تشهد مصر وعدة دول في المنطقة العربية موجة حارة غير مسبوقة خلال هذه الأيام، حيث سجلت درجات الحرارة مستويات مرتفعة في عدد من المحافظات، مما دفع الجهات المختصة إلى إصدار تحذيرات عاجلة للمواطنين بشأن مخاطر التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الذروة.
ويعد فصل الصيف من أكثر المواسم التي تتطلب استعدادًا خاصًا، نظرًا لما تحمله من تحديات صحية وبيئية، لاسيما عند ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات تفوق المعدلات الطبيعية، ما قد يُعرض الأفراد، وخاصة الأطفال وكبار السن، إلى مشاكل صحية خطيرة مثل ضربات الشمس والإجهاد الحراري.
ارتفاع درجات الحرارة بشكل حاد قد يؤدي إلى عدد من المشكلات الصحية، من أبرزها:
الإجهاد الحراري: يحدث عندما يعجز الجسم عن تنظيم درجة حرارته بسبب فقدان السوائل.
ضربة الشمس: وهي من أخطر الحالات، وتسبب ارتفاعًا في حرارة الجسم بشكل مفاجئ قد يؤدي إلى فقدان الوعي.
الجفاف: نتيجة فقدان السوائل بشكل مفرط وعدم تعويضها بالقدر الكافي.
الصداع والإرهاق: نتيجة الجلوس لفترات طويلة في أجواء حارة دون تهوية مناسبة.
تشير الدراسات الصحية إلى أن هناك فئات معينة أكثر عرضة للتأثر بالموجات الحارة، من أبرزهم:
الأطفال، بسبب ضعف آلية تنظيم الحرارة في أجسامهم.
كبار السن، خاصة من يعانون من أمراض مزمنة.
مرضى القلب والسكر والضغط.
العمال في المواقع المكشوفة مثل عمال البناء أو الباعة الجائلين.
الرياضيون الذين يتدربون في الهواء الطلق خلال النهار.
أصدرت وزارة الصحة وعدد من المؤسسات الطبية توصيات للوقاية من الآثار السلبية للحرارة المرتفعة، وجاءت كالتالي:
ينصح بعدم التعرض المباشر للشمس خلال الفترة من الساعة 12 ظهرًا حتى 4 عصرًا، حيث تكون الأشعة فوق البنفسجية في أعلى مستوياتها.
ينبغي ارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة مصنوعة من القطن، لأن الأقمشة الصناعية تحبس الحرارة والرطوبة، مما يزيد الشعور بالضيق والتعب.
من الضروري تناول كميات كبيرة من المياه حتى وإن لم يشعر الفرد بالعطش، لتعويض ما يفقده الجسم من سوائل بسبب التعرق.
الحماية من الشمس لا تقتصر على الظل فقط، بل تشمل ارتداء قبعة واسعة ونظارة شمسية لحماية الرأس والعينين من أشعة الشمس المباشرة.
في حال التواجد في المنزل، يُفضل الجلوس في الأماكن جيدة التهوية أو استخدام أجهزة التكييف، مع الحفاظ على درجة حرارة الغرفة بين 24 و26 درجة مئوية.
الغذاء يلعب دورًا مهمًا في مقاومة آثار الحرارة، لذا يُنصح بما يلي:
الخضروات الورقية مثل الخس والجرجير، لغناها بالماء والألياف.
الفواكه الغنية بالماء كالبطيخ، الشمام، البرتقال، والعنب.
الزبادي يساعد على ترطيب الجسم وتهدئة المعدة.
النعناع يمكن تناوله كمشروب بارد أو إضافته إلى المياه المنعشة.
تجنب الأطعمة الدسمة لأنها تزيد من حرارة الجسم وتسبب الخمول.
الشاي والقهوة والمشروبات الغازية تحتوي على الكافيين، الذي يزيد من إدرار البول ويُفقد الجسم السوائل، مما يعرضه للجفاف.
الأنشطة البدنية خلال فترات النهار تزيد من خطر الإصابة بضربة شمس، لذلك يُفضل ممارسة التمارين في المساء أو داخل صالات مكيّفة.
هذا التصرف خطير جدًا، إذ يمكن أن ترتفع حرارة السيارة المغلقة خلال دقائق إلى مستويات قاتلة، حتى وإن كان الطقس في الخارج غير شديد.
يجب مراقبة ضغط الدم يوميًا.
توفير مياه وسوائل قريبة طوال الوقت.
تجنب التواجد في الأماكن المغلقة غير المكيّفة.
تناول الطعام بانتظام وعدم تجاهل أي شعور بالدوخة أو الإعياء.
يجب التوجه إلى أقرب مركز طبي فورًا في حال ظهور أحد الأعراض التالية:
ارتفاع درجة حرارة الجسم فوق 39 درجة.
الشعور بدوخة أو فقدان للوعي.
صعوبة في التنفس.
تسارع نبض القلب أو الشعور بعدم انتظامه.
تشنجات عضلية مفاجئة.
تبذل الحكومة جهودًا متزايدة لمواجهة هذه الظاهرة المناخية المتكررة، ومن بين الإجراءات:
إطلاق حملات توعية في الشوارع وعلى السوشيال ميديا.
تخصيص خطوط ساخنة للطوارئ في وزارة الصحة.
توفير عربات إسعاف في أماكن التجمعات والأسواق.
التوصية بإلغاء الأنشطة المدرسية أو تأجيل الامتحانات إذا لزم الأمر.
توجه فورًا إلى مكان مظلل أو مكيف.
اشرب كمية كافية من المياه.
بلل وجهك ورقبتك بماء بارد.
استرخِ على الأرض وارفع قدميك قليلًا.
ارتفاع درجات الحرارة ليس مجرد أمر مزعج، بل قد يمثل خطرًا حقيقيًا على الصحة، خاصة في ظل التغيرات المناخية التي باتت تضرب مناطق عديدة في العالم بوتيرة أسرع من أي وقت مضى. الالتزام بالنصائح والتدابير الوقائية هو الوسيلة الأهم للنجاة من أي مضاعفات محتملة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt