ميكسات فور يو
هل وجود الكلب في البيت يمنع دخول الملائكة؟
الكاتب : Mohamed Abo Lila

هل وجود الكلب في البيت يمنع دخول الملائكة؟

هل وجود الكلب في البيت يمنع دخول الملائكة؟.. أمين الفتوى يجيب


السؤال المتجدد الذي يثير الجدل بين الناس والإجابة تحسمها دار الإفتاء

في كل فترة، يتجدد الحديث بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في المجالس العائلية، حول موضوع يشغل بال الكثيرين: هل وجود الكلب في البيت يمنع دخول الملائكة؟ وهل الأمر يرتبط فقط بالجانب الديني أم له أبعاد اجتماعية وطبية أيضًا؟ تساؤلات متكررة تدفع البعض للقلق، خاصة من محبي تربية الكلاب في المنازل، وتدفع آخرين للبحث عن إجابة دينية واضحة تُزيل الحيرة.

ولأن مثل هذه القضايا تمس حياة الكثير من الأسر، فقد حرصت دار الإفتاء المصرية على توضيح الموقف الشرعي منها، وذلك عبر تصريحات مباشرة من أحد أمناء الفتوى الذين أكدوا أن الأمر له ضوابط شرعية محددة، ويجب التفريق بين أنواع الكلاب، والغرض من اقتنائها، والموضع الذي تُربى فيه داخل المنزل.


أصل السؤال: من أين بدأ الاعتقاد؟

انتشرت مقولة "الملائكة لا تدخل بيتًا فيه كلب" على ألسنة الناس منذ زمن بعيد، ويستند كثير من الناس فيها إلى أحاديث نبوية شريفة وردت في صحيح مسلم والبخاري، منها حديث الرسول ﷺ:
«لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا صورة».

لكن تفسير هذه الأحاديث لم يكن دائمًا واحدًا، بل خضع عبر العصور لاجتهادات العلماء والفقهاء، الذين فرقوا بين أنواع الكلاب والغرض من تربيتها، مما يجعل المسألة ليست حُكمًا عامًّا على إطلاقه.

دار الإفتاء المصرية توضح

في رد مباشر على هذا السؤال المتكرر، أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الحديث الوارد في منع دخول الملائكة بيتًا فيه كلب لا يُفهم على إطلاقه، مشيرًا إلى أن:

  • المقصود بالملائكة في الحديث هم ملائكة الرحمة، وليس الحفظة الذين لا يفارقون الإنسان.

  • وجود الكلب داخل البيت ليس حرامًا مطلقًا، إنما تُقيّد الإباحة بسبب أو حاجة.

  • هناك فرق بين اقتناء الكلاب للحراسة أو الزرع أو الصيد، وبين تربيتها بغرض الزينة أو التسلية.

  • إذا تم تخصيص مكان للكلب خارج المكان المخصص للصلاة أو النوم والمعيشة، فلا يُعد ذلك مانعًا لدخول الملائكة.

وأضاف أمين الفتوى أن تربية الكلاب لغير ضرورة أو منفعة قد يُدخل الإنسان في دائرة الكراهة أو التحريم، إذا ثبت أن وجودها يُفضي إلى ترك واجب أو الوقوع في محرم.

أنواع الكلاب المباح اقتناؤها شرعًا

بحسب ما أوضحته دار الإفتاء المصرية، فإن اقتناء الكلاب مباح إذا كان لغرض مشروع، ومن هذه الأغراض:

  • الحراسة، سواء حراسة المنزل أو المنشآت أو الأراضي.

  • الصيد، باستخدام الكلاب المدربة على ذلك.

  • رعاية الماشية أو حماية الأغنام.

  • مساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل الكلاب المُدربة للمكفوفين أو ذوي الإعاقة.

وفي هذه الحالات، يكون اقتناء الكلب جائزًا شرعًا ولا يمنع دخول الملائكة، شريطة أن يتم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل:

  • تخصيص مكان للكلب بعيدًا عن مواضع الصلاة والطعام.

  • الحفاظ على النظافة، وعدم التسبب في الأذى أو الإزعاج للغير.

هل تربية الكلب داخل غرفة المعيشة حرام؟

أثار هذا السؤال جدلًا واسعًا في الأوساط الدينية، وقد ردّت عليه دار الإفتاء بأن:

  • دخول الكلب إلى غرف النوم أو المعيشة ليس مستحبًا، لأنه يُخالف الآداب الشرعية للنظافة والطهارة.

  • لُعاب الكلب نجس في المذاهب الأربعة، وإذا لمس أو لعق أو اختلط بأواني الطعام أو مواضع الصلاة، يجب تطهير الموضع سبع مرات إحداهن بالتراب.

  • إذا اقتضت الضرورة وجود الكلب داخل البيت، يُستحب تخصيص مكان مستقل له، مع التأكد من عدم تلويث الأماكن المشتركة.

لكن دار الإفتاء نفت أن يكون اقتناء الكلب داخل البيت في حد ذاته محرمًا على وجه الإطلاق، كما يعتقد البعض، بل يعتمد الحكم على النية والغاية والمكان والتعامل مع الطهارة.

علماء الأزهر يوضحون أيضًا

في تصريحات سابقة لعدد من علماء الأزهر الشريف، تم التأكيد على أن الإسلام لم يُحرم الكلب كحيوان في ذاته، بدليل استخدامه في الصيد في القرآن الكريم، كما ورد في قوله تعالى:
«فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ» [المائدة: 4]

كما أكد العلماء أن الحديث عن "منع دخول الملائكة" يجب فهمه في سياقه المقصود، وهو تنفير الناس من وجود التماثيل والصور أو الكلاب التي تُستخدم للهو والزينة فقط، وليس الكلاب النافعة.

بين الدين والعلم.. ما رأي الأطباء؟

الجانب الطبي له دور مهم أيضًا في هذه المسألة، حيث يُحذر الأطباء من:

  • تربية الكلاب في أماكن مغلقة وغير جيدة التهوية.

  • ترك الأطفال يتعاملون مع الكلاب دون رقابة.

  • عدم اتباع الإجراءات الصحية مثل التطعيمات والتنظيف الدوري.

لكن في المقابل، يرى البعض أن الكلاب تساعد على تخفيف التوتر وتحسين الصحة النفسية، وهو ما أكدته دراسات طبية حديثة، خاصة في حالات العزلة أو الدعم العاطفي.

ومن هنا، يؤكد علماء الدين أن المنفعة الطبية المعتبرة شرعًا قد تُجيز اقتناء الكلب إن ثبتت الضرورة لذلك، بشرط عدم مخالفة الضوابط الشرعية في الطهارة والسكن والمعاملة.

هل يؤثر وجود الكلب على الصلاة؟

أكدت دار الإفتاء المصرية في أكثر من فتوى سابقة أن وجود الكلب لا يُبطل الصلاة طالما لم يُلامس المصلي لعابه أو جسمه المبلل، وفي حالة التلامس، يُنصح بتطهير المكان أو الثوب قبل الصلاة.

كما أوضحت أن:

  • الصلاة في مكان مرّ به الكلب جائزة ما لم يكن هناك نجاسة ظاهرة.

  • من الأفضل تجنب وجود الكلاب في أماكن الصلاة تحريًا للطهارة.

  • طهارة الثياب والبدن والمكان شرط لصحة الصلاة، وليس مجرد وجود الكلب في محيط المنزل.

ماذا عن صور الكلاب والتماثيل؟

من الأسئلة الشائعة أيضًا: هل صور الكلاب أو تماثيلها تُمنع دخول الملائكة؟ وهنا أوضح العلماء أن:

  • الصور المعلقة التي تُقدّس أو تُعلّق تكريمًا قد تُدخل في باب الكراهة.

  • الصور العادية مثل الرسومات أو المطبوعات لا تُعد مانعًا من دخول الملائكة.

  • العبرة هنا بـ النية والمقصد، وهل الصور تُستخدم للزينة أم للعبادة والتقديس.

خلاصة فقهية لمسألة الكلاب في الإسلام

بحسب ما أجمع عليه جمهور العلماء، يُمكن تلخيص الموقف الشرعي كالتالي:

  • اقتناء الكلاب مباح للحاجة والضرورة.

  • يحرم اقتناؤها إن أدت إلى إيذاء الآخرين أو التلوث المتكرر.

  • لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب لا لحاجة، لكن الملائكة الكتبة لا تفارق الإنسان أبدًا.

  • لا ينبغي التهويل أو الترهيب من الكلاب، فهي مخلوقات خلقها الله لحكمة، ويجب التعامل معها بالرحمة والعدل.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...