في واقعة مفجعة وصادمة للمجتمع، تم القبض على مدرس بإحدى المدارس الخاصة في مدينة الشيخ زايد بعد اتهامه بهتك عرض تلميذته داخل شقته الخاصة.
الحادثة التي وقعت مؤخرًا أثارت ضجة كبيرة بين أولياء الأمور والمواطنين، خاصة أنها تأتي من شخص يعمل في مهنة التعليم، والتي يُفترض أنها تقوم على التربية والثقة وحماية النشء.الجريمة لم تكن مجرد استغلال مادي أو لفظي، بل تطور الأمر إلى استدراج فتاة مراهقة إلى شقة المدرس الخاصة بدعوى "العلاج الروحاني"، ثم التعدي عليها جسديًا تحت غطاء ديني زائف. ما زاد من الغضب المجتمعي هو تبرير المدرس فعلته خلال التحقيقات بقوله "أنا تبت وخطبت"، وكأن ذلك يمكن أن يمحو فعلًا جنائيًا وأثرًا نفسيًا مدمرًا على ضحية في عمر الزهور.هذه الحادثة تفتح بابًا كبيرًا للنقاش حول الحدود المهنية والأخلاقية داخل المنظومة التعليمية، وحول قدرة القوانين على الردع، بالإضافة إلى ضرورة التوعية المستمرة للطلاب وأسرهم لمواجهة مثل هذه الأشكال من التلاعب والاستغلال.
وفقًا للتحقيقات الرسمية، فإن المدرس المتهم، والبالغ من العمر 35 عامًا، يعمل مدرسًا لمادة التربية الإسلامية في إحدى المدارس الخاصة الراقية بمدينة الشيخ زايد. وقد قام باستدراج تلميذته، وهي فتاة تبلغ من العمر 18 عامًا، إلى شقته السكنية بدعوى مساعدتها في "علاج نفسي وروحي" بعد أن لاحظ عليها بعض القلق والتوتر خلال الحصص الدراسية.
وبحسب شهادة الطالبة أمام النيابة، فقد أخبرها المدرس أن ما تشعر به من اضطراب سببه "مس شيطاني"، وأنه على دراية بعلم "الرقية الشرعية" وقادر على مساعدتها دون علم أسرتها حتى لا يقلقوا. وتحت هذه الذريعة، طلب منها الحضور إلى شقته في أحد الأحياء السكنية الهادئة بمدينة الشيخ زايد.
عند دخول الفتاة الشقة، بدأ المدرس بما وصفه بـ"جلسة تطهير"، ثم طلب منها خلع ملابسها بالكامل بحجة أن "الجني لا يخرج إلا من الجسد العاري"، لتبدأ محاولاته في ملامسة جسدها والتعدي عليها، قبل أن تتمكن من الهرب من المكان والعودة إلى منزلها في حالة انهيار تام.
أسرتها بادرت بإبلاغ الشرطة فورًا، وتم القبض على المدرس بعد أقل من 24 ساعة من البلاغ، وأُحيل إلى النيابة العامة التي باشرت التحقيقات، حيث اعترف المتهم بجريمته، محاولًا التخفيف من وطأة الأمر بتصريح أثار السخرية والغضب: "أنا تبت وخطبت وهتجوز خلاص".
الجريمة التي ارتكبها المدرس لا تتعلق فقط بفعل جنائي، بل تنطوي على أبعاد نفسية وأخلاقية ومجتمعية معقدة. أولًا، نحن أمام استغلال مباشر للثقة، فالطالبة كانت تعتبر المدرس شخصًا مؤتمنًا، كما أن ارتداءه لثوب الدين كغطاء للجريمة يجعلها أكثر خطورة، لأن كثيرين في هذا العمر الصغير لا يمتلكون الخبرة الكافية لتمييز الكذب في مثل هذه المواضيع الحساسة.
الادعاء بالقدرة على العلاج الروحي هو أحد الحيل التي يلجأ إليها بعض الأشخاص ذوي الميول الاستغلالية، مستغلين جهل أو اضطراب الضحية. وهو ما يدفعنا للتأكيد على أهمية الثقافة الدينية الصحيحة والتوعية النفسية التي تُمكّن الفتاة أو الفتى من رفض أي سلوك خارج عن المألوف، حتى لو جاء من شخصية ذات سلطة.
كذلك من المهم التنبيه إلى أن الجاني لم يكن يعاني من اضطراب نفسي وفقًا للتقارير الأولية، مما يؤكد أن الجريمة جاءت نتيجة سوء نية وتخطيط، وليس سلوكًا اندفاعيًا أو ناتجًا عن اختلال عقلي.كذلك من المهم التنبيه إلى أن الجاني لم يكن يعاني من اضطراب نفسي وفقًا للتقارير الأولية، مما يؤكد أن الجريمة جاءت نتيجة سوء نية وتخطيط، وليس سلوكًا اندفاعيًا أو ناتجًا عن اختلال عقلي.
ردود الفعل المجتمعية كانت قوية وسريعة. مواقع التواصل الاجتماعي امتلأت بالغضب والدعوات لتشديد العقوبات على من يستغلون وظائفهم في الاعتداء على الطلاب أو الطالبات. واعتبر كثيرون أن هذه الواقعة دليل واضح على ضرورة المراقبة النفسية والسلوكية للعاملين في المؤسسات التعليمية، وليس فقط الاكتفاء بالمؤهلات الدراسية أو حسن السيرة الذاتية.
في هذا السياق، قال الدكتور علاء شرف، أستاذ الطب النفسي بجامعة عين شمس، إن "هذه الجرائم لا تقع فجأة، وغالبًا ما يُظهر مرتكبوها علامات تحذيرية مبكرة يمكن اكتشافها بسهولة إذا كانت هناك رقابة جيدة". وأضاف أن "البيئة التعليمية يجب أن تكون مؤهلة للكشف عن أي سلوك غير سوي من المدرسين، خصوصًا إذا تكرر منهم الانفراد بالطلبة أو محاولات التقرب غير المبررة".
أما الدكتورة سامية يوسف، خبيرة العلاقات الأسرية، فأكدت أن "الثقة العمياء في الأشخاص الذين يتحدثون باسم الدين بدون علم، كارثة كبرى". وأضافت: "لابد من تعليم الفتيات ألا يثقن في أحد لمجرد أنه يتحدث بنبرة وعظ، فالمجرمون قد يلبسون عباءة القداسة لإخفاء جرائمهم".
للحد من تكرار مثل هذه الجرائم المؤلمة، هناك مجموعة من الإجراءات والنصائح التي يجب أخذها بجدية:
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt