لم يكن الفيديو الأول هو الوحيد، إذ سرعان ما انتشرت مقاطع أخرى تظهر فيها نفس السيدة في مواقف مشابهة:
داخل أحد المطاعم الشهيرة، وهي تتهم العاملين بالتحرش بها، وتصرخ: "أبويا مستشار في أمن دولة وهخليكم تدفعوا التمن".
فيديو ثالث في مول تجاري، تشتبك فيه مع أحد موظفي الأمن وتوجه له ألفاظ مهينة أمام الناس.
مقطع من أمام إحدى المدارس، وهي تصرخ على سائق سيارة وتتهمه بالتضييق عليها في الطريق، مرددة نفس العبارة: "أنا أبويا مستشار أمن دولة".
تكرار نفس النمط من السلوك في أماكن مختلفة، وبنفس أسلوب التصعيد، دفع الكثيرين للتساؤل:
هل تعاني السيدة من اضطراب نفسي؟
هل هناك نية مُتعمدة للإساءة للآخرين بغرض الشهرة؟
ولماذا لا تتردد في تكرار نفس الجملة "أبويا في أمن دولة" رغم علمها أن هذه الجهة لا علاقة لها بأفعال فردية أو شخصية؟
"اللي عنده سلطة حقيقية مش بيقولها في كل جملة!"
"فين المحاسبة؟ هي دي صورة مصر اللي تتصدر للناس؟"
"واضح إن دي مش أول مرة تعمل كده، وبتدور على شهرة بأي طريقة".
بعد تكرار الحوادث، بدأت البلاغات تتوالى من الضحايا:
العامل في المخبز تقدم بشكوى موثقة بما تم تصويره.
إدارة المطعم الذي شهد الواقعة الثانية تقدمت هي الأخرى ببلاغ ضد السيدة، مرفقًا بتسجيلات كاميرات المراقبة.
شهود عيان في الفيديو الثالث أكدوا أن السيدة هي من بدأت بالهجوم، بينما الضحية لم يرد.
مسألة تحديد إذا ما كانت تعاني اضطرابًا نفسيًا أو تتعمد إثارة الجدل تعود الآن إلى التقييم القانوني والطبي:
البعض يرى أن تكرار الفعل بهذه الصورة لا يمكن أن يكون عفويًا، وإنما هدفه صناعة "تريند" على حساب الآخرين.
بينما يرى آخرون أن الشخص الطبيعي لا يُقدم على سلوك عدواني متكرر بهذه الجرأة إلا إذا كان هناك خلل نفسي أو سلوكي حاد.
الرأي العام يطالب حاليًا بمحاسبة هذه السيدة محاسبة جادة، ليس فقط بسبب الإهانة التي وجهتها للضحايا، بل بسبب استغلالها لاسم جهة سيادية في غير موضعه، وهو ما يرقى لكونه جريمة منفصلة.
ما حدث ليس مجرد واقعة عابرة، بل يكشف عن خلل في استخدام مواقع التواصل، وتحول البعض من المستخدمين إلى "صناع فوضى رقمية"، يهدفون لجذب الانتباه عبر افتعال الأزمات.
هذه التصرفات لا تسيء فقط للأفراد، بل تُصدر صورة سلبية عن المجتمع بأكمله، وتُظهر أننا أمام أزمة حقيقية في السلوك الرقمي والعلاقات الاجتماعية.
للحد من ظاهرة الاعتداءات العلنية المصورة، هناك عدة خطوات ضرورية:
تغليظ العقوبة على من يستخدم النفوذ الوهمي لإهانة الآخرين.
ملاحقة من ينشر فيديوهات الاعتداء بغرض الكسب أو الشهرة.
التوعية المجتمعية بأهمية احترام الآخر، وعدم تصوير الناس دون إذنهم.
تدخل الجهات المعنية لتنظيم المحتوى الرقمي على المنصات المفتوحة.
سيدة تكرر مقولة "أبويا مستشار في أمن دولة" في أكثر من فيديو، وتتهجم على عاملين وأفراد أمن ومارة، بغرض السيطرة أو إثارة الجدل، وتجد نفسها في قبضة العدالة بعد أن أهانت نفسها قبل أن تهين غيرها.
المجتمع المصري يرفض مثل هذه السلوكيات، ويطالب بالعدالة الحاسمة، ليثبت أن لا أحد فوق القانون، لا باسم الأب، ولا باسم الشهرة، ولا حتى تحت ستار الكاميرا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt