أثار ملف تجديد عقد عبد الله السعيد مع نادي الزمالك اهتمامًا واسعًا في الوسط الرياضي خلال الأيام الماضية، خاصةً بعد ما تم تداوله عن مطالب مالية ضخمة وضعها اللاعب كشرط أساسي للاستمرار داخل صفوف القلعة البيضاء.
عبد الله السعيد، صاحب الـ38 عامًا، والذي انضم إلى الزمالك مطلع الموسم الجاري بعد نهاية مشواره مع بيراميدز، قدم مستويات فنية جيدة رغم تقدمه في السن، وأثبت حضوره في المباريات الكبرى، مما جعل الإدارة تفكر في تجديد عقده لموسم جديد على الأقل.
لكن الأمور لم تكن بالبساطة التي توقعتها الجماهير، فالسعيد وضع قائمة من المطالب المالية والفنية للتجديد، وسط تباين داخل الإدارة بشأن إمكانية تلبيتها.
في هذا التقرير نرصد تفاصيل تلك المطالب، موقف إدارة الزمالك، ملامح المفاوضات، وتحليل لمستقبل اللاعب مع الفريق.
وفقًا لتقارير قريبة من إدارة الزمالك، فإن عبد الله السعيد طلب الحصول على راتب سنوي يُقدر بـ35 مليون جنيه، بالإضافة إلى 10 ملايين جنيه كمنحة توقيع، وذلك عن كل موسم حال توقيع عقد جديد لمدة عامين.
اللاعب يرى أن خبرته الكبيرة، إلى جانب أدواره القيادية داخل غرفة الملابس، تجعله مؤهلًا للحصول على مقابل مالي مميز، خاصةً وأنه تلقى عروضًا من أندية محلية وخارجية بنفس القيمة تقريبًا.
وما زاد من تمسك السعيد برأيه هو مقارنته برواتب بعض اللاعبين الأجانب في الفريق الذين لم يقدموا نفس الإضافة، بحسب وجهة نظره.
لم يقتصر الأمر على الجانب المالي، بل شملت قائمة مطالب عبد الله السعيد شروطًا فنية وإدارية أبرزها:
وعد رسمي من الإدارة بدعم الفريق بصفقات قوية في الميركاتو الصيفي.
ضمان المشاركة أساسيًا في المباريات الكبرى إذا كان لائقًا بدنيًا.
وجود بند يتيح له الاعتزال داخل الزمالك وتعيينه في منصب إداري أو فني بعد الاعتزال.
استثناء من بعض اللوائح الداخلية الخاصة بالمعسكرات والإجازات بناءً على حالته البدنية.
ويرى اللاعب أن وجوده في الفريق لا يجب أن يكون مجرد اسم، بل لاعب له تأثير على مستوى القيادة والمشاركة الفعلية، سواء داخل الملعب أو في الكواليس.
إدارة الزمالك تعاملت مع طلبات السعيد بنوع من الهدوء، لكنها في الوقت نفسه تتحفظ على بعض البنود، خصوصًا المرتب المالي الذي يفوق سقف رواتب أغلب اللاعبين المحليين في الفريق.
وأكد مصدر داخل المجلس أن الإدارة تُقدّر السعيد وتفكر في التجديد له، لكن بشروط تتماشى مع الحالة الاقتصادية للنادي، والتي تعاني من ضغوط شديدة في الفترة الحالية.
وتفكر اللجنة الفنية في تقديم عرض بديل يتضمن:
موسم واحد فقط قابل للتجديد.
راتب سنوي 20 مليون جنيه.
مكافآت أداء ترتبط بعدد المشاركات وعدد الأهداف وصناعة الفرص.
عبد الله السعيد يمتلك عروضًا فعلية من أندية داخل وخارج مصر، أبرزها:
نادي سعودي في دوري الدرجة الأولى، عرض عليه عقدًا لموسم واحد بقيمة 1.5 مليون دولار.
نادي إماراتي في دوري الدرجة الثانية، مع ضمان دور فني بعد الاعتزال.
نادي مصري من أندية الوسط عرض عليه دور مزدوج كلاعب ومدرب مساعد.
لكن اللاعب لم يحسم موقفه، ويرى أن البقاء في الزمالك هو خياره الأول حال الوصول لصيغة ترضي الطرفين.
عبد الله السعيد شارك في 23 مباراة مع الزمالك هذا الموسم، أحرز خلالها 5 أهداف، وصنع 7 أهداف، وكان له تأثير فني واضح في تنظيم وسط الملعب، خاصة في غياب عدد من اللاعبين الأساسيين.
كما لعب دورًا كبيرًا في استقرار غرفة الملابس، ونجح في احتواء بعض الأزمات، وهو ما دفع عدد من اللاعبين الشباب لمطالبة الإدارة ببقائه داخل الفريق.
المدير الفني للزمالك عبّر في أكثر من مناسبة عن تقديره الكامل لعبد الله السعيد، وطلب من الإدارة الإبقاء عليه، خاصةً في ظل غياب اللاعبين القادرين على التحكم في رتم المباراة من العمق.
أما على مستوى الجماهير، فانقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض:
مؤيدون يرون أن السعيد من اللاعبين الذين يصنعون الفارق، حتى في سن متقدمة، ويستحق التجديد.
معارضون يعتبرون أن طلباته مبالغ فيها، وأن التوجه يجب أن يكون للشباب.
إدارة الزمالك أكدت أن المفاوضات مستمرة، لكن لا يوجد قرار نهائي حتى الآن، والملف قد يُحسم بعد نهاية الموسم مباشرة، وتحديدًا قبل انطلاق المعسكر التحضيري للموسم الجديد.
ورغم البطء في التفاوض، إلا أن الاتجاه السائد داخل النادي هو عدم التفريط في السعيد إلا إذا أصر على مطالبه كاملة دون تنازل.
ملف تجديد عقد عبد الله السعيد مع الزمالك ما زال مفتوحًا، وسط تباين في وجهات النظر بين اللاعب والإدارة. وبين مطالب مالية وفنية واضحة، وتخوفات من زيادة الضغوط على ميزانية النادي، يبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة.
السعيد من جانبه لا يُمانع البقاء، لكنه ينتظر تقديرًا يليق بتاريخه ودوره، والإدارة تسعى للحفاظ عليه دون الإخلال بالتوازن المالي.
ويبقى السؤال: هل تنجح الإدارة في الوصول إلى نقطة وسط تُرضي الطرفين؟ أم أن الزمالك سيضطر لوداع أحد أبرز لاعبيه في نهاية الموسم؟
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt