ميكسات فور يو
عمرو الورداني: يجوز أداء الحج والعمرة عن الغير بمقابل مادي بشرط عدم اعتباره أجرًا على العبادة
الكاتب : Reem

عمرو الورداني: يجوز أداء الحج والعمرة عن الغير بمقابل مادي بشرط عدم اعتباره أجرًا على العبادة

عمرو الورداني: يجوز أداء الحج والعمرة عن الغير بمقابل مادي بشرط عدم اعتباره أجرًا على العبادة


أثار الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، تفاعلًا واسعًا بعد تصريحاته الأخيرة التي أوضح فيها الحكم الشرعي لأداء مناسك الحج والعمرة عن الغير مقابل مبلغ مادي.
وقد جاء حديثه ليفتح بابًا للنقاش حول قضية شائكة تتكرر سنويًا مع اقتراب موسم الحج، وهي مسألة "الحج بالنيابة" أو "العمرة بالإنابة" مقابل أجر، خاصة من بعض الشركات والأفراد الذين يعرضون تنفيذ المناسك مقابل مبالغ مالية، وهو ما يضع البعض في حيرة ما بين جوازه شرعًا واعتباره تجارة غير مقبولة.

تفاصيل فتوى دار الإفتاء

أوضح الدكتور عمرو الورداني أن الأصل في أداء الحج والعمرة أن يكون بنية التعبد لله، ولكن يجوز للمسلم أن يؤدي هذه المناسك عن شخص آخر عاجز أو متوفى إذا توفرت الشروط الشرعية، ومنها أن يكون من ينوب قد أدى الفريضة عن نفسه أولًا.

وأشار إلى أنه لا مانع شرعي من أن يُقدَّم مقابل مادي لمن يقوم بالحج أو العمرة عن غيره، بشرط أن لا يُنظر إلى هذا المقابل على أنه "أجر على العبادة"، بل يكون على سبيل "الهبة" أو "النفقة" التي تُساعد الشخص في أداء المهمة، شريطة أن يكون الهدف الأساسي هو إعانة الغير على تحقيق ركن من أركان الإسلام.

وأضاف أن دار الإفتاء تنبه إلى خطورة التعامل مع هذه القضية كأنها تجارة أو حرفة، إذ يجب على النائب أن يستشعر عظمة الفريضة التي يقوم بها، وأن تكون نيته الإخلاص والتعبد، لا مجرد الكسب المالي.


الفرق بين الأجر المباح والأجر المذموم

تُفرّق دار الإفتاء بوضوح بين نوعين من المقابل المالي:

  • الأول: مباح، وهو ما يُدفع في إطار النفقات المترتبة على السفر والإقامة والتنقل، وربما يُضاف إليه شيء من باب العرف مقابل المشقة والجهد.

  • الثاني: مذموم أو مرفوض، وهو ما يُدفع باعتباره "أجرًا" مباشرًا على أداء الركن الديني، ما يُخرجه من كونه عبادة خالصة إلى شبه تجارية.

ومن هنا، فإن النية والضوابط المحيطة بالاتفاق بين الطرفين هما ما يُحددان مشروعية ما يتم، خاصةً إذا رُوعي فيها ألا يُقدم أحدهم على أداء المناسك دون أن يكون لديه إدراك ديني أو فقه كافٍ بمناسك الحج والعمرة.


الخلفية الشرعية لمسألة النيابة في الحج والعمرة

المذاهب الفقهية الأربعة أجازت النيابة في الحج عن العاجز أو المتوفى، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء فيه أن امرأة سألت عن أداء الحج عن والدها الكبير في السن، فأجاز لها النبي ذلك، وقال: "أرأيتِ لو كان على أبيكِ دين، أكنتِ قاضيته؟ فاقضوا الله، فالله أحق بالوفاء".

ولكن هذه الرخصة مشروطة بشروط واضحة:

  • أن يكون النائب قد حج عن نفسه أولًا.

  • أن تكون النية خالصة لله.

  • أن تكون الإنابة عن شخص لا يستطيع الحج بنفسه لعذر شرعي دائم أو وفاته.

  • أن لا تتحول المسألة إلى مجال للكسب المادي دون ضوابط.


تكرار الجدل سنويًا

مع اقتراب موسم الحج، تتكرر الإعلانات التي تقدم خدمات "الحج بالإنابة" أو "العمرة عن الوالدين" مقابل مبالغ مالية متفاوتة، وهو ما يفتح الباب أمام الاستغلال والخلط بين الجائز شرعًا والمرفوض.

بعض الشركات تعرض باقات مخصصة تبدأ من "15 ألف جنيه للحج عن الغير"، وقد يصل الرقم أحيانًا إلى أضعاف ذلك بحسب فئة الخدمة، مما يثير مخاوف من أن تتحول العبادات إلى سلع خاضعة لحسابات السوق.

وفي المقابل، يرى البعض أن ذلك يُيسر الأمر على من لا يستطيع السفر أو على من توفي له قريب ولم يتمكن من أداء الفريضة، وأن من باب البر أن يستعين بذوي الخبرة لأداء الركن عنه، وهو ما يجعل أهمية الفتوى كبيرة لضبط الميزان الشرعي بين الجواز والانحراف.


آراء مجتمعية متباينة

على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسمت ردود الفعل بعد تصريح الورداني.

فريق رحّب بالفتوى واعتبرها "تيسيرًا للناس"، وخاصة أن كثيرًا من الأبناء يرغبون في برّ آبائهم وأمهاتهم بأداء العمرة أو الحج عنهم، ولكن ليس لديهم وقت أو قدرة صحية على السفر، ويُفضّلون إسناد المهمة لأشخاص يثقون فيهم.

بينما رأى فريق آخر أن "المقابل المادي" مهما كانت تسميته يظل غير مقبول في عبادة بمثل قداسة الحج، خاصة إذا تحول الأمر لمهنة أو عمل موسمي يرتزق منه البعض على حساب الفريضة.

وأكدت بعض الأصوات ضرورة أن تكون الرقابة أكبر على هذه الخدمات، سواء من الجهات الدينية أو الحكومية، لتفادي الوقوع في تجاوزات غير مقبولة شرعًا أو أخلاقيًا.


نصائح مهمة للراغبين في توكيل الغير

  1. التأكد من أن النائب قد حج عن نفسه أولًا

    يجب أن يكون من سيؤدي الفريضة عن الغير قد أتمها لنفسه من قبل، لأن الحج لا يُجزئ عن الغير ما لم يتم أولًا عن النفس.

  2. التحقق من مستوى العلم والالتزام

    من المهم أن يكون النائب على دراية كافية بمناسك الحج أو العمرة، ويُفضّل أن يكون من الأشخاص المعروفين بالصلاح والالتزام، وليس مجرد شخص يؤدي العمل لأجل المقابل المادي.

  3. تحديد النية بوضوح في العقد أو الاتفاق

    إذا تم دفع مبلغ معين، يُفضل كتابته بوضوح كونه نفقة أو مكافأة، وليس أجرًا على أداء العبادة، وذلك لضمان صفاء النية وتجنب اللبس الشرعي.

  4. الابتعاد عن الإعلانات التجارية

    ينبغي الحذر من العروض التي تُقدَّم بشكل دعائي أو تجاري بحت، والتي تُصوّر الحج وكأنه رحلة تُدار كمنتج، وهو ما يُفقد الأمر قدسيته وروحانيته.

  5. استشارة الجهات المختصة

    قبل اتخاذ قرار التوكيل، يُفضل الرجوع إلى دار الإفتاء أو شيخ موثوق لسؤاله عن الحالة المحددة، خاصة إذا كانت تتعلق بشخص مريض أو متوفى، لضمان أن يكون الأمر في إطاره الصحيح.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...