في الأسابيع الأخيرة، شهدت الأسواق المصرية ارتفاعًا غير مسبوق في أسعار الليمون البلدي، ما أثار غضب واستياء المستهلكين، خصوصًا أن الليمون من الأساسيات اليومية في كل بيت مصري.
سواء في الطعام أو الاستخدامات الصحية.تراوح سعر كيلو الليمون في بعض المحافظات بين 80 إلى 120 جنيهًا، وهو ما يفوق أسعار كثير من الفواكه المستوردة، مما دفع البعض إلى وصف الوضع بـ"الجنوني"، وسط تساؤلات مستمرة عن موعد انتهاء الأزمة وعودة الأسعار لمستوياتها الطبيعية.
وأوضح النجيب أن السوق يمر حاليًا بفترة نقص في الإنتاج المحلي للليمون البلدي، حيث تأتي هذه الفترة من كل عام بين موسمي إنتاج رئيسيين، وهو ما يُعرف بفترة "فاصل العروة"، التي تتسبب غالبًا في تراجع المعروض وارتفاع السعر.
كشفت شعبة الخضار والفاكهة عن عدة أسباب رئيسية تقف وراء أزمة أسعار الليمون، أهمها:
انخفاض الإنتاج المحلي هذا الموسم بنسبة تُقارب 50% مقارنةً بالأعوام السابقة، نتيجة التغيرات المناخية وتقلبات الطقس.
ارتفاع درجات الحرارة في بعض فترات الإزهار أدى إلى تساقط نسبة كبيرة من المحصول قبل نضجه.
زيادة الطلب على الليمون قبل وخلال شهر رمضان، حيث يكثر استخدامه في تحضير الوجبات والمخللات.
ثبات المساحات المزروعة مقابل نمو عدد السكان وارتفاع الطلب، مما أدى إلى عدم توازن بين العرض والطلب.
استمرار بعض التجار في تخزين كميات من الليمون وطرحه تدريجيًا بأسعار مرتفعة، وهو ما يُعرف بـ"الاحتكار الجزئي".
أشارت الشعبة إلى أن بعض تجار التجزئة يتحملون جزءًا من مسؤولية زيادة الأسعار، حيث يعرض بعضهم الليمون بأسعار تفوق أسعار الجملة بأكثر من 50%، مستغلين تهافت المواطنين على شرائه بغض النظر عن السعر.
ورغم استقرار السعر في سوق العبور نسبيًا بين 60 إلى 70 جنيهًا، إلا أن الأسعار وصلت في بعض أسواق التجزئة لـ100 جنيه وأكثر، ما يُعد فارقًا مبالغًا فيه.
اقترحت الشعبة على المستهلكين التوجه نحو بدائل مؤقتة للليمون البلدي، مثل:
الليمون الأضاليا: متوفر بأسعار أقل، لكنه لا يحظى بنفس القبول الشعبي.
عصير الليمون الجاهز: كحل اقتصادي مؤقت، مع الانتباه لنسب الحموضة وجودة المنتج.
الاكتفاء بكميات أقل من الليمون في الوجبات اليومية لحين عودة الأسعار لمستواها الطبيعي.
توقعت شعبة الخضار والفاكهة أن تبدأ الأسعار في الانخفاض التدريجي مع دخول شهر يوليو 2025، وذلك لعدة أسباب:
بداية حصاد العروة الصيفية الجديدة من الليمون، والتي من المتوقع أن تكون إنتاجيتها أعلى.
تحسن المناخ في شهري يونيو ويوليو يُساعد في زيادة المحصول.
تراجع الاستهلاك الموسمي بعد انتهاء رمضان وشم النسيم، ما يُخفف الضغط على الأسواق.
توجه وزارة الزراعة لضخ كميات من خلال المنافذ الحكومية لتوازن السوق.
بحسب التقديرات الأولية، من المتوقع أن يتراجع سعر كيلو الليمون إلى:
40 إلى 50 جنيهًا في الأسواق العامة
35 إلى 40 جنيهًا في سوق العبور للجملة
مع احتمالية مزيد من التراجع في أغسطس، إذا لم تحدث تقلبات مناخية جديدة
وأكدت الشعبة أن هذا السعر يقترب من المعدلات الطبيعية التي اعتاد عليها المواطن خلال الأعوام الماضية، مشيرة إلى أن فترة "التذبذب الحاد في الأسعار" شارفت على الانتهاء.
في الوقت ذاته، حذرت شعبة الخضار والفاكهة المواطنين من الانسياق وراء حالة الذعر وشراء كميات كبيرة من الليمون الآن، مشددة على أن ذلك يُساهم في زيادة الطلب المفتعل ويؤدي إلى مزيد من الضغط على الأسعار.
ونصحت الشعبة بالاكتفاء بالاحتياجات اليومية، خاصة وأن موعد انخفاض الأسعار أصبح قريبًا جدًا، وكل يوم يمر يُقرّب السوق من العودة للاستقرار.
طالبت شعبة الخضار والفاكهة الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة التموين والزراعة، بضرورة:
زيادة الرقابة على الأسواق والتجار لمنع التلاعب بالأسعار.
طرح كميات من الليمون عبر منافذ بيع السلع بأسعار مخفضة.
تحفيز المزارعين على توسيع رقعة زراعة الليمون لتفادي الأزمات الموسمية.
إطلاق حملات توعية للمستهلكين بعدم تخزين الليمون أو المبالغة في شرائه.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt