يُعد الالتهاب الرئوي من أكثر الأمراض التنفسية شيوعًا وخطورة، حيث يتسبب في التهاب أنسجة الرئة، ويؤثر بشكل مباشر على القدرة على التنفس وتبادل الغازات.
ومع تغيرات الطقس وارتفاع نسب التلوث البيئي وانتشار العدوى الموسمية، يُطرح سؤال مهم: ما الذي يجعل الالتهاب الرئوي بهذا القدر من الخطورة؟، وما هو النوع الأكثر عدوى وانتقالًا بين البشر؟
في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل مهمة عن أنواع الالتهاب الرئوي، أسباب الإصابة، طرق العدوى، خطورته على الفئات العمرية المختلفة، وأهم وسائل الوقاية، في ضوء ما أكدته الدراسات الطبية الحديثة.
الالتهاب الرئوي هو عدوى تصيب الحويصلات الهوائية في الرئة، وتؤدي إلى امتلائها بالسوائل أو القيح، مما يصعّب عملية التنفس. وقد يكون الالتهاب في رئة واحدة أو في الرئتين معًا.
تتنوع الأعراض، لكنها غالبًا تشمل:
السعال (قد يكون مصحوبًا ببلغم)
الحمى والرعشة
ضيق في التنفس
ألم في الصدر
إرهاق عام
يمكن تصنيف الالتهاب الرئوي إلى عدة أنواع رئيسية، بحسب نوع العدوى المسببة له:
النوع الأكثر عدوى وانتقالًا بين البشر هو الالتهاب الرئوي الفيروسي. وتزداد خطورته لأنه:
ينتقل بسهولة عبر الرذاذ الهوائي.
يصعب التمييز بينه وبين نزلات البرد في البداية.
لا يوجد له علاج مباشر (يعتمد العلاج غالبًا على تخفيف الأعراض ودعم المناعة).
ومن أبرز الفيروسات المسببة:
فيروس الإنفلونزا: سريع الانتشار ومرتبط بموجات موسمية.
فيروس كورونا: أثبتت الجائحة مدى قدرته على التسبب في التهابات رئوية قاتلة.
فيروس RSV: منتشر بين الأطفال وكبار السن.
أخطر ما في الالتهاب الرئوي أنه لا يقتصر على كبار السن، بل يمتد خطره إلى فئات مختلفة، خاصة:
الرضع والأطفال دون 5 سنوات.
كبار السن فوق 65 عامًا.
مرضى السكري والقلب والكبد.
المدخنين.
أصحاب المناعة الضعيفة.
المرضى الذين خضعوا لجراحات أو يتناولون أدوية مثبطة للمناعة.
تتحول الإصابة بالالتهاب الرئوي إلى حالة طارئة في الحالات التالية:
صعوبة شديدة في التنفس.
ازرقاق في الشفاه أو الأطراف.
ارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 3 أيام متواصلة.
انخفاض مفاجئ في ضغط الدم أو مستوى الوعي.
تنتقل معظم أنواع الالتهاب الرئوي (الفيروسي والبكتيري) من شخص لآخر عن طريق:
السعال والعطس (الرذاذ الهوائي)
المصافحة أو التلامس المباشر
استخدام أدوات ملوثة
التقبيل أو القرب الجسدي في أماكن مغلقة
نعم، ويمكن الوقاية بشكل فعال من خلال:
اللقاحات:
تطعيم الإنفلونزا السنوي.
تطعيم المكورات الرئوية (Pneumococcal vaccine).
لقاح كوفيد-19.
تطعيم الأطفال ضد الحصبة والجدري.
النظافة الشخصية:
غسل اليدين باستمرار.
تجنب لمس الوجه في الأماكن العامة.
تهوية الغرف المزدحمة.
نمط الحياة الصحي:
الإقلاع عن التدخين.
التغذية السليمة.
ممارسة الرياضة لتعزيز المناعة.
يمكن أن يؤدي الالتهاب الرئوي إلى مضاعفات خطيرة تصل إلى الوفاة، خاصة عند تأخر التشخيص أو في حالات المناعة الضعيفة. وتشمل هذه المضاعفات:
فشل تنفسي.
تعفن الدم.
تجمع السوائل حول الرئة (الانصباب البلوري).
تليف رئوي مزمن.
إذا ظهرت عليك أعراض مثل السعال المستمر، ارتفاع الحرارة، وضيق النفس، عليك:
التوجه فورًا للطبيب.
عدم تجاهل الأعراض أو الاعتماد على العلاج المنزلي فقط.
تجنب الاختلاط بالآخرين حتى استبعاد العدوى.
الالتهاب الرئوي، على اختلاف أنواعه، مرض لا يجب الاستهانة به، خاصة النوع الفيروسي الذي يُعد الأكثر عدوى وخطورة في الانتشار السريع بين الأفراد. ومع اقتراب فصل الصيف وزيادة التكدس في الأماكن المغلقة، تزداد أهمية الوعي واتباع أساليب الوقاية. فالتعامل المبكر مع المرض يُنقذ حياة، بينما الإهمال قد يؤدي إلى مضاعفات لا تُحمد عقباها.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt