في إطار جهودها المستمرة لحماية الصحة العامة وتعزيز الوعي الدوائي، أصدرت هيئة الدواء المصرية بيانًا جديدًا يتضمن 3 نصائح مهمة للوقاية من جرثومة المعدة.
التي تُعد من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا في مصروتشير تقديرات طبية إلى أن الملايين من المصريين قد يكونون مصابين بها دون علم، ما يستدعي تكثيف التوعية والوقاية.
الهيئة أكدت أن التزام المواطنين بعادات صحية بسيطة يمكن أن يحميهم من هذه البكتيريا المعدية التي تسبب أمراضًا خطيرة مثل قرحة المعدة والتهابها المزمن
بل وقد تتسبب في بعض الحالات المتأخرة في الإصابة بسرطان المعدة.
جرثومة المعدة أو Helicobacter pylori هي نوع من البكتيريا ذات شكل حلزوني، تعيش في جدار المعدة، وتستطيع مقاومة البيئة الحامضية بفضل إفرازات كيميائية تساعدها على البقاء والتكاثر.
وتُعتبر من البكتيريا المنتشرة في المجتمعات النامية، وخاصة في الدول التي تعاني من مشاكل في البنية الصحية ومصادر المياه، وتُسبب التهابًا مزمنًا في المعدة، وإذا لم تُعالج، قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
تنتقل جرثومة المعدة بعدة طرق مباشرة أو غير مباشرة، منها:
تناول طعام أو شراب ملوث.
استخدام أدوات غير معقمة أو مشتركة مع مصابين.
عدم غسل اليدين بعد استخدام الحمام أو قبل تناول الطعام.
التلامس المباشر مع شخص مصاب أو مع إفرازاته.
ولهذا، فإن معظم طرق العدوى يمكن تفاديها بسهولة إذا تم الالتزام بقواعد النظافة اليومية.
لا يشعر البعض بأي أعراض واضحة، لكن في حالات أخرى، تظهر علامات تدل على وجود الجرثومة، منها:
ألم أو حرقان في المعدة خصوصًا بعد الأكل.
انتفاخ مزمن وغثيان.
فقدان الشهية بشكل تدريجي.
رائحة فم كريهة لا تزول رغم تنظيف الأسنان.
شحوب وضعف عام.
في الحالات المتقدمة: قيء مدمم أو براز داكن.
تؤكد هيئة الدواء على أهمية التوجه للفحص بمجرد ملاحظة هذه الأعراض، وعدم الاعتماد على العلاجات العشوائية أو الوصفات التقليدية.
في منشور توعوي لها، وجهت هيئة الدواء 3 نصائح أساسية وفعالة تساهم في الوقاية من الإصابة بجرثومة المعدة:
أول وأهم خط دفاع ضد جرثومة المعدة هو غسل اليدين بشكل منتظم، خاصة:
قبل تناول الطعام وبعده.
بعد استخدام الحمام.
بعد ملامسة أي أسطح في الأماكن العامة أو المواصلات.
وغسل اليدين لا يقتصر على استخدام الماء فقط، بل يجب استخدام الصابون وفرك اليدين جيدًا، لمدة لا تقل عن 20 ثانية.
من الأسباب المباشرة للإصابة بجرثومة المعدة هو تناول مياه أو أطعمة ملوثة. لذلك تنصح الهيئة بـ:
التأكد من مصدر المياه، وغليها في حال عدم ضمان نقائها.
غسل الخضروات والفاكهة جيدًا بماء وخل أو ملح.
طهي اللحوم والدواجن جيدًا وعدم تناولها نيئة.
تجنب شراء المأكولات من الباعة الجائلين.
كما يجب التأكد من نظافة أدوات الطهي وعدم استخدام الأواني المتسخة.
أحد أسباب انتشار الجرثومة في البيوت هو مشاركة الأكواب والملاعق والصحون، وهو سلوك شائع خاصة بين الأطفال.
تنصح الهيئة بـ:
تخصيص أدوات طعام لكل شخص.
منع استخدام أدوات الغير حتى داخل الأسرة.
غسل الأكواب والأطباق بالماء الساخن والمنظف بعد كل استخدام.
ويُفضل تعليم الأطفال هذه القواعد منذ الصغر للحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
في حال تم اكتشافها مبكرًا، فإن جرثومة المعدة قابلة للعلاج بشكل كامل. لكن في حال الإهمال أو عدم تناول العلاج الكامل، قد تؤدي إلى:
قرحة المعدة أو الاثني عشر.
التهابات مزمنة في بطانة المعدة.
نقص في الحديد أو فيتامين B12.
في بعض الحالات النادرة: سرطان المعدة.
ويعتمد العلاج على مجموعة من المضادات الحيوية ومثبطات الحموضة لمدة لا تقل عن أسبوعين، ويجب أن يتم تحت إشراف طبيب مختص فقط.
يوجد عدد من الفحوصات المعتمدة للكشف عن جرثومة المعدة، منها:
اختبار الدم: للكشف عن وجود أجسام مضادة.
اختبار البراز: دقيق وشائع الاستخدام.
اختبار التنفس باليوريا: يعتبر من أدق الوسائل.
المنظار المعدي: في الحالات المتقدمة أو المعقدة.
ولا يُنصح أبدًا بتناول علاج دون تشخيص واضح، لتجنب إهدار الوقت وزيادة مقاومة البكتيريا للمضادات.
بجانب النصائح الثلاثة التي قدمتها هيئة الدواء، هناك مجموعة من الإجراءات المساعدة التي تقلل فرص الإصابة، منها:
الابتعاد عن تناول الأطعمة الحارة أو المقلية بكثرة.
تقليل استخدام المسكنات، مثل الإيبوبروفين، بدون داعٍ.
التوقف عن التدخين الذي يُضعف بطانة المعدة.
الحفاظ على نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والألياف.
تجنب الضغط العصبي المفرط الذي يؤثر على الجهاز الهضمي.
تلعب الأسرة دورًا أساسيًا في الوقاية من هذه الجرثومة، خاصة في حالة وجود فرد مصاب. يجب على أفراد الأسرة:
الالتزام بالنظافة الصارمة.
استخدام أدوات منفصلة للمصاب.
تعقيم الحمام بعد الاستخدام.
منع الأطفال من تقبيل بعضهم أو مشاركة الطعام.
وفي حالة الأطفال، من الضروري فحصهم عند ملاحظة فقدان الشهية أو آلام متكررة بالبطن.
ترى هيئة الدواء المصرية أن التوعية الصحية هي الخط الدفاعي الأول ضد الأمراض المعدية، وجرثومة المعدة مثال واضح على أن السلوكيات اليومية الخاطئة مثل إهمال النظافة أو تناول طعام من مصادر غير موثوقة هي السبب الرئيسي للإصابة.
وتعمل الهيئة بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعليم على إطلاق حملات تثقيفية في المدارس والجامعات، لتعليم الأجيال الجديدة أسس النظافة الشخصية والسلامة الغذائية.
غالبية حالات العدوى تبدأ من البيت، لذا فإن حماية أفراد الأسرة تبدأ من نظافة المطبخ، والحرص على:
استخدام أدوات تقطيع منفصلة للحوم والخضروات.
عدم ترك الطعام مكشوفًا لفترات طويلة.
غسل الخضروات جيدًا قبل التقديم.
طهو الأطعمة بشكل كامل.
المطبخ النظيف يعني معدة سليمة، ووقاية من الكثير من الأمراض البكتيرية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt