أثارت حفصة رزقي، التي تُعرف بأنها أول مدربة متخصصة في دعم التعدد، جدلًا واسعًا بعد ظهورها الأخير في أحد البرامج الحوارية، حين أعلنت عن تقبلها التام لفكرة زواج زوجها من امرأة ثالثة.
بل وكشفت أن هذه الزوجة القادمة هي صديقتها المقربة منذ سنوات.هذا التصريح لم يكن مجرد وجهة نظر عادية في قضية اجتماعية شائكة، بل فُهم على أنه تحدٍ مباشر للمفاهيم السائدة بشأن الغيرة والعلاقات الزوجية في المجتمع المصري، خاصة في ظل الجدل المستمر حول تعدد الزوجات ودور كل طرف في هذه العلاقة المعقدة.
قالت حفصة في اللقاء إنها متزوجة كزوجة ثانية منذ فترة، وإن علاقتها بالزوجة الأولى مستقرة نسبيًا، لكنها فوجئت مؤخرًا بأن زوجها يرغب في الزواج من امرأة ثالثة. المفاجأة الكبرى كانت في أن تلك الزوجة المرتقبة ليست غريبة، بل صديقتها المقربة منذ أكثر من 15 عامًا.
وأضافت أن الغيرة موجودة، لكن بالتفاهم والتوازن في التعامل، يمكن إدارتها، مشيرة إلى أن الزوجات الناجحات في التعدد هن من يتغلبن على مشاعر الغيرة، ويضعن الاستقرار العائلي في المقام الأول.
وترى حفصة أن المشكلة ليست في وجود أكثر من زوجة، بل في كيفية تنظيم العلاقة وتوزيع المشاعر والوقت والموارد.
بصفتها مدربة في هذا المجال، أكدت حفصة أنها تستقبل يوميًا ما بين 5 إلى 7 حالات من نساء يعشن كزوجات ثانية، معظمهن يواجهن صعوبات نفسية واجتماعية بسبب رفض المجتمع، وعدم تفهم الزوجة الأولى.
وتعمل حفصة على تقديم الدعم النفسي والاستشارات الزوجية لهؤلاء النساء، وتدربهن على التعامل مع التحديات، مؤكدة أن أغلبهن لا يندمن على خوض التجربة، لكنهن يفتقرن لمن يحتويهن ويسمعهن دون إصدار أحكام.
أثارت حفصة حالة من الجدل بقولها إن الإخلاص في الزواج ليس شرطًا أساسيًا للنجاح، مؤكدة أن الإخلاص يجب أن يكون لله أولًا، ثم تأتي العلاقات بعد ذلك في سياقها الطبيعي.
وأضافت: "الراجل ممكن يحب أكتر من واحدة، وممكن يعيش تجارب مختلفة ويكون صادق فيها كلها. التعدد مش معناه إن الأولى مش كفاية، لكنه فطرة."
هذه التصريحات أثارت انتقادات حادة من بعض المتابعين، الذين رأوا فيها تبريرًا للخيانة أو للتهرب من الالتزام الزوجي.
نفت حفصة أنها تشجع الرجال على الزواج من أكثر من امرأة، مؤكدة أنها فقط تقدم الدعم والإرشاد للرجال الذين يعيشون بالفعل داخل تجربة التعدد، سواء مع زوجتين أو ثلاث.
وأوضحت أنها بصدد إطلاق أول دورة تدريبية تحت عنوان "فن إدارة التعدد"، تستهدف الرجال المتزوجين من أكثر من امرأة، وتساعدهم على تحقيق التوازن والعدالة وتجنب المشكلات.
بحسب رؤيتها، ترى حفصة أن التعدد لا ينبغي أن يُعامل كعار أو استثناء، بل كأمر طبيعي وفطري، موجود في التشريع والدين، ولا ينبغي أن يُواجه بالرفض الاجتماعي أو التحفظ الأخلاقي.
وتقول: "الست اللي بتفهم معنى التعدد مش بتغير، هي بتفكر إزاي تخلّي الحياة تمشي بسلاسة، بدل ما تهد بيتها عشان مشاعر لحظية."
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي انقسامًا حادًا حول تصريحات حفصة، ما بين مؤيد يرى في كلامها شجاعة وتفهم لطبيعة العلاقات، ومعارض يصف ما تقوله بأنه ضد كرامة المرأة وحقوقها.
عدد من المتابعين اعتبروا أن حديثها يخدم الرجال فقط، ويبرر الظلم العاطفي للنساء، بينما رأى آخرون أن تصريحاتها تفتح بابًا لمناقشة واقع لا يمكن إنكاره.
حفصة، التي دخلت التعدد من موقع الزوجة الثانية، ثم وافقت على زواج زوجها من الثالثة، تحاول الآن تحويل تجربتها الشخصية إلى نموذج يُدرّس، سواء عبر وسائل الإعلام أو الكورسات التدريبية التي تُعد لها.
ورغم الانتقادات، تواصل دفاعها عن فكرتها، معتبرة أن تعدد الزوجات لا يجب أن يبقى موضوعًا محاطًا بالمحظورات، بل يجب التعامل معه كواقع يحتاج إلى تنظيم وتفهّم من جميع الأطراف.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt