ميكسات فور يو
بعد غلق عيادة ابنة أصالة.. ضبط مركز تجميل لطبيبة مزيفة
الكاتب : Mohamed Abo Lila

بعد غلق عيادة ابنة أصالة.. ضبط مركز تجميل لطبيبة مزيفة

بعد غلق عيادة ابنة أصالة.. ضبط مركز تجميل لطبيبة مزيفة


شهد الشارع المصري خلال الأيام الأخيرة حالة من الجدل المتصاعد، بعد الكشف عن سلسلة مخالفات متعلقة بمراكز التجميل غير المرخصة التي تمارس نشاطها بشكل غير قانوني، مما يُعرض حياة المواطنين للخطر. وفي تطور جديد يعكس حجم الأزمة، تم ضبط مركز تجميل تديره سيدة تنتحل صفة طبيبة، وتُجري عمليات تجميلية للمرضى دون أي ترخيص طبي أو مؤهل علمي معتمد. هذا الحدث جاء بعد أيام قليلة فقط من غلق عيادة تجميل شهيرة، مما جعل هذه القضايا محورًا واسعًا للنقاش داخل المجتمع.


مراكز تجميل في مهب الرقابة

الموضوع لم يعد مجرد مخالفات بسيطة أو إجراءات شكلية، بل تطور الأمر ليصبح قضية رأي عام تمس صحة المواطنين وسلامتهم الجسدية والنفسية.
الجهات الرقابية بدأت في اتخاذ خطوات حاسمة، شملت مداهمات مفاجئة، وغلق للمنشآت المخالفة، وتحويل المتهمين للنيابة.

ما يثير القلق هو تزايد عدد هذه المراكز التي تعمل بدون ترخيص، وتستخدم أجهزة طبية متقدمة دون إشراف متخصصين، بالإضافة إلى قيام بعض العاملين فيها بإجراء تدخلات طبية غير مسموح بها قانونًا إلا للأطباء الحاصلين على ترخيص مزاولة المهنة.


تفاصيل ضبط "طبيبة مزيفة"

في إحدى محافظات القاهرة الكبرى، نجحت فرق التفتيش بالتنسيق مع الجهات الأمنية في مداهمة مركز تجميل شهير، تديره سيدة تعمل بدون ترخيص طبي، وتزعم قدرتها على إجراء جلسات ليزر، حقن فيلر وبوتوكس، وتقشير كيميائي، وغيرها من الإجراءات التجميلية المعقدة.

بمراجعة أوراق المركز، تبيّن أنه غير حاصل على ترخيص مزاولة نشاط طبي، كما أن السيدة التي تديره ليست طبيبة من الأساس، بل تحمل مؤهلًا جامعيًا في مجال آخر تمامًا.

الغريب أن هذه السيدة كانت تروج لنفسها عبر وسائل التواصل الاجتماعي على أنها "خبيرة تجميل"، وتستعرض الحالات التي قامت بعلاجها من خلال صور وفيديوهات، مما جذب العديد من الفتيات والنساء الباحثات عن تحسين مظهرهن الخارجي دون التأكد من خلفيتها الطبية.


صدمة أثناء المداهمة

أثناء تفتيش المركز، تم العثور على أجهزة ليزر حديثة، محاقن، مستحضرات طبية منتهية الصلاحية، أدوات تعقيم غير مطابقة للمواصفات، وسجلات تحتوي على بيانات عشرات الحالات التي خضعت لعلاج داخل المركز.
وتبين أن بعض هذه السيدات كن قد اشتكين من مشكلات صحية بعد جلسات التجميل، لكن لم يتمكنّ من إثبات تعرضهن لمضاعفات بسبب عدم وجود بيانات موثقة أو إشراف طبي رسمي.

كما تم العثور على أوراق ومستندات تحمل أختامًا وشهادات مزورة تُثبت أن المديرة حاصلة على دورات طبية وعلمية، وهي شهادات لا أصل لها، وتم استخدامها فقط لتضليل الزبائن.


تحقيقات مكثفة ومفاجآت جديدة

بعد إحالة المتهمة إلى النيابة العامة، بدأت التحقيقات تكشف عن معلومات جديدة ومقلقة، من بينها أن المركز كان يعمل منذ أكثر من عام ونصف، واستقبل خلال هذه الفترة مئات الحالات، بعضهم خضع لحقن تجميلي، وآخرون تلقوا علاجات ليزر دون إشراف طبيب متخصص.

كما تبين أن هذه الطبيبة المزيفة كانت تستعين بمساعدات غير مؤهلات، يقمن بمساعدة الزبائن في الجلسات، ويقمن بإجراء بعض العمليات دون أدنى دراية طبية.
واعترفت المتهمة بأنها لم تتوقع أن تصل حملات التفتيش إلى مركزها، خاصة أنها كانت تعتمد على الترويج القوي عبر الإنترنت لجذب عملاء جدد.


من المسؤول عن الفوضى؟

في ضوء هذه الواقعة، يطرح كثير من المواطنين سؤالًا منطقيًا: من المسؤول عن انتشار هذه الظاهرة؟
هل هي مسؤولية المواطن الذي لا يتحقق من تراخيص المركز؟ أم الجهات الرقابية التي لم تتحرك إلا بعد وقوع ضرر؟ أم وسائل التواصل التي سمحت بالترويج دون تحقق؟

المشكلة معقدة وتشمل عدة أطراف، فهناك ضعف في الوعي المجتمعي بخصوص أهمية الترخيص الطبي، في الوقت الذي أصبحت فيه مراكز التجميل في متناول الجميع، وتقدم خدماتها بأسعار أقل من العيادات المتخصصة.


مقارنة بين المراكز المرخصة وغير المرخصة

لفهم حجم الفارق بين المركز الطبي المرخص والمراكز العشوائية، يمكن المقارنة على عدة مستويات:

المعيارمركز مرخصمركز غير مرخص
إشراف طبيطبيب حاصل على ترخيصلا يوجد إشراف مؤهل
الأجهزة والمعداتمعتمدة ومفحوصة دوريًامستوردة أو منتهية الصلاحية
تعقيم ونظافةمطابق لشروط مكافحة العدوىأدوات مكررة أو ملوثة
السعرأعلى قليلًا لكن مضمونأرخص مع مخاطر أكبر
المسؤولية القانونيةيمكن محاسبة الطبيب رسميًالا حماية قانونية للزبون

عواقب التجميل غير الآمن

نتائج التعامل مع مراكز التجميل المزيفة لا تتوقف على فشل التجميل فقط، بل قد تصل إلى:

  • التهابات جلدية وتشوهات دائمة

  • تفاعلات تحسسية خطيرة

  • التهابات العين أو تسرب المواد المحقونة إلى أماكن غير مقصودة

  • حالات تسمم من مستحضرات مجهولة المصدر

  • فقدان الثقة بالنفس بسبب آثار جانبية غير قابلة للعلاج


تحذيرات رسمية

أصدرت الجهات المعنية تحذيرات متكررة للمواطنين بعدم التعامل مع مراكز تجميل غير معتمدة، والتأكد من:

  • اسم الطبيب وتخصصه

  • رقم الترخيص الموجود داخل العيادة

  • وجود سجل ضريبي وطبي

  • استلام فاتورة بالخدمة المقدمة

كما يتم العمل حاليًا على إطلاق تطبيق إلكتروني يتيح للمواطن البحث عن الأطباء والمراكز المعتمدة ومقارنة أسعار الخدمات والاطلاع على تقييمات العملاء السابقين.


وقائع مشابهة ومخاوف عامة

ليست هذه الواقعة الأولى من نوعها، فقد تم ضبط العديد من مراكز التجميل غير المرخصة خلال الأشهر الماضية، بعضها كان يستخدم أجهزة طبية محظور استخدامها خارج المستشفيات، وبعضها كان يُجري عمليات تجميل في المنازل.

هذا الأمر يثير مخاوف كبيرة، خاصة مع زيادة الإقبال على الإجراءات التجميلية، سواء من النساء أو الرجال، ومع اتساع ثقافة "التجميل السريع" دون وعي كافٍ بالمخاطر.


دور المواطن في الحماية

رغم أهمية الرقابة الرسمية، إلا أن للمواطن دورًا أساسيًا في مواجهة هذه الظاهرة، ويتمثل في:

  • التوقف عن التعامل مع غير المتخصصين

  • الإبلاغ عن أي منشأة مشبوهة

  • عدم الانسياق خلف العروض الترويجية الوهمية

  • التحقق من الخلفية العلمية للطبيب أو المركز قبل الحجز


الخلاصة

واقعة ضبط مركز تجميل تديره سيدة منتحلة لصفة طبيبة تؤكد أن التجميل بدون علم مسؤولية قانونية وأخلاقية لا يجب التهاون فيها.
المواطن هو الحلقة الأضعف إذا لم يتأكد من كل تفصيلة قبل اتخاذ القرار، و"رخص السعر" لا يجب أن يكون مبررًا للمخاطرة بالصحة أو المظهر أو الحياة.

مطلوب تعاون حقيقي بين المواطن، والجهات الرقابية، والمجتمع الطبي، حتى يتم تنظيف السوق من الدخلاء، وضمان أن كل إجراء تجميلي يتم داخل بيئة آمنة، قانونية، ومطابقة للمواصفات.

هل ترغبين في مقالة جديدة الآن؟ فقط أرسلي العنوان وسأبدأ على الفور.

التعليقات

لا يوجد تعليقات

اترك تعليق

يجب تسجيل الدخول أولا. تسجيل الدخول

قد يهمك أيضا

تعــرف على ميكسات فور يو
اتصل بنا
سياسة الخصوصية
من نحن
خريطة الموقع
تابعنا علي منصات السوشيال ميديا

جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt

Loading...