أشعل الإعلامي الرياضي سيف زاهر الساحة الكروية في مصر بتصريحاته النارية حول إمكانية مشاركة أحمد سيد "زيزو" مع النادي الأهلي في بطولة كأس العالم للأندية المقبلة. هذا التصريح لم يمر مرور الكرام، بل أثار موجة من التساؤلات بين الجماهير والخبراء، خاصة في ظل ارتباط زيزو حاليًا بنادي الزمالك، واحتمالات انتقاله المحتملة إلى الغريم التقليدي النادي الأهلي.
ويأتي هذا الجدل في توقيت حساس تشهده الكرة المصرية، مع استعداد الأهلي لتمثيل إفريقيا في مونديال الأندية، وسعي الفريق لتعزيز صفوفه بأبرز النجوم المحليين قبل الدخول في معترك المنافسة العالمية. في هذا السياق، جاءت تصريحات زاهر لتفتح الباب أمام تساؤلات قانونية وفنية وتسويقية حول مصير زيزو ومستقبله مع أحد أكبر أندية القارة السمراء.
في السطور التالية، نرصد تفاصيل ما قاله سيف زاهر، ونحلل الموقف من كافة الزوايا القانونية والإعلامية والرياضية، إلى جانب استعراض ردود الفعل، وتأثير انتقال محتمل على الأهلي والزمالك.
خلال حلقته الأخيرة من برنامجه "ملعب أون تايم"، قال سيف زاهر بالحرف إن الحديث عن منع زيزو من اللعب مع الأهلي في كأس العالم للأندية "كلام فارغ لا أساس له من الصحة"، مؤكدًا أن هناك قوانين واضحة تحكم القيد والانتقالات، وأنه طالما تم تسجيل اللاعب في قائمة الفريق قبل الموعد الرسمي، فإنه يحق له المشاركة في البطولة.
وأضاف زاهر: "زيزو لو انتقل إلى الأهلي في التوقيت الصحيح، هيشارك في المونديال عادي جدًا. محدش يقدر يمنعه طالما التزم النادي بالإجراءات القانونية". هذه العبارة كانت كفيلة بإشعال الحماس لدى جماهير الأهلي، وفي نفس الوقت أثارت قلق واستياء جمهور الزمالك.
بحسب ما كشفه سيف زاهر، فإن فتح باب القيد الصيفي في مصر سيبدأ رسميًا يوم 2 يونيو 2025، بينما تنطلق أولى مباريات كأس العالم للأندية يوم 14 يونيو. هذا يعني أن الأهلي يملك فرصة كاملة لقيد زيزو في قائمته إذا نجح في ضمه رسميًا فور انتهاء تعاقده مع الزمالك يوم 1 يونيو.
وبالتالي، فإن مشاركة زيزو لن تكون خاضعة لأي اعتراض قانوني طالما تمت وفق الإجراءات الرسمية. ويرى بعض المراقبين أن توقيت نهاية عقد اللاعب يجعل الصفقة أكثر واقعية مما يتصور البعض، خاصة مع تأكيدات مقربين من اللاعب برغبته في خوض تجربة جديدة.
حتى الآن، لم يصدر أي تعليق رسمي من نادي الزمالك بشأن تصريحات سيف زاهر أو مصير اللاعب، لكن بعض المصادر داخل النادي ألمحت إلى أن الإدارة بدأت تحركات مكثفة لتجديد عقد زيزو وإقناعه بالبقاء لموسم إضافي على الأقل.
ويعتبر زيزو من الأعمدة الرئيسية في فريق الزمالك، وأحد أهم اللاعبين الذين يعتمد عليهم المدرب في المباريات الحاسمة، لذلك فإن فكرة رحيله مجانًا إلى الغريم التقليدي تُعد بمثابة صدمة قوية للنادي ولجماهيره.
من الناحية الفنية، سيكون انضمام زيزو إلى النادي الأهلي بمثابة إضافة هجومية كبيرة، خاصة مع خبرته الدولية وسرعته وقدرته على صناعة الفارق في المباريات الكبرى. وسيشكل مع عناصر مثل إمام عاشور وبيرسي تاو وجونيور أجايي منظومة هجومية قوية قادرة على مواجهة أندية عالمية في البطولة المقبلة.
أما من الناحية النفسية، فإن ضم نجم كبير من صفوف الزمالك يرفع معنويات جماهير الأهلي، ويمثل ضربة قوية للغريم، خاصة إذا كان اللاعب سيشارك في بطولة عالمية باسم القلعة الحمراء بعد أيام قليلة من رحيله عن ميت عقبة.
بحسب لوائح الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، فإن أي لاعب يُقيد رسميًا ضمن قائمة فريقه في الفترة القانونية ويكون غير مرتبط بلعب مباراة رسمية مع فريق آخر بعد نهاية عقده، يحق له المشاركة في أي بطولة رسمية.
وفي حالة زيزو، فإن عقده مع الزمالك ينتهي يوم 1 يونيو، بينما يبدأ مونديال الأندية في 14 يونيو، وبالتالي لا يوجد أي مانع قانوني لمشاركته مع الأهلي. الأمر كله يتوقف على مدى جدية الأهلي في التفاوض، وإرادة اللاعب نفسه.
لم يغفل سيف زاهر في تصريحاته الإشارة إلى الجانب التسويقي المهم في صفقة زيزو، إذ أكد أن عدة شركات تسويق وإعلانات كبرى أبدت استعدادها لرعاية حملات إعلانية خاصة بالبطولة في حال انضم اللاعب إلى الأهلي.
وأضاف أن "وجود زيزو في الأهلي خلال البطولة سيضاعف قيمة الرعاية والبث، وسيمنح النادي فرصًا تجارية وتسويقية ضخمة"، خاصة أن اللاعب يتمتع بجماهيرية كبيرة على مستوى الوطن العربي، وله حضور قوي في وسائل التواصل الاجتماعي.
الحديث عن انتقال زيزو إلى الأهلي، بل ومشاركته في كأس العالم للأندية، أثار انقسامًا حادًا بين جماهير القطبين. ففي الوقت الذي عبّر فيه مشجعو الأهلي عن ترحيبهم الشديد بهذه الخطوة، ووصفوها بـ "الضربة الموجعة" للمنافس، عبّر أنصار الزمالك عن غضبهم الشديد، ووجهوا انتقادات لاذعة لإدارة ناديهم بسبب غياب الشفافية في ملف التجديد.
وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي حملات تطالب ببقاء زيزو في الزمالك، وأخرى تحتفي بما أسموه "صفقة الموسم" لصالح الأهلي.
رغم تأكيد سيف زاهر على قانونية مشاركة زيزو في البطولة حال انتقاله للأهلي، إلا أن هناك تحديات عدة يجب وضعها في الاعتبار:
إمكانية تدخل الزمالك لتمديد عقد اللاعب في اللحظات الأخيرة.
وجود ضغوط جماهيرية وإعلامية قد تؤثر على موقف اللاعب.
مدى استعداد الأهلي من الناحية المالية والفنية لإغلاق الصفقة مبكرًا.
حاجة اللاعب لفترة راحة بعد انتهاء الموسم قبل الانخراط في البطولة الدولية.
إذا تمت الصفقة بالفعل، فإن انتقال زيزو إلى الأهلي سيكون من بين أبرز الصفقات في تاريخ الكرة المصرية خلال العقد الأخير. وسيساهم في زيادة الحدة التنافسية بين القطبين، كما سيُعيد ترتيب أوراق الزمالك الذي سيفقد أحد أبرز لاعبيه.
كما أن مشاركة اللاعب مع الأهلي في مونديال الأندية ستمنحه فرصة الظهور عالميًا، ما قد يفتح أمامه أبوابًا للاحتراف الخارجي مستقبلًا، خاصة إذا تألق في البطولة وأثبت جدارته.
تصريحات سيف زاهر حول مشاركة أحمد سيد "زيزو" مع الأهلي في كأس العالم للأندية فتحت الباب أمام جدل واسع وتكهنات لا تتوقف، لكنها في الوقت ذاته وضعت الأمور في إطارها القانوني والعملي الواضح. طالما أن القيد مفتوح، والعقد انتهى، فلا شيء يمنع مشاركة اللاعب مع ناديه الجديد.
تبقى الكرة الآن في ملعب الأطراف الثلاثة: الأهلي، الزمالك، وزيزو نفسه. وكل منهم عليه اتخاذ القرار الذي يحقق مصلحته ويُرضي جمهوره. وحتى تتضح الرؤية، سيظل اسم زيزو يتصدر عناوين الصحف وبرامج التحليل، وسيبقى حديث الساعة في الشارع الكروي المصري.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt