في خطوة اقتصادية هامة تستهدف دعم القدرة الشرائية للأسر المصرية، أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي أمس عن إطلاق حملة تخفيضات تصل إلى 30٪ على السلع الغذائية الأساسية في منافذ البيع التابعة لها داخل جميع المحافظات. تأتي هذه المبادرة بالتزامن مع القلق من ارتفاع الأسعار التي أثّرت على كثير من المواطنين خلال الفترة الماضية، لا سيما مع ارتفاع تكلفة النقل والطاقة، رغم تراجع الدولار أمام الجنيه مؤخرًا.
تتمثل أهمية هذه الخطوة في أنها تمثل تجربة فريدة يمكن أن تقلل الفارق بين أسعار التجزئة والأسعار الرسمية، وتؤسس لنموذج مستدام يمكن الاعتماد عليه لخفض التضخم الغذائي تدريجيًا. كما أنها تمثل اختبارًا لقدرة الدولة على ضبط السوق عبر دعم مباشر، وإشراك وزارة الزراعة كمشتري ومنظم. سنتناول في هذا التقرير تفاصيل المبادرة، أنواع السلع المشمولة، آليات وتنظيم الحملة، تأثيرها الاقتصادي، وتحليل جدواها للخروج بنتائج عملية تفيد المستهلك والمنتج على حد سواء.
يُتاح للمواطنين شراء سلع غذائية متنوعة بأسعار مخفضة من منافذ وزارة الزراعة، ومنها:
الزيت النباتي (عبوات 1 لتر و2 لتر)
السكر الأبيض (عبوة 10 كجم و5 كجم)
اللحوم البرازيلية المجمدة (لحمٍ كامل وبرازيلي)
الدجاج المجمد والمبرد
البيض الأبيض والأحمر
الدقيق التمويني (كيس 25 كجم المدعوم محدود الكمية)
كل هذه السلع تُطرح بأسعار أقل من الحد الأدنى الرسمي المتاح في الأسواق بنفس نسب التخفيض، وقد حدّدت الوزارة كميات شهرية لكل فاتورة شراء لضمان وصولها للفئات المستهدفة.
بحسب الإعلان الرسمي، فإن التخفيض يعتمد على مقارنة بين السعر الاسترشادي في السوق وسعر التكلفة المقرر للمستهلك في منافذ الوزارة. وتتمثل نسب التخفيض كما يلي:
الزيت النباتي: خصم يصل إلى 25٪.
السكر الأبيض: تخفيض 30٪ من سعر السوق.
الدجاج المجمد: خصم يتراوح بين 20 و25٪ طبقًا للنوع.
البيض: أقل بنسبة 15-20٪ من الأسعار المحلية.
اللحوم المستوردة: تخفيض بنسبة 10-12٪ لتشجيع الشراء من المنافذ الرسمية.
وتعتمد هذه الأسعار على معيار "آخر سعر تداول عادي" ويتم تحديثها شهريًا للحفاظ على فاعلية المبادرة.
تتوزع المنافذ على 27 محافظة، بالتعاون مع مديريات التموين والزراعة، حيث تُستخدم صالات مخصصة ومجهزة بالبنية التحتية لتقديم سلع مبردة أو مجمدة، مثل المجمعات الاستهلاكية، وبوابات منافذ متنقلة في المناطق النائية.
سيارات متنقلة مجهزة تُرسل أسبوعيًا إلى الأحياء الشعبية والمناطق ذات الكثافة العالية في المدن الكبرى، مع توزيع مواعيد معلن عنها لتجنب التزاحم.
تم ربط الحملة بمنصة دعم مصر، حيث يُمكن المواطنين المسجلين مسبقًا متابعة مواعيد توافر السلع في أقرب منفذ، مع إمكانية حجز كميات وفقًا لحالتهم الاجتماعية.
أسر معاشات تكافل وكرامة
أصحاب البطاقات التموينية كاملة الدعم
أسر المشروعات الصغيرة والمزارعين التعاونيين
مؤسسات الرعاية الاجتماعية
زيت نباتي: عبوة 2 لتر
سكر: 5 كجم
دجاج: شخص واحد / 1 كجم
بيض: كرتونة 30 بيضة
لحوم مجمدة أو برازيلي: نصف كجم إلى 1 كجم
يُمكّن التسجيل المسبق عبر المنصة من رفع الحد الأقصى للمستفيد في بعض الحالات بعد مراجعة اجتماعية.
خفض أسعار التجزئة تدريجيًا بعد نزول المخزون المخفض في السوق رسميًا، ما يجعل الأسعار الرسمية أكثر تنافسية.
تقليل الفجوة بين العرض والطلب للشعور الملازم باستهلاك غذاء أساسي، وبالتالي تقييد التلاعب السعري.
تشجيع التدخل الحكومي الفعّال من خلال وزارة الزراعة، لتعزيز الثقة بين المواطن والدولة.
تشير التجارب السابقة إلى أن أي مبادرة تخفيض حكومية عبر منافذ محلية تؤثر إيجابيًا في أول 10 أيام من التنفيذ، بشرط:
توافر الكميات المناسبة للتوزيع
تحديث أسعار السوق بانتظام
توزيع المخصص على فترات زمنية منتظمة
وفي حالة استمرار المبادرة على مدار 6 أشهر، يمكن أن تتخطى فاعليتها أي برنامج دعم نقدي مباشر.
تعزيز الشفافية الرقمية: نشر الأسعار والتحويلات عبر موقع إلكتروني رسمي وتطبيق حكومي.
مراقبة المستفيدين: مراجعة مستمرة عبر قاعدة بيانات تدقيق اجتماعي.
الاستمرار في إطلاق المبادرة شهريًا.
تشجيع الإنتاج المحلى عبر نقل إنتاج المزارع الحكومية والتعاقد معها على كميات منخفضة السعر.
إشراك القطاع الخاص والمدعوم في التوزيع ضمن إطار تشاركي.
تمثل هذه المبادرة الحكومية واحدة من أبرز التدخلات الاقتصادية في السوق المصري لدعم الطبقة الأكثر احتياجًا، وتعكس وعيًا رسميًا متزايدًا بأهمية ضبط الأسعار عن طريق العرض وليس الدعم المالي فقط. ومع التنظيم الممتاز والتوزيع الإقليمي المدروس، يمكن أن تتحول إلى نموذج مستدام لإدارة أسعار السلع الأساسية.
النجاح هنا ليس مجرد تخفيض مؤقت، بل في توفير استدامة لجودة الغذاء وسعره، واحترام كرامة كل مواطن مصري من خلال نظام توزيع عادل وشفاف.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt