تثير مسألة مشاركة الزوجة في دعم زوجها ماديًا كثيرًا من التساؤلات بين الناس، خاصة مع التغيرات الاقتصادية والضغوط الحياتية التي تجعل الزوج أحيانًا بحاجة إلى عون مادي من شريكة حياته. وفي هذا السياق، جاءت فتوى من أحد أمناء الفتوى لتوضح الحكم الشرعي في هذا الأمر، وهل تُعد مساعدة الزوجة لزوجها ماليًا من قبيل الصدقة التي تؤجر عليها أم لا؟
في هذا التقرير، نرصد الإجابة الشرعية الوافية، ونوضح أثر هذه المشاركة على العلاقة الأسرية، مع تحليل اجتماعي لمعنى التعاون بين الزوجين.
أكد أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن:
مساعدة الزوجة لزوجها ماليًا تُعد صدقة إذا نوت بذلك التقرب إلى الله عز وجل.
أشار إلى أن النفقة الشرعية واجبة على الزوج وحده، ولكن إن رغبت الزوجة بمحض إرادتها في مشاركة زوجها أو دعمه من مالها الخاص، فإنها تؤجر على ذلك.
"ما تبذله الزوجة لزوجها عن طيب نفس ورضا يُعد من باب البر والصلة، ويضاعف الله لها الأجر، ويُكتب لها صدقة إن نوت بها وجه الله تعالى."
لا يلزم الزوج برد المال إذا كانت الزوجة أعطته عن طيب خاطر وبدون شرط.
لكن إذا كان المبلغ على سبيل القرض أو الدين، وجب على الزوج سداده متى استطاع.
إذا أعطت الزوجة مبلغًا لدعم مشروع زوجها بنية المساعدة، فهو صدقة.
وإذا كان المبلغ قرضًا لتسديد التزامات مالية، يصبح دَينًا واجب السداد.
المرأة التي تختار دعم زوجها ماليًا تنال أجرًا عظيمًا، لما في ذلك من:
إعانة على قضاء حوائج الأسرة.
تقوية أواصر المودة والرحمة بين الزوجين.
مضاعفة الأجر إذا نوت الزوجة إخراج المال ابتغاء مرضاة الله.
مشاركة الزوجة تُشعر الزوج بأن المسؤولية مشتركة، ما يخفف عنه العبء النفسي.
يساهم التعاون في تخطي الأزمات الاقتصادية التي قد تؤثر سلبًا على الأسرة.
الزوج يشعر بالتقدير والامتنان، والزوجة تشعر بأهمية دورها الفعال.
القوامة التي منحها الإسلام للرجل لا تتأثر بمشاركة الزوجة ماديًا، لأنها:
ليست إلزامية عليها شرعًا.
تكون اختيارية وبإذنها الكامل، وبالتالي لا تُسقط واجبات الزوج في النفقة.
تظل مسؤولية الإنفاق الشرعي على الزوج وحده إلا إذا اختارت الزوجة المساعدة.
عند وجود أزمة مالية مؤقتة.
في حالات الاستثمار أو شراء منزل للأسرة.
عند وجود أبناء يحتاجون إلى دعم مالي إضافي.
الاتفاق المسبق: يجب الاتفاق بوضوح إذا كانت الأموال دعمًا أم قرضًا.
النية الصالحة: اجعلوا نيتكم التعاون على البر والتقوى.
الحفاظ على الاحترام: لا يُستخدم الدعم المالي وسيلة للمنّ أو السيطرة.
عدم الإلزام: تظل مشاركة الزوجة خيارًا شخصيًا وليس واجبًا شرعيًا.
مساعدة الزوجة لزوجها ماليًا يمكن أن تكون سببًا لبركة الرزق، إذا توافرت النية الطيبة والرغبة المشتركة في استقرار الأسرة. ففي ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، قد يصبح هذا التعاون ضرورة مؤقتة، على أن يظل الزوج مسؤولًا عن النفقة في المقام الأول.
وعلى الزوجين أن يدركا أن الأسرة الناجحة هي التي تتجاوز التحديات معًا بروح الشراكة والمحبة، دون أن يشعر أي طرف بأنه مُستغل أو مضغوط عليه.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt