إمام عاشور في ورطة جديدة بسبب "بوست" على فيسبوك.. القصة الكاملة
في عالم الكرة الحديثة، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياة اللاعبين، ليس فقط للتواصل مع الجماهير، بل أحيانًا كمصدر للمشاكل والجدل. ومؤخرًا، تصدّر لاعب النادي الأهلي ومنتخب مصر، إمام عاشور، المشهد بعد منشور غامض نشره على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، أثار حالة من الجدل الواسع، خاصة في ظل ظروف فنية حساسة يمر بها الفريق. المنشور الذي لم يتجاوز بضع كلمات، فتح بابًا كبيرًا من التفسيرات، ودفع البعض لاعتباره "رسالة مشفرة"، وربما مؤشر على وجود أزمة داخلية بين اللاعب والجهاز الفني.
فما القصة الكاملة؟ وهل إمام عاشور في أزمة حقيقية؟ وما تداعيات هذه الواقعة على مشواره الكروي؟
تفاصيل المنشور المثير للجدل
في مساء يوم الاثنين، وعقب نهاية مران الأهلي، فوجئ متابعو إمام عاشور بمنشور عبر صفحته الرسمية جاء فيه:
"سيأتي الوقت الذي يعرف فيه الجميع الحقيقة... الصمت حكمة."
ورغم أن الكلمات جاءت عامة وغير مباشرة، فإنها أثارت العديد من التساؤلات، خاصة أن توقيتها جاء بعد أيام قليلة من استبعاد إمام من التشكيل الأساسي للفريق في مباراتين متتاليتين بالدوري.
تساؤلات الجماهير لم تتوقف عند مضمون المنشور، بل امتدت لتشمل الغرض منه، وهل يعني استياء من الجهاز الفني، أو احتجاجًا غير مباشر على قرارات كولر، المدير الفني للنادي.
تفاعل الجماهير ووسائل الإعلام
ما إن انتشر المنشور، حتى بدأ سيل من التعليقات عبر منصات التواصل الاجتماعي، وجاءت آراء الجماهير منقسمة كالتالي:
-
فئة أولى دافعت عن اللاعب، واعتبرت المنشور مجرد تعبير شخصي عن ضغوط يتعرض لها، سواء على المستوى الفني أو النفسي، مشيرين إلى أن إمام عاشور معروف بعفويته.
-
فئة ثانية رأت أن المنشور يحمل لهجة غضب واضحة، وربطت بينه وبين قرارات الجهاز الفني الأخيرة، متسائلين عن سبب هذا التوقيت بالتحديد، وهل هو تمهيد لرحيل أو تصعيد؟
-
فئة ثالثة طالبت اللاعب بالصمت وعدم الخروج عن النص، مشيرين إلى أن مثل هذه التصرفات لا تليق بلاعب محترف في نادٍ بحجم الأهلي، وأن أي خلاف يجب أن يُحل داخل الغرف المغلقة.
أما الصحف الرياضية، فبدأت تتابع القصة بحذر، مستندة إلى مصادر داخل القلعة الحمراء، بعضها تحدث عن "استياء" من اللاعب لجلوسه على الدكة، وآخرون نفوا وجود أي خلاف.
موقف إدارة النادي والجهاز الفني
حتى الآن، لم يصدر أي بيان رسمي من النادي الأهلي بشأن الواقعة، لكن مصادر مقربة أكدت أن الجهاز الفني أبدى تحفظه على توقيت المنشور، واعتبره غير مناسب في ظل التحضيرات لمباريات حاسمة.
ووفقًا لبعض التسريبات، فإن المدير الفني مارسيل كولر تحدث مع اللاعب بشكل ودي، مشددًا على أهمية التركيز داخل الملعب، وضرورة الابتعاد عن أي تصرفات قد تُفسر بشكل خاطئ أو تُحدث بلبلة.
كما أكدت المصادر أن إدارة الكرة بالنادي تسعى لاحتواء الموقف، خاصة أن اللاعب من العناصر الأساسية، ولا توجد رغبة في تحويل الأمر إلى أزمة داخلية تؤثر على استقرار الفريق.
تحليل لما وراء المنشور
السؤال الأهم الذي يطرح نفسه: لماذا كتب إمام عاشور هذا المنشور؟ وهل كان يُدرك تأثيره؟
من المعروف أن إمام عاشور يمتلك شخصية حماسية وانفعالية أحيانًا، وقد تكون كتابته للمنشور نابعة من مشاعر لحظية، خاصة في ظل غيابه عن المشاركة بشكل منتظم، وهو أمر جديد عليه بعد تألقه في بداية الموسم.
كما يُمكن أن يكون اللاعب أراد إيصال رسالة مبطنة إلى الجمهور، مفادها أنه "غير راضٍ" عن بعض الأمور، دون أن يصرّح بها بشكل مباشر.
وربما يكون ما كتبه لا علاقة له بكرة القدم من الأساس، لكنه اختار توقيتًا غير موفق جعله يبدو وكأنه رد فعل على موقف فني.
بغض النظر عن الدافع الحقيقي، يبقى اليقين بأن لاعبًا في نادٍ جماهيري بحجم الأهلي يجب أن يُدرك جيدًا تبعات كل كلمة يكتبها أو ينشرها.
الدروس المستفادة للاعبين
حادثة إمام عاشور ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت الملاعب المصرية والعربية والعالمية مواقف مشابهة، تسببت فيها منشورات غامضة أو عاطفية من لاعبين، أُسيء فهمها وأثارت جدلًا لا داعي له.
ولذلك، هناك دروس واضحة يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار:
-
التواصل مسؤولية: اللاعبون أصبحوا شخصيات عامة، وما ينشرونه ليس مجرد رأي شخصي، بل يُمكن أن يؤثر على الفريق بالكامل.
-
توقيت النشر أهم من محتوى المنشور: ما يُكتب في وقت حساس يُفهم غالبًا على أنه اعتراض أو تصعيد.
-
الاحترافية تفرض الصمت أحيانًا: من الأفضل دائمًا الحديث في الأوقات المناسبة، وفي القنوات الرسمية داخل النادي.
-
دور النادي في التوجيه الرقمي: على الأندية أن تُخصص جلسات توعية للاعبين عن كيفية استخدام وسائل التواصل بما يخدم مسيرتهم ولا يضرهم.
ماذا بعد الواقعة؟
المرحلة المقبلة ستكون حاسمة في تحديد طبيعة العلاقة بين اللاعب والنادي، وإن كانت المؤشرات تشير إلى احتواء كامل للموقف، إلا أن تكرار مثل هذه الحوادث قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوبة.
جماهير الأهلي، رغم عشقها الكبير لإمام عاشور منذ انضمامه، إلا أنها لا تقبل الخروج عن القواعد الصارمة التي تحكم "بيت المبادئ".
واللاعب نفسه يدرك أن الأفضل له الآن هو الرد داخل الملعب، وأن العودة القوية للتشكيل الأساسي ستكون الرد الوحيد المقبول على أي شكوك أو تفسيرات.
الملعب هو المكان الوحيد للرد
إمام عاشور لاعب موهوب، ويمتلك قدرات فنية عالية جعلته أحد أعمدة المنتخب الوطني والنادي الأهلي.
لكن في عالم الاحتراف، الموهبة وحدها لا تكفي، بل تُصبح الشخصية، والتحكم في الانفعالات، والقدرة على التعامل مع الضغوط، من أساسيات النجاح.
وسائل التواصل الاجتماعي قد تمنح اللاعب فرصة للتواصل مع الجمهور، لكنها أيضًا قد تضعه في مواقف محرجة لا تُغتفر أحيانًا.
المرحلة المقبلة تتطلب من إمام عاشور تركيزًا أكبر، والتزامًا أكبر، لأن ما ينتظره من تحديات مع الأهلي والمنتخب الوطني أهم بكثير من أي منشور عابر على فيسبوك.