تشهد قرية شرنوب التابعة لمحافظة البحيرة حالة من القلق والخوف بين الأهالي، بعد انتشار فيديوهات وصور تظهر خروج غاز من صنابير المياه بدلًا من الماء، ما تسبب في اشتعال النيران عند تقريب أي مصدر لهب منها. هذه الظاهرة الغريبة دفعت الأهالي إلى إطلاق استغاثات عاجلة للجهات المعنية، خوفًا على حياتهم وحياة أسرهم من كارثة قد تحدث في أي لحظة.
التفاصيل التي ظهرت أثارت حالة من الجدل الواسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تساءل الكثيرون عن السبب الحقيقي وراء هذه الظاهرة النادرة والخطيرة، وما إذا كانت ناجمة عن خلل في شبكة المياه أو مشكلة أكبر تتعلق بسلامة البنية التحتية للقرية.
بدأت القصة عندما لاحظ أحد سكان القرية تغيرًا غريبًا في طعم ورائحة المياه الخارجة من الصنبور، فقرر إجراء تجربة بسيطة بوضع ولاعة بجوار المياه المتدفقة، ليفاجأ بخروج لهب قوي. هذه اللحظة وثقها الأهالي بالفيديو وانتشرت بسرعة على مواقع التواصل، لتصل أصواتهم إلى المسئولين.
الأهالي أكدوا أن هذه الظاهرة لم يسبق حدوثها في القرية من قبل، وأن الأمر بدأ قبل أيام قليلة فقط، مما يعزز الشكوك حول وجود تسرب للغاز في خطوط المياه أو اختلاطها بمصدر غير آمن.
كما أوضحت الشركة أن الخطوة الأولى تمثلت في غلق بعض خطوط المياه احترازيًا لتجنب أي كارثة، مع توفير مياه بديلة للأهالي عبر سيارات مياه متنقلة لحين الانتهاء من التحقيقات.
خبراء البيئة والمياه أوضحوا أن هناك عدة احتمالات لهذه الظاهرة، أبرزها:
اختلاط خطوط المياه بخطوط الغاز الطبيعي نتيجة تسرب في الشبكات تحت الأرض.
وجود غاز الميثان في المياه وهو أمر قد يحدث في بعض المناطق الزراعية بسبب تحلل المواد العضوية في باطن الأرض، لكنه في هذه الحالة يحتاج لفحص علمي دقيق.
تلوث مصدر المياه بمصدر صناعي أو كيميائي قريب من القرية، خاصة إذا كان هناك مصانع أو ورش إنتاج في المنطقة.
الخبراء وجهوا عدة نصائح لأهالي شرنوب لحين انتهاء التحقيقات:
عدم استخدام المياه في الطهي أو الشرب حتى صدور تقرير رسمي عن سلامتها.
تجنب إشعال أي لهب بالقرب من صنابير المياه.
إبلاغ الجهات المختصة فور ملاحظة أي تغير جديد في المياه أو الرائحة.
تبقى حادثة "حنفية الغاز" في قرية شرنوب واحدة من أغرب وأخطر الحوادث التي شهدتها مصر في الآونة الأخيرة، إذ تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان. التحقيقات جارية والنتائج المنتظرة ستحدد ما إذا كانت هذه الظاهرة مجرد حادث عارض أم إنذار لمشكلة أكبر تتطلب حلولًا جذرية. وحتى ذلك الحين، يبقى الحذر واجبًا، والتعاون بين الأهالي والجهات المعنية ضرورة لحماية الأرواح والممتلكات.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt