غلق شوارع وسط البلد وتخصيص بعضها للمشاة.. ما القصة؟
في خطوة جديدة تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتخفيف الازدحام المروري في وسط القاهرة، أعلنت محافظة القاهرة عن إغلاق بعض الشوارع الرئيسية في منطقة وسط البلد،
مع تخصيص بعضها بالكامل للمشاة. تأتي هذه الخطوة ضمن مشروع تطوير شامل يهدف إلى تحويل وسط البلد إلى منطقة جذب سياحي وثقافي، مع الحفاظ على التراث المعماري الفريد للمنطقة.

تفاصيل قرار غلق الشوارع وتخصيصها للمشاة
أصدر محافظ القاهرة قرارًا رسميًا بغلق بعض الشوارع الحيوية في وسط البلد بشكل دائم أمام حركة السيارات، مع السماح فقط للمشاة بالتجول بحرية.
شمل القرار شوارع رئيسية وأخرى فرعية تمتاز بكثافة مرورية مرتفعة، مما يتسبب في ازدحام يومي يصعب السيطرة عليه.
تم إعداد مخطط مروري بديل يضمن تنظيم حركة السيارات في المناطق المحيطة دون التأثير على حركة المرور العامة.
الشوارع المغلقة بشكل كامل للمشاة
- شارع طلعت حرب
- شارع قصر النيل
- شارع عماد الدين
- شارع 26 يوليو
الشوارع ذات الحركة المحدودة
- شارع عبد الخالق ثروت (مسموح بسيارات الطوارئ فقط)
- شارع رمسيس (حركة مرورية جزئية في أوقات الذروة)
أهداف القرار
يهدف هذا القرار إلى:
- تخفيف الازدحام المروري في وسط البلد، حيث تعتبر المنطقة من أكثر المناطق ازدحامًا في القاهرة.
- تحويل وسط البلد إلى منطقة سياحية تلبي احتياجات الزوار المحليين والأجانب.
- حماية التراث العمراني من التلوث والانبعاثات الكربونية الناجمة عن السيارات.
- تشجيع المواطنين على استخدام وسائل النقل العام بدلًا من السيارات الخاصة.
- خلق مساحات ترفيهية ومتنزهات يمكن للعائلات الاستمتاع بها.
خطة تنفيذ المشروع
بدأت الجهات المعنية بتنفيذ المشروع على عدة مراحل:
المرحلة الأولى: التخطيط والتنسيق
- تم وضع مخطط مروري بديل بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور.
- توفير لوحات إرشادية لتوجيه السيارات إلى الطرق البديلة.
- تعزيز خدمات النقل العام في المنطقة لتسهيل حركة المواطنين.
المرحلة الثانية: الإغلاق التدريجي
- إغلاق الشوارع المستهدفة بشكل تدريجي لتقليل التأثير على حركة المرور.
- إنشاء ممرات مخصصة للمشاة وزيادة المساحات الخضراء على طول الشوارع المغلقة.
المرحلة الثالثة: التطوير الجمالي
- ترميم واجهات المباني التراثية وتجديد الأرصفة.
- تركيب إنارة ليلية حديثة تعكس الطابع التاريخي للمنطقة.
- تزيين الشوارع بالنباتات والأشجار لزيادة الجاذبية السياحية.
موقف المواطنين من القرار
تباينت ردود فعل المواطنين على القرار بين مؤيد ومعارض:
المؤيدون:
- يرون أن القرار سيساهم في تحسين البيئة وتقليل التلوث الهوائي والضوضائي.
- يعتقدون أن تخصيص شوارع للمشاة سيعزز من الجاذبية السياحية للمنطقة.
- يشيدون بإنشاء مناطق ترفيهية ومساحات خضراء.
المعارضون:
- يخشون من زيادة الضغط على الشوارع الجانبية، مما يؤدي إلى ازدحام مروري في مناطق أخرى.
- يرون أن القرار قد يؤثر سلبًا على أصحاب المحلات التجارية بسبب قلة حركة السيارات.
- يطالبون بإجراءات أكثر تنظيمًا لتخفيف الضغط على المواصلات العامة.
كيف ستؤثر هذه الخطوة على الحياة اليومية؟
من المتوقع أن تؤدي هذه الخطوة إلى عدة تأثيرات إيجابية وسلبية على الحياة اليومية في القاهرة:
الإيجابيات:
- زيادة النشاط السياحي في المنطقة بفضل البيئة الجذابة والمرافق المتطورة.
- تحسين جودة الهواء وتقليل التلوث الناتج عن انبعاثات السيارات.
- تنشيط الحركة التجارية في الأماكن المخصصة للمشاة، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالتسوق بحرية.
السلبيات:
- زيادة الضغط على المواصلات العامة بسبب منع السيارات من الدخول إلى بعض الشوارع.
- ازدحام في الشوارع البديلة نتيجة تغيير حركة المرور.
- التحديات التجارية لأصحاب المحلات الذين يعتمدون على حركة السيارات.
خطة الحكومة لتخفيف الأثر السلبي
أعلنت الحكومة عن عدة إجراءات لتقليل الأثر السلبي على المواطنين وأصحاب الأعمال، منها:
- زيادة عدد حافلات النقل العام لتغطية المنطقة المحيطة بوسط البلد.
- إنشاء مواقف سيارات متعددة الطوابق بالقرب من مداخل منطقة المشاة.
- إطلاق تطبيق إلكتروني يساعد المواطنين في تحديد أفضل الطرق البديلة.
- تعويض بعض المحلات التجارية المتضررة عبر تخفيضات في الرسوم البلدية.
الدروس المستفادة من تجارب عالمية مشابهة
قامت العديد من المدن الكبرى عالميًا بتطبيق مشاريع مشابهة، مثل:
- باريس، فرنسا: حيث تم تحويل بعض الشوارع المركزية إلى ممرات مشاة، مما زاد من الجاذبية السياحية.
- نيويورك، الولايات المتحدة: أغلقت بعض الشوارع الرئيسية أمام حركة السيارات لتعزيز الأنشطة الثقافية.
- أمستردام، هولندا: خصصت مسارات واسعة للمشاة والدراجات، مما خفف الضغط المروري.
تظهر هذه التجارب أن إعادة تصميم المدن بما يتناسب مع الاحتياجات العصرية يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على جودة الحياة، بشرط أن يتم التخطيط بعناية وتنفيذ الإجراءات البديلة بشكل فعال.
الخلاصة
يأتي قرار غلق بعض شوارع وسط البلد وتخصيصها للمشاة كخطوة جريئة تهدف إلى تحسين المشهد الحضري وتقليل الازدحام المروري. على الرغم من المخاوف التي أثيرت حول تأثير هذا القرار على حياة المواطنين وحركة المرور، إلا أن التطبيق الجيد والتنظيم الفعّال يمكن أن يسهم في إحداث نقلة نوعية في جودة الحياة في القاهرة.
تبقى التوعية المجتمعية والتعاون بين الجهات المعنية أساسية لضمان نجاح هذه الخطوة وجعلها نموذجًا يُحتذى به في باقي المحافظات المصرية.