مع اقتراب نهاية شهر يونيو، تستعد مصر ومعظم دول نصف الكرة الشمالي لاستقبال ظاهرة فلكية سنوية تُعد واحدة من أبرز التحولات المناخية والفلكية: الانقلاب الصيفي. وهو الحدث الذي يُعلن رسميًا بداية فصل الصيف من الناحية الفلكية، ويشهد فيه سكان مصر أطول نهار وأقصر ليل في العام.
ومع رصد الجهات الفلكية لحركة الشمس، تبيّن أن موعد الانقلاب الصيفي لعام 2025 يقترب، ليحمل معه تغيرات واضحة في طول اليوم، وزيادة في درجات الحرارة، إلى جانب التأثيرات التي يشعر بها المواطنون في مختلف أنحاء البلاد.
الانقلاب الصيفي هو ظاهرة فلكية تحدث عندما تصل الشمس إلى أقصى ميل لها شمالاً من خط الاستواء، ويحدث هذا الأمر نتيجة ميل محور دوران الأرض حول نفسها بزاوية قدرها حوالي 23.5 درجة.
ويترتب على ذلك أن:
تكون الشمس عمودية تمامًا على مدار السرطان (23.5 شمالًا).
يكون النهار في هذا اليوم هو الأطول خلال العام في نصف الكرة الشمالي.
يُسجل الليل أقصر مدة ممكنة مقارنة ببقية أيام السنة.
وفقًا لما أعلنه المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، فإن الانقلاب الصيفي لعام 2025 سيحدث رسميًا يوم الجمعة الموافق 20 يونيو 2025، في تمام الساعة 10:52 مساءً بتوقيت القاهرة.
ومع دخول هذا التوقيت، تبدأ الكرة الأرضية فلكيًا فصل الصيف، والذي يستمر لنحو ثلاثة أشهر، حتى موعد الاعتدال الخريفي في 22 سبتمبر 2025.
في يوم الانقلاب الصيفي، يكون طول النهار في مصر حوالي 14 ساعة و12 دقيقة، في حين لا يتجاوز الليل 9 ساعات و48 دقيقة فقط.
وكلما اتجهنا شمالًا داخل البلاد، مثل محافظات الدلتا والساحل الشمالي، زادت مدة النهار تدريجيًا، بينما تكون أقصر قليلًا في محافظات الصعيد.
وإليك متوسط مدة النهار في بعض المحافظات:
المحافظة | طول النهار | طول الليل |
---|---|---|
القاهرة | 14 ساعة و10 دقائق | 9 ساعات و50 دقيقة |
الإسكندرية | 14 ساعة و18 دقيقة | 9 ساعات و42 دقيقة |
أسيوط | 14 ساعة و05 دقائق | 9 ساعات و55 دقيقة |
أسوان | 13 ساعة و58 دقيقة | 10 ساعات و2 دقيقة |
السبب الرئيسي وراء حدوث هذه الظاهرة يرجع إلى:
ميل محور الأرض: تميل الأرض أثناء دورانها حول الشمس بمقدار 23.5 درجة، وهذا الميل هو ما يجعل أشعة الشمس تتوزع بشكل غير متساوٍ على سطح الأرض.
دوران الأرض حول الشمس: عندما تكون الأرض في وضع معين أثناء دورتها، تصبح الشمس عمودية على مدار السرطان، مما يؤدي إلى انحراف أشعتها لأقصى درجة نحو الشمال، فيحدث الانقلاب الصيفي.
فلكيًا، يبدأ الصيف يوم 20 يونيو، لكن مناخيًا، تعيش مصر بالفعل أجواء صيفية منذ بداية شهر مايو. ومع حدوث الانقلاب، يُتوقع:
زيادة في درجات الحرارة تدريجيًا حتى شهر أغسطس.
نشاط محدود للرياح في بعض المناطق الساحلية.
ارتفاع نسب الرطوبة خاصة في محافظات الوجه البحري والقاهرة الكبرى.
زيادة الإحساس بحرارة الجو لعدة ساعات يوميًا.
رغم أن هذه الظاهرة فلكية في الأساس، إلا أن لها تأثيرات ملموسة على حياة الناس، ومنها:
تغيير في أوقات الصلاة، خاصة المغرب والعشاء.
امتداد ساعات العمل نهارًا في بعض القطاعات.
تعديل في أوقات النوم والاستيقاظ نتيجة فارق النهار والليل.
اعتماد نمط استهلاك كهرباء مختلف بسبب طول فترات الإضاءة الطبيعية.
يُنظر إلى الانقلاب الصيفي من زاويتين:
علمية وفلكية: إذ يُعد مؤشرًا دقيقًا لتغير الفصول، ويستخدمه الفلكيون والمهتمون بحساب المواسم الزراعية.
ثقافية وتراثية: ففي بعض الثقافات، يُحتفى به بصفته بداية موسم الزراعة أو فرصة للارتباط بالطبيعة، رغم أن ذلك ليس شائعًا في مصر.
الانقلاب الصيفي نفسه لا يُسبب أي ظواهر ضارة، لكنه يُمهّد لفترة من الطقس الحار، ما يجعل الجهات المعنية توجه نصائح للمواطنين منها:
عدم التعرض المباشر لأشعة الشمس خلال فترات الذروة (من 12 ظهرًا حتى 4 عصرًا).
شرب كميات كافية من المياه والسوائل.
استخدام واقي الشمس وغطاء الرأس في حال التواجد خارج المنزل.
تهوية المنازل جيدًا وارتداء ملابس قطنية خفيفة.
أفادت الهيئة العامة للأرصاد الجوية أن:
درجات الحرارة هذا الصيف ستكون أعلى من المعدلات المعتادة في بعض الفترات.
الظواهر الجوية ستكون أكثر استقرارًا مقارنة بفصل الربيع.
من المتوقع أن يكون شهر يوليو هو الأكثر حرارة خلال فصل الصيف.
استمرار موجات الحر المتقطعة، خصوصًا على محافظات الصعيد.
يستمر الصيف الفلكي حتى يوم الإثنين 22 سبتمبر 2025، حين يحل موعد الاعتدال الخريفي، وتبدأ ساعات النهار والليل في التساوي مجددًا.
ومع مرور الأسابيع، تبدأ درجات الحرارة تدريجيًا بالانخفاض، وتتحول الأجواء إلى أكثر اعتدالًا مع دخول فصل الخريف.
الانقلاب الصيفي 2025 ليس مجرد رقم أو ظاهرة فلكية تُذكر في الأخبار، بل هو مؤشر حقيقي على تغيّر الفصول وتبدّل أحوال الطقس، وعلى الرغم من كونه يحدث سنويًا في نفس الموعد تقريبًا، إلا أن الوعي بتفاصيله يساعد الناس على التعامل مع الأجواء المقبلة بطريقة أفضل.
فبين أطول نهار وأقصر ليل، ينتقل الناس من فصل إلى آخر، وتستمر الأرض في دورتها الدقيقة التي تشهد على عظمة الخلق والتنظيم في هذا الكون.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt