في إطار سعي الدولة نحو التحول الرقمي وتبسيط الإجراءات داخل المؤسسات الحكومية، أعلن جهاز مدينة الشيخ زايد عن تشغيل برنامج المستخلصات المؤمن بنسبة 100%، ليكون بذلك من أوائل أجهزة المدن التي تطبق هذا النظام الحديث بالشكل الكامل، ما يعد خطوة متقدمة نحو رقمنة أعمال المقاولات والمستخلصات، وتحقيق معايير الشفافية والدقة.
برنامج المستخلصات المؤمن هو نظام إلكتروني متكامل يهدف إلى:
توثيق جميع مراحل اعتماد المستخلصات المالية بين الجهاز والمقاولين.
إلغاء التعامل الورقي بالكامل في ما يخص فواتير المشروعات والمستخلصات المرحلية والنهائية.
إدخال عنصر التوقيع الإلكتروني الآمن في العمليات لتأكيد صحة البيانات وعدم التلاعب.
ويقوم النظام على تأمين كل مستند يتم تداوله باستخدام توقيعات رقمية موثقة، إلى جانب الاحتفاظ بنسخ مؤرشفة إلكترونيًا قابلة للمراجعة من الجهات الرقابية والإدارية في أي وقت.
اختيار جهاز مدينة الشيخ زايد لتطبيق هذا النظام يأتي نتيجة:
كونه من أكثر الأجهزة نشاطًا في تنفيذ المشروعات السكنية والخدمية والبنية التحتية.
وجود عدد كبير من المقاولين والاستشاريين المتعاملين مع الجهاز، مما يستلزم إدارة مرنة وآمنة للمستخلصات.
الرغبة في تحسين جودة الخدمات وخفض زمن الدورة المستندية والتصديق على المستخلصات.
التوجه العام من الدولة نحو الشفافية والرقمنة وتوفير الوقت والتكاليف.
مرَّ البرنامج بعدة مراحل تنظيمية وتجريبية قبل إعلان التشغيل الكامل، تمثلت فيما يلي:
إعداد البنية التحتية التكنولوجية داخل الجهاز من خوادم وآليات حماية البيانات.
تدريب الموظفين والمختصين على استخدام النظام الإلكتروني وتطبيق التوقيع الرقمي.
تنظيم ورش عمل مع المقاولين لشرح آلية البرنامج، وطريقة إدخال المستخلصات واعتمادها.
تشغيل تجريبي على عدد محدود من المشروعات لضمان كفاءة التنفيذ.
الإعلان عن التشغيل الكامل للنظام بنسبة 100% مع إلزام جميع الأطراف به.
يحدث تشغيل برنامج المستخلصات المؤمن نقلة نوعية في طريقة إدارة الأعمال داخل الجهاز، وذلك من خلال:
تقليل المدة الزمنية لاعتماد المستخلصات، حيث أصبحت تُعتمد إلكترونيًا خلال يومين بدلًا من فترات كانت تصل إلى أسبوعين أو أكثر.
منع ازدواجية أو تكرار المستندات بفضل نظام التأمين والتكويد الإلكتروني.
توفير أرشيف إلكتروني دائم للمستخلصات يسهل الرجوع إليه ومراجعته في أي وقت.
إلغاء الحاجة إلى التنقل بين المكاتب لتوقيع الأوراق، مما يسهل العمل ويوفر الوقت.
رفع مستوى الشفافية في التعامل بين الجهاز والمقاولين والمكاتب الاستشارية.
لا يقتصر تأثير البرنامج على جهاز الشيخ زايد فقط، بل يمتد تأثيره ليشمل عدة جهات ذات صلة:
المقاولون والشركات المنفذة للمشروعات، حيث يتمكنون من تتبع مستخلصاتهم بدقة وسرعة.
الاستشاريون الفنيون، الذين يحصلون على نظام مراجعة ومتابعة أكثر مرونة.
الجهات الرقابية، التي تتمكن من الاطلاع على كل العمليات من خلال تقارير موثقة زمنياً.
الموظفون داخل الجهاز، الذين يتخلصون من الأعباء الورقية المتكررة.
من المميزات البارزة في البرنامج أنه يعتمد على منظومة الأمن السيبراني المحدثة، مما يعني:
صعوبة التلاعب أو اختراق المستندات.
حماية بيانات العقود والمستخلصات.
ربط النظام بجهات التصديق الإلكتروني الحكومية لضمان مصداقية التوقيعات.
تشفير كل الملفات المستخدمة وتأمينها بكلمات مرور ومفاتيح إلكترونية.
يعتبر هذا النوع من الأنظمة أداة مباشرة لمحاربة أي مظاهر فساد إداري، نظرًا لأنه:
يُظهر كل خطوة وتوقيع داخل النظام بتوقيت زمني دقيق.
يمنع التعامل اليدوي أو تعديل الملفات بعد اعتمادها.
يتيح تقارير تفصيلية عن كل عملية يمكن للرقابة مراجعتها.
يُحمّل كل مسؤول توقيعه الرقمي على ما أقره، مما يعزز من المساءلة.
نجاح تشغيل النظام بنسبة 100% في جهاز الشيخ زايد قد يُمهد لتطبيقه في باقي أجهزة المدن الجديدة، وخاصة:
جهاز مدينة 6 أكتوبر
جهاز مدينة القاهرة الجديدة
جهاز مدينة العاصمة الإدارية
جهاز مدينة العلمين الجديدة
ويأتي ذلك ضمن خطة وزارة الإسكان لتعميم أنظمة التحول الرقمي داخل كل قطاعات هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة.
أكد عدد من المسؤولين داخل جهاز الشيخ زايد أن تطبيق هذا البرنامج يُعتبر "نقلة حضارية" في طريقة إدارة الجهاز، وأنه:
يعكس حرص الدولة على التوجه نحو المستقبل الإداري والرقمي.
يضع معيارًا جديدًا للحوكمة والمساءلة.
سيُشجع باقي الأجهزة على خوض التجربة نفسها.
كما أوضح أحد مسؤولي الشؤون المالية بالجهاز أن البرنامج وفّر أكثر من 50% من الوقت الذي كان يُهدر في مراجعة المستخلصات يدويًا، كما قلل من الأخطاء البشرية بنسبة كبيرة.
رغم الإيجابيات الكبيرة، إلا أن تشغيل هذا النظام لا يخلو من بعض التحديات التي قد تواجه التنفيذ، مثل:
تفاوت مهارات المستخدمين في التعامل مع الأنظمة الرقمية.
الاعتماد على الإنترنت بشكل كامل، مما يعني أن أي خلل تقني قد يوقف العمل.
مقاومة بعض الأطراف لفكرة الرقمنة، وخاصة من اعتادوا على الأنظمة الورقية التقليدية.
لكن هذه التحديات من المتوقع التغلب عليها تدريجيًا مع التدريب المستمر والدعم الفني المقدم من وزارة الإسكان.
بتشغيل برنامج المستخلصات المؤمن بنسبة 100%، يؤكد جهاز مدينة الشيخ زايد أنه لا يواكب العصر فقط، بل يسبق الكثير من الكيانات في اعتماد أحدث التقنيات في الإدارة المالية والمقاولات. ويُعد هذا البرنامج جزءًا من خطة أكبر لتطوير الأداء الحكومي وتعزيز الشفافية، مما يُسهم في تحسين بيئة العمل وجذب المزيد من الاستثمارات والمشروعات التنموية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt