بين مؤيد ومعارض لفكرة الاستغناء عن الشبكة الذهبية:
المؤيدون يرون أنها خطوة إيجابية لتخفيف التكاليف وإتاحة فرصة أكبر للزواج.
المعارضون يعتبرون الشبكة رمزًا اجتماعيًا لا يمكن الاستغناء عنه بسهولة.
طالبت دار الإفتاء بضرورة التيسير على الشباب في متطلبات الزواج، مؤكدة أن المغالاة في تكاليف الزواج سبب رئيسي في عزوف كثير من الشباب عن الإقدام عليه، وشددت على أهمية العودة إلى جوهر الزواج القائم على المودة والرحمة وليس المظاهر والمغالاة.
ناشدت المؤسسات الدينية والاجتماعية الأسر المصرية بضرورة التعاون لتغيير ثقافة الزواج، من خلال:
التنازل عن بعض العادات المكلفة مثل الشبكة الذهبية.
التركيز على بناء أسرة مستقرة بعيدًا عن المظاهر البراقة.
دعم الأبناء ماديًا ومعنويًا لتسهيل إتمام الزواج.
أشارت بعض الجهات الحكومية إلى وجود برامج دعم مادي ومعنوي للمقبلين على الزواج، تشمل:
مبادرات لتمويل شراء الأثاث والأجهزة المنزلية بفوائد منخفضة.
برامج توعية لتغيير الموروثات الاجتماعية المكلفة.
توفير شقق سكنية للشباب بأسعار مناسبة ضمن مشروعات الإسكان الاجتماعي.
توضيح دار الإفتاء بشأن بدائل الشبكة الذهبية يعكس حرص المؤسسة الدينية على التخفيف عن الشباب ومساعدتهم على بناء حياة زوجية مستقرة دون أعباء مالية تثقل كاهلهم. ومع تزايد الدعوات لتغيير العادات الاجتماعية، يبقى الأمل في تعاون الأسر والمجتمع لتسهيل الزواج أمام الأجيال الجديدة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt