في خطوة تاريخية غير مسبوقة، أعلن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن افتتاح أول كنيسة قبطية أرثوذكسية في المملكة العربية السعودية. جاء هذا الإعلان خلال لقاء البابا بعدد من القيادات الكنسية، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل انفتاحًا مهمًا يعكس حرص المملكة على تعزيز التسامح الديني والتعايش بين الشعوب.
أعرب البابا تواضروس عن سعادته بهذه الخطوة التاريخية، واصفًا إياها بأنها "أخبار جيدة لكل الأقباط في السعودية وخارجها"، وأشار إلى أن الكنيسة الجديدة ستكون بمثابة مركز روحي واجتماعي يخدم الجالية القبطية المقيمة في المملكة، كما ستسهم في توفير أجواء روحانية تتيح ممارسة الشعائر الدينية بكل حرية.
وأضاف أن افتتاح الكنيسة جاء ثمرة لمحادثات دامت سنوات بين الكنيسة القبطية والمسؤولين السعوديين، والتي عكست رغبة متبادلة في احترام التعددية الدينية والإنسانية.
تقع الكنيسة الجديدة في مدينة الرياض، عاصمة المملكة، ضمن أحد المجمعات الكبرى التي تضم أماكن مخصصة لغير المسلمين. ومن المتوقع أن تخدم الآلاف من الأقباط المقيمين في السعودية، سواء العاملين هناك أو أسرهم، كما أنها ستكون منصة للتواصل بين مختلف الطوائف المسيحية.
توفير مكان رسمي للصلاة والخدمات الروحية.
تعزيز الروابط بين أفراد الجالية القبطية.
فرصة لممارسة الطقوس الدينية بشكل منظم دون قيود.
اعتبر عدد من المراقبين أن افتتاح الكنيسة القبطية في السعودية يعكس رؤية المملكة الجديدة التي تتبناها في إطار "رؤية 2030"، والتي تهدف إلى الانفتاح على العالم، وتعزيز الحوار بين الأديان، وبناء مجتمع قائم على التعددية وقبول الآخر.
وأكد البابا تواضروس أن هذه الخطوة ليست فقط مهمة للأقباط بل لكل من يؤمن بأن التسامح قيمة إنسانية عليا يجب أن تسود بين البشر جميعًا.
رحب عدد من الشخصيات الدينية والسياسية في مصر بالخطوة، مؤكدين أنها مؤشر على مرحلة جديدة من العلاقات بين الشعوب العربية.
أشاد مجلس كنائس مصر بهذه المبادرة، معبرًا عن أمله في المزيد من التعاون بين الدول العربية لدعم قيم التعايش المشترك.
عبرت الجالية القبطية عن امتنانها العميق للمملكة على هذه الخطوة، ووصفتها بأنها لحظة تاريخية ستبقى محفورة في الذاكرة.
دعا العديد من المواطنين السعوديين إلى الاستمرار في مثل هذه المبادرات التي تعزز صورة المملكة كدولة منفتحة.
أكدت هذه الخطوة التزام السعودية بسياسات تتيح ممارسة الشعائر الدينية لمختلف الطوائف داخل بيئة تحترم القانون والعادات المحلية.
من المنتظر أن تقدم الكنيسة خدمات تعليمية واجتماعية للأقباط، بالإضافة إلى البرامج الروحية.
من المتوقع أن تشجع هذه التجربة افتتاح المزيد من دور العبادة للطوائف الأخرى، بما يعزز روح التفاهم والتقارب بين الثقافات.
افتتاح أول كنيسة قبطية أرثوذكسية في السعودية يمثل إنجازًا تاريخيًا ورسالة قوية تعكس التزام المملكة بقيم الانفتاح والتسامح الديني. ومع ترحيب واسع من الجالية القبطية في السعودية وخارجها، يتطلع الجميع إلى أن تكون هذه الخطوة بداية لمزيد من المبادرات التي ترسخ التعايش بين الشعوب والثقافات المختلفة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt