شهد العالم الطبي طفرة جديدة في مجال الجراحات الموجهة، بعدما نجح فريق من العلماء في ابتكار أداة طبية ثورية تكشف الخلايا السرطانية بالضوء، ما يمثل نقلة نوعية في طرق التشخيص والعلاج، ويعد إنجازًا علميًا سيغير مسار العمليات الجراحية لعلاج الأورام الخبيثة.
ويعتمد الابتكار الجديد على تقنيات متقدمة لتحديد أماكن الخلايا السرطانية بدقة متناهية أثناء العمليات الجراحية، مما يساعد الأطباء على استئصال الأورام بشكل كامل وتقليل فرص عودتها مرة أخرى، وهو ما كان يمثل تحديًا كبيرًا في الجراحات التقليدية.
الأداة الجديدة هي عبارة عن مجس ضوئي متطور مزود بتقنية تصوير تعتمد على تفاعل خاص بين جزيئات معينة والضوء، بحيث تقوم تلك الجزيئات بالالتصاق بالخلايا السرطانية وتصدر ضوءًا عند تعرضها لموجات معينة من الأشعة تحت الحمراء.
حقن المريض بمحلول يحتوي على جزيئات حساسة للسرطان قبل الجراحة بساعات قليلة.
خلال العملية، يوجه الجراح الضوء عبر الأداة إلى مكان الورم.
الخلايا السرطانية الملتصقة بالجزيئات تضيء بلون مختلف عن الأنسجة السليمة، ما يسهل تمييزها.
✅ زيادة دقة الجراحات: تمكن الأطباء من رؤية حدود الورم بوضوح واستئصاله بالكامل.
✅ تقليل مضاعفات الجراحة: الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة المحيطة بالورم.
✅ خفض معدلات عودة الورم: بفضل قدرة الأداة على كشف الخلايا السرطانية الميكروسكوبية التي لا ترى بالعين المجردة.
أوضح الفريق البحثي أن الأداة أثبتت فعاليتها بشكل مبدئي مع عدة أنواع من السرطان، أبرزها:
سرطان الثدي
سرطان الدماغ (الأورام الدبقية).
سرطان القولون والمستقيم
سرطان الرئة
ومن المقرر أن يتم التوسع في استخدامها لتشمل أنواعًا أخرى من الأورام بعد اكتمال التجارب السريرية.
عمل الفريق البحثي لأكثر من 6 سنوات متتالية على تطوير تقنية تمزج بين البيولوجيا الجزيئية وتقنيات التصوير الضوئي.
أجريت اختبارات على نماذج حيوانية وأظهرت الأداة دقة تجاوزت 95% في تحديد الخلايا السرطانية.
في المرحلة الحالية، يجري اختبار الأداة على مرضى في كبرى المستشفيات الأوروبية والأمريكية، مع نتائج مشجعة للغاية حتى الآن.
اعتبر العديد من الجراحين المتخصصين أن الأداة الجديدة قد تُحدث ثورة في علاج الأورام، لأنها تعالج واحدة من أهم التحديات في الجراحة وهي: التأكد من استئصال الورم كاملًا دون ترك أي بقايا قد تتسبب في عودة المرض.
ارتفاع تكلفة التقنية في بدايتها قد يحد من انتشارها في الدول النامية.
الحاجة إلى تدريب الجراحين على استخدامها بكفاءة.
التأكد من أمان الجزيئات المستخدمة وعدم وجود آثار جانبية طويلة الأمد.
أبدت جهات طبية في مصر اهتمامًا مبدئيًا بالتقنية الجديدة، خاصة مع ارتفاع نسب الإصابة بالسرطان في المنطقة. ومن المتوقع أن يتم التنسيق مع الشركات المصنعة لإدخال الأداة في التجارب السريرية بالمستشفيات الجامعية خلال الأعوام القادمة.
أعلن الفريق البحثي أن الأداة ستكون متاحة بشكل تجاري للأطباء بحلول نهاية عام 2027 إذا استمرت النتائج الإيجابية للتجارب الجارية، مع توقعات بأن تصبح جزءًا أساسيًا من غرف العمليات المتقدمة حول العالم.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt