شهدت أسعار الذهب في مصر، صباح اليوم الأحد 4 مايو 2025، تراجعًا ملحوظًا خلال التعاملات المبكرة في الأسواق المحلية، لتواصل سلسلة الانخفاضات التي بدأت منذ نهاية الأسبوع الماضي، متأثرة بعدة عوامل محلية وعالمية، على رأسها تراجع أسعار الذهب عالميًا واستقرار سعر الدولار في السوق المصرفية.
ويترقب المواطنون والتجار والمستثمرون تحركات الذهب في ظل هذه التغييرات، خاصة مع اقتراب موسم عيد الأضحى، الذي يشهد عادةً زيادة في الطلب على المشغولات الذهبية سواء للزينة أو الاستثمار.
بحسب آراء بعض الخبراء وتجار الصاغة، فإن تراجع أسعار الذهب في بداية تعاملات اليوم يعود إلى مجموعة من الأسباب، أبرزها:
انخفاض سعر الذهب عالميًا إلى مستويات أقل من 2310 دولارًا للأوقية، بعد موجة صعود تاريخية.
استقرار سعر صرف الدولار في البنوك المصرية، مما قلل من الضغط على السوق المحلي.
انخفاض الطلب على شراء الذهب خلال الأيام الماضية، نتيجة الترقب والانتظار لمزيد من الانخفاضات.
قيام بعض المستثمرين بالبيع لجني الأرباح بعد الارتفاعات الأخيرة.
ويُشير بعض المحللين إلى أن السوق يمر بحالة من الحذر والانتظار، حيث يراقب الجميع الأوضاع الاقتصادية العالمية، وخاصة سياسات الفائدة الأمريكية التي تؤثر مباشرة على أسعار الذهب عالميًا.
فيما يلي متوسط أسعار الذهب في الأسواق المصرية خلال التعاملات الصباحية اليوم، دون احتساب المصنعية:
العيار | السعر بالجنيه المصري |
---|---|
عيار 24 | 3600 جنيهًا |
عيار 21 (الأكثر تداولًا) | 3150 جنيهًا |
عيار 18 | 2700 جنيهًا |
عيار 14 | 2100 جنيهًا |
الجنيه الذهب (8 جرامات عيار 21) | 25200 جنيهًا |
ويُذكر أن الأسعار قد تختلف من محل صاغة إلى آخر ومن منطقة لأخرى، بناءً على المصنعية التي تُضاف إلى السعر الأساسي، والتي تتراوح عادةً بين 100 إلى 200 جنيه للجرام.
على الصعيد العالمي، انخفض سعر الأوقية في الأسواق الدولية إلى 2310 دولارًا، متأثرة بتصريحات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي تُشير إلى احتمالات رفع أسعار الفائدة مجددًا خلال الشهور المقبلة، وهو ما يُضعف من جاذبية الذهب كملاذ آمن للاستثمار.
كما أن هدوء التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق، وانخفاض التضخم في دول عدة، أدى إلى تراجع الطلب على الذهب، وبالتالي انخفاض أسعاره.
أشار عدد من تجار الذهب إلى أن الأسعار قد تشهد مزيدًا من الانخفاض خلال الأسبوع الجاري في حال استمر تراجع الأوقية عالميًا، وثبات الدولار محليًا، موضحين أن السوق يمر بحالة من "الهدوء الحذر".
وتوقع بعضهم أن تصل الأسعار لمستوى 3100 جنيه لعيار 21 في حال استمرار العوامل الحالية، بينما يرى آخرون أن الأسعار ستتذبذب بين الهبوط والارتفاع الخفيف بناءً على الأخبار الاقتصادية المتلاحقة.
رغم انخفاض الأسعار، فإن حركة الشراء في الأسواق ما تزال ضعيفة نسبيًا، حيث يتجنب بعض العملاء الشراء حاليًا انتظارًا لهبوط أكبر، فيما يفضل البعض الآخر البيع لجني الأرباح خاصة من اقتنوا الذهب خلال موجة الصعود الماضية.
وقال أصحاب محلات الذهب إن المبيعات لم تتجاوز 30% من المعتاد في نفس الفترة من العام الماضي، مرجعين ذلك إلى:
تراجع القوة الشرائية للمواطن.
القلق من استمرار التذبذب في الأسعار.
تركيز المواطنين على شراء احتياجات رمضان وعيد الأضحى.
على الرغم من الاستقرار النسبي في السعر الرسمي للدولار، إلا أن هناك فرقًا محدودًا لا يزال قائمًا في بعض المناطق، حيث يُباع الذهب أحيانًا في السوق الموازي بأسعار أعلى قليلاً، خاصة في المناطق التي ترتفع فيها نسبة الطلب مثل المحافظات السياحية أو الحدودية.
ويرى خبراء أن القضاء على هذا التفاوت يتطلب ضبط سوق العملة بشكل أكبر، وتشديد الرقابة على محلات الصرافة، بالإضافة إلى تعزيز الشفافية في عرض أسعار الذهب.
ما زال الذهب يُعد من أكثر الأدوات الآمنة للاستثمار طويل الأجل، ويُفضل الكثير من المصريين شراء الذهب كوسيلة للحفاظ على قيمة الأموال ضد التضخم والتقلبات الاقتصادية.
وتنصح مراكز الدراسات الاقتصادية المواطنين الراغبين في الاستثمار في الذهب بـ:
الشراء على فترات متباعدة لتقليل تأثير التذبذب.
تجنب البيع خلال موجات الهبوط الحادة.
متابعة الأسواق العالمية قبل اتخاذ قرار الشراء أو البيع.
عدم الاعتماد على الذهب فقط، بل تنويع أدوات الاستثمار.
يتفق العديد من الخبراء أن الفترة الحالية تعتبر مناسبة نسبيًا للشراء لمن يرغب في الادخار طويل الأجل، خاصة بعد الانخفاض الذي سجلته الأسعار خلال الأيام الماضية.
لكنهم ينصحون بعدم التسرع، والتركيز على شراء السبائك أو الجنيهات الذهبية التي لا تتضمن مصنعية مرتفعة، مما يجعلها أداة ادخار أفضل مقارنة بالمشغولات الذهبية.
بحسب التقديرات المبدئية، فإن أسعار الذهب في مصر خلال شهر مايو الجاري مرشحة لـ:
الاستقرار أو الهبوط التدريجي في حال استمرار استقرار الدولار وتراجع الأوقية عالميًا.
موجة صعود جديدة إذا حدثت تطورات جيوسياسية أو عادت التوترات الاقتصادية الدولية.
تأثر بالطلب الموسمي مع اقتراب عيد الأضحى وزيادة الإقبال على الشراء.
ويؤكد محللو الذهب أن السوق المصري حساس جدًا لأي تغيّر خارجي، خاصة أسعار الفائدة الأمريكية، وسعر صرف الدولار محليًا.
تلعب البنوك المركزية، وخاصة البنك الفيدرالي الأمريكي، دورًا رئيسيًا في تحديد اتجاهات أسعار الذهب عالميًا، وذلك من خلال:
رفع أو خفض أسعار الفائدة.
حجم احتياطي الذهب الذي يتم شراؤه أو بيعه.
السياسة النقدية والتيسير الكمي.
ومع وجود تلميحات متكررة بإمكانية رفع الفائدة في الشهور المقبلة، فإن أسعار الذهب قد تواجه ضغوطًا جديدة تؤدي إلى مزيد من التراجع.
تعمل الهيئة العامة للرقابة المالية، بالتعاون مع شُعب الذهب، على:
متابعة الأسعار بشكل لحظي.
تنظيم سوق المشغولات الذهبية من حيث التراخيص والمعايير.
إطلاق آلية إلكترونية رسمية لعرض أسعار الذهب للجمهور يوميًا.
وتهدف هذه الإجراءات إلى حماية المستهلك، ومنع التلاعب، وتعزيز الشفافية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt