مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، تُصدر هيئة الأرصاد الجوية تحذيرات متكررة بشأن موجات الحر الشديد، خاصة في المناطق الحضرية مثل القاهرة الكبرى.
تُعتبر هذه الفترات من أكثر الأوقات التي تُشكل ضغطًا على صحة القلب، خاصة لدى كبار السن، مرضى الضغط، السكري، والأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب المزمنة.
في هذا المقال، نستعرض أبرز المخاطر التي يتعرض لها القلب خلال موجات الحر، وكيفية الوقاية منها باتباع نصائح طبية مدعومة من منظمات صحية عالمية.
عند ارتفاع درجات الحرارة، يعمل الجسم على تبريد نفسه من خلال التعرق وزيادة تدفق الدم إلى سطح الجلد. هذا يتطلب من القلب ضخ المزيد من الدم، مما يزيد من العبء عليه. بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم، قد يؤدي هذا الضغط الإضافي إلى زيادة خطر الإصابة بأزمات قلبية أو سكتات دماغية.
تشير الدراسات إلى أن التعرض للحرارة الشديدة يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم، مما يزيد من خطر الدوخة والإغماء. كما أن الجفاف الناتج عن التعرق المفرط يمكن أن يُضعف قدرة القلب على ضخ الدم بشكل فعال.
في بعض الحالات، قد يتسبب التعرض الشديد للحرارة في الإصابة بضربات الشمس أو الإجهاد الحراري. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تلف الأنسجة والأعضاء الحيوية في الجسم، بما في ذلك القلب. لذا فإن التعرض الطويل لدرجات الحرارة المرتفعة يزيد من خطر الإصابة بمشاكل صحية خطيرة على المدى الطويل.
يُنصح بتجنب الخروج في فترات الذروة، أي بين الساعة 12 ظهرًا و3 عصرًا، حيث تكون الشمس في أقوى حالاتها. إذا كان لا بد من الخروج، يُفضل ارتداء قبعة ونظارات شمسية، وتطبيق واقٍ شمسِي، وارتداء ملابس خفيفة فاتحة اللون. تعكس الألوان الفاتحة أشعة الشمس بشكل أفضل، مما يساعد على تقليل الحرارة التي يتعرض لها الجسم.
يجب شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم، حتى في حال عدم الشعور بالعطش. يُنصح بتجنب المشروبات التي تحتوي على كافيين أو كحول، حيث يمكن أن تزيد من خطر الجفاف. يمكن أيضًا تناول مشروبات تحتوي على إلكتروليتات لتعويض الأملاح المفقودة أثناء التعرق.
من المهم عدم الانتظار حتى الشعور بالعطش، حيث إن العطش الشديد قد يكون علامة على أن الجسم قد فقد كمية كبيرة من السوائل. يفضل شرب الماء بانتظام طوال اليوم لتفادي الجفاف.
يُنصح بارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة مصنوعة من أقمشة طبيعية مثل القطن، حيث تساعد على تبريد الجسم. تجنب ارتداء الملابس الداكنة أو الثقيلة التي قد تحتفظ بالحرارة. الملابس الفضفاضة تسمح بمرور الهواء وتساعد في تبريد الجسم بشكل طبيعي.
أيضًا، يجب تجنب ارتداء الأحذية المغلقة أو الضيقة التي قد تزيد من الشعور بالحر. يُفضل اختيار أحذية خفيفة ومفتوحة لزيادة الراحة خلال الأجواء الحارة.
يجب الحد من ممارسة التمارين الرياضية أو الأنشطة البدنية الشاقة خلال فترات الحر الشديد. إذا كان لا بد من ممارسة الرياضة، يُفضل القيام بها في الصباح الباكر أو في المساء بعد انخفاض درجات الحرارة، مع ضرورة أخذ فترات راحة بين الجلسات الرياضية وشرب كميات كبيرة من الماء.
ممارسة الرياضة في الأماكن المكشوفة أثناء ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن تؤدي إلى إرهاق الجسم بشكل كبير وتزيد من الضغط على القلب. لذا من الأفضل ممارسة الرياضة في الأماكن المكيفة أو المظللة قدر الإمكان.
في حال عدم توفر مكيفات هواء، يُمكن استخدام المراوح أو وضع مناشف مبللة على الجسم لتقليل درجة الحرارة. يُنصح أيضًا بالاستحمام بماء فاتر أو بارد لتبريد الجسم بسرعة. تجنب استخدام الماء شديد البرودة لأنه قد يسبب صدمة للجسم.
كما يُمكن استخدام أجهزة قياس الحرارة المنزلية لمراقبة درجة حرارة الجسم، خاصة لدى الأشخاص المعرضين للخطر. إذا تجاوزت درجة الحرارة 38.5 درجة مئوية، يجب اتخاذ إجراءات فورية لتبريد الجسم.
يجب مراقبة أي أعراض غير طبيعية مثل الدوخة، الغثيان، أو تسارع ضربات القلب. في حال ظهور أي من هذه الأعراض، يجب التوجه فورًا إلى مكان بارد وشرب الماء. إذا استمرت الأعراض، يُنصح بزيارة الطبيب. الشعور بالغثيان أو الدوخة يمكن أن يكون مؤشرًا على إصابة الجسم بالجفاف أو الإرهاق الحراري.
في حالة وجود أي من هذه الأعراض، يجب التوقف عن الأنشطة الجسدية والتوجه إلى مكان بارد، وإذا استمرت الأعراض يجب طلب المساعدة الطبية فورًا.
يُنصح بتجنب تناول الوجبات الثقيلة أو الدهنية خلال فترات الحر، حيث يمكن أن تزيد من الحمل على الجهاز الهضمي وتؤدي إلى زيادة حرارة الجسم. يُفضل تناول وجبات خفيفة ومتوازنة تحتوي على فواكه وخضروات غنية بالماء.
الوجبات الثقيلة تتطلب وقتًا أطول للهضم، مما يزيد من الضغط على الجسم ويسبب الشعور بالتعب والحر. لذا يُفضل تناول الأطعمة ذات المحتوى المائي العالي مثل الفواكه الطازجة والخضروات.
يجب تجنب التواجد في الأماكن المغلقة مثل السيارات أو الغرف بدون تهوية، حيث يمكن أن ترتفع درجات الحرارة بسرعة وتؤدي إلى مشاكل صحية. يجب التأكد من وجود تهوية جيدة في الأماكن المغلقة، وإذا كان المكان غير مكيف، يجب فتح النوافذ للسماح بدخول الهواء النقي.
التهوية الجيدة تساعد في الحفاظ على حرارة الجسم عند مستوى مناسب وتقلل من خطر الإصابة بالإجهاد الحراري.
يُنصح بمتابعة نشرات الأرصاد الجوية المحلية للحصول على تحديثات حول درجات الحرارة وأي تحذيرات متعلقة بالطقس. هذا يساعد في اتخاذ الاحتياطات اللازمة وتجنب التعرض للحرارة الشديدة.
في حالة حدوث موجات حر شديدة، يجب على الأفراد المعرضين للخطر أن يتخذوا خطوات إضافية للحفاظ على صحتهم.
تشير الدراسات إلى أن بعض الفئات تكون أكثر عرضة للمخاطر الصحية خلال موجات الحر، مثل:
كبار السن: لديهم قدرة محدودة على تنظيم درجة حرارة الجسم.
الأشخاص ذوو الأمراض المزمنة: مثل أمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم.
الأطفال الرضع: قد لا يكون لديهم القدرة على التعبير عن شعورهم بالحر.
النساء الحوامل: تتأثر درجة حرارتهن بشكل أكبر خلال فترات الحمل.
الأشخاص الذين يتناولون أدوية معينة: مثل مدرات البول أو أدوية ضغط الدم.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt