أيام قليلة تفصل مصر عن موجة جوية توصف بأنها مفاجئة وسريعة التغير، حيث أعلنت هيئة الأرصاد الجوية في بيان لها أن البلاد على موعد مع تحولات واضحة في الطقس خلال 72 ساعة، تشمل ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، وتغيرات في حركة الرياح، ومعدلات الرطوبة، مما قد يؤثر بشكل مباشر على المواطنين، وخاصة في أوقات الذروة الصباحية والظهيرة.
وفي ظل التقلبات الجوية التي تعيشها البلاد، يُنصح الجميع بالاستعداد الكامل، خاصةً مع دخول فصل الربيع الذي يُعرف بتقلباته السريعة وغير المتوقعة.
تشهد البلاد اليوم أجواء مائلة للحرارة نهارًا على القاهرة الكبرى والوجه البحري، معتدلة على السواحل الشمالية، بينما تكون شديدة الحرارة على جنوب البلاد، ويميل الطقس إلى البرودة ليلًا في معظم المناطق.
وتؤكد بيانات الطقس الصباحية أن السماء ستكون صافية أغلب الوقت، مع نشاط محدود لحركة الرياح في بعض المناطق الصحراوية والمكشوفة، وهو ما قد يتسبب في إثارة بعض الرمال الخفيفة.
من الظواهر الملحوظة منذ فجر اليوم وحتى الثامنة صباحًا، هو استمرار تكون الشبورة المائية الكثيفة، خاصة على الطرق المؤدية من وإلى القاهرة، والوجه البحري، ومدن القناة، والسواحل الشمالية.
هذه الشبورة تتسبب في انخفاض الرؤية الأفقية وتؤثر على حركة المرور، لذا يُنصح قائدو المركبات بتوخي الحذر الشديد وتجنب السرعة الزائدة.
بحسب تقارير الطقس المتاحة، فإن مصر ستشهد ارتفاعًا تدريجيًا في درجات الحرارة بدءًا من غدٍ السبت وحتى الإثنين، حيث يتوقع أن تصل درجات الحرارة في القاهرة إلى أكثر من 35 درجة مئوية، بينما تقترب من 40 درجة في محافظات الصعيد.
ويُصاحب هذا الارتفاع انخفاض طفيف في نسب الرطوبة نهارًا، لكنه لا يمنع الإحساس بالحر الشديد خاصة في الأماكن المغلقة أو قليلة التهوية.
جنوب الصعيد: ستشهد أعلى معدلات الحرارة، وقد تتجاوز 39 درجة
الوجه القبلي: مائل للحرارة نهارًا، معتدل ليلًا
القاهرة الكبرى: طقس حار في منتصف النهار، ولطيف ليلًا
السواحل الشمالية: الطقس معتدل بسبب تأثير البحر المتوسط، لكن الرطوبة سترتفع
يتوقع نشاط محدود للرياح على بعض المناطق من شمال البلاد، قد يكون مثيرًا للأتربة في مناطق متفرقة، لكنه لن يصل لدرجة العواصف الترابية.
ومن المنتظر أن تعود الرياح الشمالية الغربية للسيطرة مجددًا مع نهاية الأسبوع المقبل، لتُعيد التوازن إلى درجات الحرارة، خاصة على السواحل الشمالية.
الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة قد يُسبب مشاكل صحية لبعض الفئات، خاصة أصحاب الأمراض الصدرية، وضغط الدم، وكبار السن، حيث تؤدي موجات الحر السريعة إلى إرهاق بدني وصداع وجفاف.
لذا يُوصى بشرب كميات كبيرة من المياه، وارتداء الملابس القطنية، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة من الساعة 12 ظهرًا وحتى 3 عصرًا.
| اليوم | القاهرة | الإسكندرية | أسوان | شرم الشيخ |
|---|---|---|---|---|
| الجمعة | 31°C | 25°C | 36°C | 34°C |
| السبت | 33°C | 26°C | 38°C | 35°C |
| الأحد | 35°C | 27°C | 39°C | 36°C |
| الإثنين | 36°C | 28°C | 40°C | 37°C |
المعتاد في مثل هذا الوقت من العام أن يكون الطقس في مصر مائلًا للدفء نهارًا ومائلًا للبرودة ليلًا، لكن الموجات الحالية تكشف عن نمط مختلف وأكثر اضطرابًا، وهو ما يُنذر بأن هذا الربيع قد يشهد حالات طقس متكررة من هذا النوع.
الخبراء يربطون بين هذا التغير وبين الاضطرابات المناخية العالمية الناتجة عن التغيرات البيئية في نصف الكرة الشمالي.
التقلبات السريعة في درجات الحرارة والرطوبة تؤثر أيضًا على الزراعة، خاصة محاصيل الخضر والفاكهة التي تكون في مراحل نمو حساسة، مثل الطماطم والخيار والفراولة.
وقد يؤدي ارتفاع الحرارة المفاجئ إلى إضعاف النبات أو زيادة الحشرات، ما يتطلب تدخلًا سريعًا من المزارعين لرش المبيدات الوقائية وتعديل برامج الري.
عدم التعرض لأشعة الشمس فترات طويلة
ارتداء القبعات والنظارات الشمسية عند الخروج
استخدام المظلات للحماية من أشعة الشمس المباشرة
عدم ترك الأطفال أو الحيوانات الأليفة داخل السيارات المغلقة
الحرص على التهوية الجيدة داخل المنازل
من المنتظر أن تنكسر هذه الموجة الحارة مع بداية يوم الثلاثاء، حيث تبدأ درجات الحرارة في التراجع تدريجيًا، وتعود الأجواء إلى حالتها الطبيعية في نهاية الأسبوع، مع نشاط خفيف للرياح وانخفاض طفيف في الحرارة والرطوبة.
يتوقع أن يكون فصل الربيع الحالي نشطًا من حيث التغيرات المناخية، مع احتمالية تكرار الموجات الحارة بمعدل أعلى من الأعوام السابقة، وهو ما يستوجب متابعة دائمة للنشرات الجوية واتخاذ الاحتياطات كلما دعت الحاجة.
كثير من المواطنين عبروا عن قلقهم من الارتفاع المفاجئ في الحرارة، خاصة أنه يأتي بالتزامن مع فترة امتحانات في بعض المراحل الدراسية، ما يُصعب من تركيز الطلاب ويزيد من مشقة اليوم الدراسي.
كما عبر عدد من المواطنين العاملين في المواقع المفتوحة عن رغبتهم في تعديل مواعيد العمل لتجنب ذروة الحرارة.
رغم عدم صدور قرارات رسمية بتعديل مواعيد العمل أو الدراسة، إلا أن بعض الجهات قد تُصدر تعليمات داخلية بتقليل فترات التواجد في الشمس، أو العمل من المنزل في القطاعات التي تسمح بذلك.
الـ72 ساعة المقبلة تحمل في طياتها تغيرًا واضحًا في ملامح الطقس، يبدأ تدريجيًا من يوم السبت، ويصل لذروته الإثنين، ثم يعود للاستقرار الثلاثاء. وعلى المواطنين الاستعداد لهذه التحولات عبر اتخاذ الاحتياطات المناسبة، خاصة الفئات الأكثر تأثرًا، حتى تمر هذه الفترة دون أضرار تُذكر.
هل تكون هذه الموجة بداية سلسلة من التغيرات؟ الأيام القادمة ستكشف، لكن ما هو مؤكد أن المناخ لم يعد كما كان، والاستعداد أصبح ضرورة لا رفاهية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
