بدأت أسعار صرف الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري تعاملات صباح اليوم الاثنين 16 يونيو 2025 في البنوك المصرية بحالة من الهدوء النسبي، وسط ترقب كبير من المتعاملين لما ستؤول إليه الأسواق خلال الأيام المقبلة، لا سيما مع قرب انعقاد اجتماعات اقتصادية عالمية قد تؤثر على حركة العملة الأمريكية.
وبينما تشير المؤشرات الأولية إلى استقرار نسبي في الأسعار داخل معظم البنوك المصرية، إلا أن البعض لا يزال يتوقع مفاجآت في السوق المصرفي، خصوصًا مع التقلبات المتسارعة التي شهدتها أسعار العملات خلال الفترة الماضية.
وفقًا لما تم رصده في أغلب البنوك، يتراوح سعر الدولار اليوم في بداية التعاملات بين 47.85 جنيه و47.95 جنيه للشراء، وبين 47.95 جنيه و48.05 جنيه للبيع.
ويبدو واضحًا أن هناك حالة من الحذر في تحديد الأسعار من قِبل البنوك، حيث لم تسجل الأسعار تحركات كبيرة، لكنها ظلت ضمن نطاق ضيق للغاية، وهو ما يعكس طبيعة السوق خلال الفترة الحالية.
رغم الاستقرار، شهدت بعض البنوك تغييرات طفيفة لا تتعدى قرشًا أو قرشين في سعر البيع أو الشراء، ومن أبرز هذه البنوك:
البنك الأهلي المصري: شهد استقرارًا في سعر الدولار مقارنة بالأمس.
بنك مصر: حافظ على نفس السعر دون تعديل.
بنك القاهرة: ظهرت عليه تحركات طفيفة في السعر.
البنك التجاري الدولي CIB: حافظ على سياسة تسعير حذرة دون تغييرات كبيرة.
البنك العربي الإفريقي: سجل سعرًا ضمن النطاق الأعلى لكن بدون زيادات مؤثرة.
يتساءل البعض عن السبب وراء هذا الاستقرار الذي يُخالف التوقعات السابقة بحدوث قفزات جديدة. وتشير التحليلات إلى عدة عوامل:
يظل هذا السؤال محل نقاش دائم في السوق، وتختلف وجهات النظر حوله، لكن التقديرات تشير إلى أن:
العودة إلى مستويات أقل من 47 جنيهًا تحتاج لتغيّرات جوهرية في مؤشرات الاقتصاد المصري ومعدلات الإنتاج والصادرات.
الاستقرار الحالي مرهون بعدم حدوث طوارئ اقتصادية أو جيوسياسية عالمية قد تؤثر على تدفقات العملة الصعبة.
أي تحرك في الفائدة الأمريكية أو المصرية قد يؤثر في اتجاه السعر سواء بالصعود أو التراجع، حسب الفجوة بين العملات.
يعتمد السوق المصري بشكل كبير على الدولار، سواء في ما يتعلق بالاستيراد أو تسعير بعض السلع الأساسية مثل:
القمح والزيوت: والتي يُستورد جزء كبير منها بالدولار.
الوقود ومشتقاته: رغم الدعم الجزئي، إلا أن تحرك الدولار يؤثر على تكاليف النقل والأسعار.
السلع الإلكترونية والسيارات: جميعها تتأثر بشدة بأي تحرك في العملة الخضراء.
ولذلك، فإن أي تغيير ولو طفيف في سعر الدولار يمكن أن يُحدث انعكاسات ملحوظة في الأسعار المحلية، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
بعد الإجراءات الحاسمة التي اتخذها البنك المركزي خلال الأشهر الماضية، تراجع نشاط السوق السوداء بشكل كبير، وأصبح الفارق في السعر لا يُذكر، بل وفي بعض الأحيان تُقدم البنوك أسعارًا تنافسية أكثر من تلك الموجودة خارج الإطار الرسمي.
ويؤكد مراقبون أن استمرار هذا الاستقرار في الأسعار داخل البنوك يقلل من جدوى التعاملات غير الرسمية، ويُعيد الثقة في الجهاز المصرفي.
تشير أغلب التوقعات الاقتصادية إلى أن:
السوق سيشهد تحركات محدودة ما لم تظهر أخبار اقتصادية قوية تؤثر على الأسواق العالمية.
أسعار الدولار قد تتجه إلى الارتفاع البسيط مع نهاية الأسبوع إذا زاد الطلب من بعض المستوردين، خاصة مع قرب موسم الحج وعودة السياحة.
على المدى المتوسط، لا يزال سعر الدولار يتحرك في نطاق ضيق ما بين 47.80 و48.20 جنيهًا، ما لم تظهر طوارئ في السوق.
لمن يتعامل بالدولار سواء في السفر أو التجارة أو الادخار، إليكم بعض النصائح:
تابع أسعار البنوك أولًا بأول ولا تعتمد على مصادر غير رسمية.
اختر التوقيت المناسب للبيع أو الشراء بناءً على تحركات السوق.
لا تحتفظ بكميات كبيرة من الدولار دون داعٍ، فالأسعار قابلة للتقلب دائمًا.
ابتعد عن السوق السوداء والتزم بالقنوات الرسمية لضمان الأمان القانوني والسعر العادل.
استشر خبيرًا ماليًا إذا كنت تتعامل بمبالغ كبيرة أو تحضر لتحويلات خارجية.
في ظل التطورات الحالية، يظل سعر الدولار في مصر مستقرًا إلى حد بعيد اليوم الاثنين 16 يونيو 2025، لكنه استقرارٌ لا يخلو من الحذر. فالعوامل المحلية والعالمية تتفاعل بشكل مستمر وقد تُغير المعادلة في أي لحظة.
وعلى المواطنين والمتعاملين أن يكونوا على وعي كامل بأن حركة الدولار ليست منفصلة عن المشهد الاقتصادي العام، وأن المتابعة الدقيقة للأخبار المالية قد تكون مفتاحًا لاتخاذ قرارات أفضل سواء للشراء أو البيع.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt