أطلقت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر تحذيرًا عاجلًا للمواطنين، طالبتهم فيه بعدم التسرع في ارتداء الملابس الصيفية، رغم الأجواء المعتدلة نهارًا في عدد من المحافظات، وذلك لأن الطقس لا يزال مائلًا للبرودة ليلًا وقد يشهد انخفاضًا ملحوظًا في درجات الحرارة مع تقدم ساعات الليل.
التحذير جاء ضمن بيان رسمي تم تداوله على نطاق واسع، ويعكس حرص الأرصاد على تنبيه المواطنين، خصوصًا مع دخول فصل الربيع وتقلباته المتوقعة. في هذا التقرير نرصد كل تفاصيل تحذير الأرصاد، حالة الطقس الفعلية خلال الأيام المقبلة، أسباب تغير الأجواء، وتأثير ذلك على المواطنين، بالإضافة إلى توصيات مهمة يجب اتباعها خلال هذه الفترة.
أوضحت هيئة الأرصاد الجوية أن الطقس خلال ساعات النهار يبدو لطيفًا إلى حد كبير في محافظات القاهرة الكبرى والوجه البحري والسواحل الشمالية، إلا أن هذا لا يعني الاستقرار الكامل، إذ تنقلب الأجواء تدريجيًا مع دخول الليل لتصبح مائلة للبرودة، وأحيانًا باردة على بعض المناطق.
وأشارت الهيئة إلى أن درجات الحرارة في بعض المناطق قد تسجل فروقات تصل إلى 10 درجات مئوية بين ساعات النهار والليل، وهو ما يُشكّل خطرًا خاصة على كبار السن والأطفال ومرضى الجهاز التنفسي.
وأكد البيان الرسمي أن تخفيف الملابس في هذه المرحلة قد يؤدي إلى الإصابة بنزلات البرد أو أمراض تنفسية موسمية، مطالبة الجميع بالحذر وعدم الانخداع بأشعة الشمس المؤقتة.
عدة عوامل دفعت هيئة الأرصاد الجوية إلى إصدار هذا التحذير، على رأسها:
تقلبات الربيع الجوية: فصل الربيع من أكثر الفصول تذبذبًا في درجات الحرارة، حيث تتغير الأحوال الجوية بسرعة.
الرياح الباردة ليلًا: ما زالت الكتل الهوائية القادمة من جنوب أوروبا تؤثر على أجواء مصر، مسببة برودة ليلية واضحة.
الفرق الكبير بين درجات الحرارة نهارًا وليلًا: مما يرفع من فرص الإصابة بأمراض البرد والأنفلونزا.
أمطار خفيفة على بعض المناطق: لا سيما في السواحل الشمالية وشمال الدلتا، وهي مؤشر على حالة جوية غير مستقرة.
بحسب بيان الأرصاد، فإن حالة الطقس تستمر في الاعتدال نهارًا مع أجواء مشمسة جزئيًا، بينما تظل درجات الحرارة الصغرى منخفضة بشكل ملحوظ ليلًا، حيث تسجل:
القاهرة الكبرى: 25 درجة نهارًا – 15 درجة ليلًا
الإسكندرية: 22 درجة نهارًا – 14 درجة ليلًا
جنوب الصعيد: 32 درجة نهارًا – 18 درجة ليلًا
السواحل الشمالية: 21 درجة نهارًا – 13 درجة ليلًا
هذه الأرقام تؤكد أهمية ارتداء ملابس مناسبة طوال اليوم، وتجنب ارتداء الملابس الخفيفة خلال فترات المساء.
وجهت هيئة الأرصاد الجوية عدة نصائح عملية للمواطنين للتعامل مع هذا الطقس المتقلب، أهمها:
عدم تخفيف الملابس بشكل مفاجئ حتى الأسبوع الأخير من شهر أبريل على الأقل.
متابعة نشرات الأرصاد بشكل دوري لمعرفة التغيرات المفاجئة في الأحوال الجوية.
حماية الأطفال وكبار السن من التعرض المباشر للهواء البارد خلال فترات الليل.
الاحتفاظ بقطع ملابس ثقيلة خفيفة مثل الجاكيتات أو البلوفرات لاستخدامها عند الحاجة.
الانتباه عند القيادة في فترات الليل أو الفجر بسبب الشبورة المائية في بعض المناطق.
التحذيرات الصادرة من هيئة الأرصاد لا تتعلق فقط بارتداء الملابس، بل تنعكس على جوانب عديدة من نمط الحياة اليومي، مثل:
النشاط المدرسي والطلابي: الأطفال أكثر عرضة للتغيرات الجوية، ويجب توخي الحذر في اختيار ملابسهم.
الخروج المسائي والأنشطة الليلية: تحتاج إلى تخطيط جيد لتفادي المفاجآت الجوية.
الحالة الصحية العامة: الطقس المتقلب يؤدي إلى زيادة في حالات البرد والأنفلونزا والتهابات الحلق.
هذا التأثير الموسمي يتطلب مرونة وتكيفًا من المواطنين، وعدم الانسياق وراء الشعور المؤقت بالدفء النهاري.
تفاعل المواطنين مع التحذير كان متباينًا بين الحذر والتجاهل، حيث قال البعض عبر وسائل التواصل:
"تحذير مهم فعلًا، كل سنة بنتسرع ونلبس صيفي ونرجع نمرض"
"الطقس حلو بس فعلًا بيبرد جدًا بالليل، لازم نسمع الكلام"
"كفاية شتا بقى، احنا زهقنا من الجواكيت"
وبالرغم من هذه الآراء، فإن الغالبية باتت أكثر وعيًا بأهمية متابعة نشرات الأرصاد، خاصة بعد التقلبات التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة.
يرى عدد من الخبراء أن البرودة الليلية ستستمر حتى منتصف مايو المقبل، بناءً على تحليلات خرائط الطقس العالمية، مؤكدين أن ما يحدث هو سلوك طبيعي لفصل الربيع، حيث تتكرر هذه الظواهر كل عام.
وأكدت مصادر داخل هيئة الأرصاد أن مصر تمر حاليًا بمرحلة انتقالية بين الشتاء والصيف، ما يفسر هذا التباين الحاد في درجات الحرارة، مع توقعات بانتهاء هذه الظاهرة مع استقرار الكتل الهوائية منتصف الشهر المقبل.
ارتفاع معدلات الإصابة بنزلات البرد في نفس الفترة العام الماضي بنسبة 40%.
تسجيل حالات اختناق نتيجة الشبورة في بعض المناطق الزراعية.
وقوع حوادث مرورية في الطرق السريعة بسبب الرؤية المنخفضة فجراً.
لذلك لا يُنصح مطلقًا بتجاهل التنبيهات الرسمية، خاصة في فترات الأجواء المتغيرة.
التوازن بين الراحة والاحتياط هو السبيل لتجنب أزمات صحية موسمية، والالتزام بتوصيات الجهات الرسمية هو الأمان الحقيقي للمواطن والأسرة في هذا الفصل الانتقالي من السنة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt