ميكسات فور يو
دار الإفتاء توضح الرأي الشرعي في تريند العيدية
الكاتب : Mohamed Abo Lila

دار الإفتاء توضح الرأي الشرعي في تريند العيدية

كل ريأكت بجنيه .. دار الإفتاء توضح الرأي الشرعي في تريند العيدية


في زمن السوشيال ميديا وانتشار التريندات المثيرة للجدل، ظهر في الآونة الأخيرة تريند جديد على مواقع التواصل الاجتماعي تحت عنوان "كل ريأكت بجنيه".
يتمثل هذا التريند في أن يقوم الشخص بنشر منشور على فيسبوك أو غيره من المنصات، ويعد أصدقائه وأقاربه بمنح جنيه واحد لكل تفاعل (لايك، تعليق، مشاركة)، كنوع من العيدية الرقمية.
أثار هذا التريند تساؤلات عديدة حول مدى مشروعيته من الناحية الشرعية، مما دفع دار الإفتاء المصرية إلى توضيح الرأي الشرعي في هذا الموضوع.
في هذا التقرير، سنتناول أصل الفكرة، آراء الفقهاء، وتأثير هذه الظاهرة على المجتمع من الناحية الشرعية والاجتماعية.

ما هو تريند "كل ريأكت بجنيه"؟

يعتبر هذا التريند من الأساليب الحديثة للاحتفال بعيد الفطر عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يقوم الشخص بنشر منشور يتضمن وعدًا بإعطاء جنيه واحد عن كل تفاعل يحصل عليه المنشور، ويكون الغرض عادة هو إدخال البهجة على المتابعين.
تتفاوت الآراء حول هذه الفكرة بين التسلية والمزاح وبين التزام حقيقي بالعهد الذي يقطعه الشخص على نفسه.


الرأي الشرعي في "كل ريأكت بجنيه"

توضيح دار الإفتاء المصرية

صرحت دار الإفتاء المصرية بأن هذا النوع من التريندات يحتاج إلى النظر من عدة زوايا شرعية قبل الحكم عليه.
ومن أبرز النقاط التي تناولتها:

1. الوعد بالعيدية: هل هو ملزم؟

  • الوعد في الشريعة الإسلامية ليس ملزمًا إلا إذا كان وعدًا دينيًا أو تعهدًا له آثار مالية حقيقية.

  • إذا كان الشخص ينوي تنفيذ وعده بإخلاص وكان لديه القدرة المالية على ذلك، فلا بأس في الأمر.

  • أما إذا كان الهدف مجرد المزاح أو التلاعب دون نية التنفيذ، فقد يكون ذلك محرمًا لأنه يؤدي إلى الكذب.

2. هل يعتبر صدقة أم عيدية؟

  • العيدية في الإسلام هي نوع من الهبة التي تُعطى بهدف إدخال السرور على القلوب، خاصة للأطفال والأقارب.

  • أما توزيع المال بناءً على تفاعل إلكتروني فقد لا يحقق هذا الهدف بشكل مباشر.

  • من الأفضل تخصيص المال للفقراء والمحتاجين بدلاً من ربطه بتفاعل افتراضي.


آراء الفقهاء في الفكرة

1. الرأي المؤيد

  • يعتبر بعض الفقهاء أن الفكرة مباحة إذا كانت نية العيدية حقيقية وكان الشخص قادرًا على تنفيذ وعده.

  • يمكن أن تعتبر نوعًا من إدخال السرور على الناس، بشرط الصدق والالتزام.

2. الرأي المعارض

  • يرى آخرون أن هذه الطريقة تحمل نوعًا من التلاعب بالمشاعر، خاصة إذا كان الوعد غير حقيقي.

  • يعد ذلك مدعاة للسخرية إذا لم ينفذ الشخص وعده، مما يضر بمصداقيته واحترامه.


التأثيرات الاجتماعية والنفسية للتريند

1. تأثيره على الأطفال والشباب

  • يمكن أن يزرع في نفوس الأطفال مفهومًا خاطئًا عن قيمة المال وكيفية الحصول عليه.

  • يجعل المال مرتبطًا بالتفاعل الإلكتروني بدلًا من العمل والجد.

2. تأثيره على الثقة والمصداقية

  • إذا لم ينفذ الشخص وعده، قد يفقد ثقة متابعيه.

  • يتسبب في تشويه مفهوم العيدية وتحويلها إلى وسيلة للحصول على إعجابات وتعليقات.


حكم الوفاء بالوعد في الإسلام

1. القرآن الكريم

قال الله تعالى:

"وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولًا" (الإسراء: 34)

  • يظهر من الآية أن الوفاء بالعهد أمر واجب على المؤمنين، حتى وإن كان الوعد صغيرًا.

2. السنة النبوية

قال النبي ﷺ:

"آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان" (متفق عليه)

  • يؤكد الحديث على أهمية الصدق في الوعد وعدم الإخلاف، مما يبرز خطورة تقديم وعود غير صادقة.


آراء المواطنين حول تريند "كل ريأكت بجنيه"

1. محمد علي (طالب جامعي)

"الفكرة تبدو لطيفة ومسلية، ولكن أرى أن الالتزام بالوعد هو ما يجعلها تستحق الاحترام. إذا كان الهدف مجرد جمع الإعجابات، فهذا غير مقبول."

2. نهى عبد الرحمن (أم لطفلين)

"أعتقد أن التريند يغرس قيمًا خاطئة في نفوس الأطفال، حيث يعتقدون أن التفاعل على الإنترنت يكافئ المال. من الأفضل أن نركز على تعليمهم قيمة الجهد والعمل."


البدائل الشرعية للعيدية

بدلاً من اتباع تريند "كل ريأكت بجنيه"، يمكن للأفراد استخدام طرق أخرى لإدخال الفرحة في قلوب الناس خلال العيد:

1. توزيع العيدية بشكل مباشر

  • يفضل تقديم العيدية للأطفال والأقارب بشكل شخصي مع كلمات طيبة.

2. التبرع للفقراء والمحتاجين

  • يمكن تخصيص جزء من المال للتبرع للمحتاجين، مما يضمن تحقيق أثر اجتماعي وإنساني إيجابي.

3. دعم المشروعات الخيرية

  • يمكن استخدام المال في تمويل مشروعات خدمية يستفيد منها المجتمع.


نصائح للتعامل مع تريندات الإنترنت

  1. التفكير قبل المشاركة:

    • يجب على الأفراد التفكير في تبعات التفاعل مع التريندات قبل الانجراف وراءها.

  2. التحقق من النية:

    • إذا كانت النية صادقة وجادة في الوفاء بالوعد، فلا بأس من المشاركة.

  3. عدم الإسراف:

    • يجب توخي الحذر من الإنفاق غير المدروس، خاصة إذا كان المال موجهًا لأغراض خيرية.


خلاصة

حذرت دار الإفتاء المصرية من التلاعب بالوعود عبر الإنترنت في تريند "كل ريأكت بجنيه".
أكدت على ضرورة الالتزام بالصدق والوفاء بالوعد إذا كان صادرًا بنية جادة.
من المهم أن ندرك أن العيدية في الإسلام هي فرحة وصدقة يجب أن تصل إلى مستحقيها، بعيدًا عن المزاح أو التلاعب.
كما يجب أن نكون حذرين من تأثير مثل هذه التريندات على القيم المجتمعية، وأن نوجه جهودنا نحو إدخال السرور بطرق إيجابية وصادقة.
نسأل الله أن يعيننا على فعل الخير، وأن يلهمنا الصواب في التعامل مع مثل هذه المواقف.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...