في إطار سعي وزارة التربية والتعليم وقطاع المعاهد الأزهرية إلى تنظيم حركة انتقال الطلاب بين النظامين التعليميين العام والأزهري، أعلنت الجهات المختصة عن ضوابط جديدة لتحويل الطلاب بين الجهتين للعام الدراسي الجديد 2025 – 2026.
القرارات الجديدة تهدف إلى ضبط العملية التعليمية، ومنع التلاعب، وضمان عدم تحول التحويل إلى وسيلة للهروب من المناهج أو الامتحانات، كما تراعي في الوقت نفسه مصلحة الطالب من حيث التخصص والمستوى الدراسي، وتراعي أيضًا التكافؤ بين المناهج المقدمة في كل من الجهتين.
ويأتي هذا التحرك ضمن جهود مستمرة لتنسيق العلاقة بين الأزهر الشريف ووزارة التربية والتعليم، خاصة فيما يخص القبول، المناهج، ومتابعة التحصيل الدراسي، حيث يواجه أولياء الأمور والطلاب كثيرًا من التساؤلات حول آلية الانتقال من جهة إلى أخرى، ومتى يُسمح به، وما هي الشروط المطلوبة.
أعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني بالتنسيق مع مشيخة الأزهر، أن باب التحويل بين المعاهد الأزهرية والمدارس التابعة للتعليم العام سيفتح خلال شهر أغسطس الجاري، ويستمر حتى بداية سبتمبر 2025، مع التشديد على الالتزام بالضوابط المُعلنة وعدم استثناء أي طالب منها.
وتشمل التحويلات:
من التعليم العام إلى المعاهد الأزهرية
من المعاهد الأزهرية إلى التعليم العام
داخل مراحل التعليم الابتدائي والإعدادي فقط
أما التعليم الثانوي، فلا يُسمح فيه بالتحويل إطلاقًا بين النظامين، حرصًا على انتظام الدراسة وتكامل المحتوى التعليمي.
حددت الجهات المعنية عدة ضوابط رسمية يجب الالتزام بها عند تقديم طلب التحويل، أبرزها:
يشترط أن يكون الطالب مقيدًا ومقيدًا فعلًا في إحدى الجهتين (العام أو الأزهري)، ولا تُقبل طلبات من طلاب لم يسبق قيدهم رسميًا.
يسمح بالتحويل بين الجهتين حتى الصف الثالث الإعدادي فقط، ولا يُسمح به في مرحلة التعليم الثانوي.
يشترط الحصول على موافقة ولي الأمر خطيًا، وتقديمه الطلب بنفسه إلى الجهة المحول منها.
يشترط وجود مكان شاغر في الجهة المحول إليها وفقًا للكثافة المقررة.
اجتياز الطالب للمواد التكميلية حال وجود فروق بين المناهج التي درسها في الجهة المحول منها.
وضعت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع قطاع المعاهد الأزهرية شروطًا خاصة لتحويل الطلاب من التعليم الأزهري إلى العام، أبرزها:
أن يكون التحويل حتى الصف الثالث الإعدادي فقط.
ضرورة اجتياز الطالب اختبار تحديد مستوى في بعض المواد التي لم يدرسها في الأزهر مثل اللغة الأجنبية الثانية (إن وجدت).
إحضار بيان نجاح أو بيان قيد معتمد من المعهد الأزهري.
الالتزام بالسن القانوني للصف الدراسي المحول إليه الطالب.
عدم وجود رسوب أو إعادة سنة دراسية.
أما عند التحويل من التعليم العام إلى الأزهر الشريف، فتشترط الجهات المختصة ما يلي:
إجادة الطالب لقراءة وكتابة اللغة العربية بمستوى جيد يتناسب مع طبيعة المناهج الأزهرية.
اجتياز اختبار في المواد الشرعية (قرآن كريم – فقه – توحيد) التي لم يدرسها من قبل.
خضوع الطالب لاختبار تحديد مستوى تنظمه المنطقة الأزهرية التابع لها.
تقديم ملف الطالب كاملاً مرفقًا به مستندات القيد والنجاح.
توقيع ولي الأمر على تعهد بالالتزام بمستوى الدراسة والانتقال الكامل لنظام التعليم الأزهري.
على ولي الأمر اتباع الخطوات التالية لتقديم طلب تحويل بين الجهتين:
التوجه إلى الإدارة التعليمية أو المنطقة الأزهرية التابعة لها المدرسة أو المعهد.
ملء نموذج طلب تحويل رسمي بخط اليد، وتوقيعه من ولي الأمر.
إحضار المستندات الآتية:
شهادة ميلاد الطالب
بيان قيد أو بيان نجاح
صورة من بطاقة ولي الأمر
صورة شخصية حديثة للطالب
تحديد المرحلة الدراسية والصف الدراسي المطلوب التحويل إليه.
استلام إيصال بالطلب وانتظار الرد بعد مراجعة الملف.
في بعض الحالات، قد يُسمح بالتحويل استثنائيًا لأسباب تتعلق بالحالة الصحية للطالب أو ظروف اجتماعية خاصة، ولكن:
يجب تقديم تقرير طبي معتمد من جهة حكومية
أو شهادة موثقة توضح الظرف الاجتماعي أو الانتقال الإجباري
وتُعرض الحالة على لجنة مختصة للفصل فيها
ويُراعى تطبيق باقي الشروط العامة والتحقق من المبرر الاستثنائي
أوضحت الجهات التعليمية أن منع التحويل في مرحلة التعليم الثانوي يعود إلى عدة أسباب:
الاختلاف الكبير في المناهج بين النظامين
استقرار الطلاب في مسارهم الأكاديمي والمهني
حماية منظومة الامتحانات من التلاعب
التأكد من جاهزية الطالب للالتحاق بالتعليم الجامعي في مجاله المختار
ويُمنع التحويل تمامًا بعد الصف الثالث الإعدادي إلا في حالات استثنائية نادرة، وبقرار وزاري خاص.
لا تؤثر التحويلات بين التعليم العام والأزهري على تنسيق الجامعات طالما تم التحويل في المراحل المسموح بها، لكن يجب:
الالتزام بالقواعد المحددة لكل جهة في تنسيق القبول
اجتياز الاختبارات اللازمة إذا كانت مطلوبة في الجامعة
تقديم مستندات ثبوتية كاملة عن التحويل
إثبات القيد النظامي في الجهة الجديدة
وتحرص كل من وزارة التعليم ومشيخة الأزهر على الحفاظ على تكافؤ الفرص بين الطلاب، بغض النظر عن جهة تعليمهم.
راجع قدرات ابنك الأكاديمية وهل تناسب الجهة المحول إليها
لا تتخذ قرار التحويل بدافع الانبهار بمستوى التعليم فقط
قارن بين المناهج والفروق لتتأكد من قدرة الطالب على التكيف
تحدث مع إدارة الجهة الجديدة قبل تقديم الطلب
لا تؤجل القرار حتى اللحظات الأخيرة من فترة التحويل
التحويل ليس مجرد تغيير مدرسة، بل هو تغيير مسار تعليمي كامل، يجب أن يكون مدروسًا بعناية.
في النهاية، يمثل فتح باب التحويل بين التعليم العام والأزهري فرصة لتحقيق المرونة التعليمية، ولكن وفق ضوابط تضمن الانضباط والتكافؤ وعدم الإضرار بالطلاب أو المؤسسات التعليمية.
وتبقى مصلحة الطالب، وقدرته على التكيف، ومتابعة المناهج، هي المحدد الأساسي لقبول التحويل. وعلى أولياء الأمور إدراك أن اختيار الجهة التعليمية الأنسب لأبنائهم مسؤولية كبيرة، لا يجب أن تُترك للظروف أو الرغبة المؤقتة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt