صحة المصريين خط أحمر.. عمرو أديب: الرئيس السيسي استجاب بحكمة في أزمة "بلبن"
في ظل حالة الجدل الواسعة التي أثارتها أزمة سلسلة محلات "بلبن"، خرج الإعلامي عمرو أديب بتعليق حمل كثيرًا من الرسائل الواضحة، مؤكدًا أن صحة المصريين تظل "خطًا أحمر"، وأن الرئيس عبد الفتاح السيسي استجاب للأزمة بحكمة بالغة وحرص واضح على مصلحة المواطن. وفي حلقة ساخنة من برنامجه "الحكاية"، وضع أديب النقاط فوق الحروف، مستعرضًا أبعاد الأزمة، وكيف تعاملت الدولة معها، وداعيًا إلى إعادة النظر في مفاهيم التوسع التجاري على حساب المعايير الصحية.
تفاصيل أزمة "بلبن"
بدأت الأزمة حينما أعلنت محافظة الجيزة قرارًا مفاجئًا بإغلاق عدد كبير من فروع سلسلة "بلبن" المتخصصة في بيع منتجات الألبان والحلويات، بحجة وجود مخالفات صحية تتعلق بطرق التحضير والتخزين.
القرار جاء صادمًا للشارع المصري، خاصة أن السلسلة تحظى بشعبية واسعة، ولها أكثر من 170 فرعًا تنتشر في القاهرة الكبرى ومحافظات أخرى.
أثارت الحملة جدلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بين مؤيد يرى أن سلامة الغذاء لا يجب التهاون فيها، وبين معارض يرى أن الإغلاق كان مبالغًا فيه، ويؤثر على استثمارات قائمة ويوفر آلاف فرص العمل.
عمرو أديب يعلق: الرئيس تدخل بحكمة
في ظهوره الإعلامي، أكد عمرو أديب أن "الملف لم يُترك للصدفة"، وأن الرئيس السيسي تابع بنفسه تفاصيل الأزمة، واستجاب لها بتوازن شديد، موضحًا أن ما حدث ليس موجهًا ضد مستثمر بعينه، وإنما هدفه ضبط المنظومة ككل.
وقال أديب بالحرف:
"الرئيس وجّه بعقد اجتماع فوري بين وزارة الصحة، ومحافظة الجيزة، وإدارة بلبن، لمراجعة الوضع، واتخاذ قرار عادل يحمي صحة الناس ويحترم الاستثمار".
وأشار إلى أن مثل هذه الاستجابات لا تصدر إلا من قيادة تدرك خطورة ملف الغذاء، ولا تقبل التهاون مع أي إهمال يمس صحة المواطن.
ماذا قال أديب عن استثمارات الأغذية؟
سلّط أديب الضوء على حجم قطاع الأغذية في مصر، مؤكدًا أنه يضم استثمارات بمليارات الجنيهات، ويوفر مئات الآلاف من فرص العمل، ولا يمكن التعامل معه بعشوائية أو رد فعل انفعالي.
وقال: "نحن لا نهاجم مشروعًا ناجحًا، نحن نطالب فقط بالالتزام، لأن صحة المصريين لا يمكن النقاش حولها".
وأكد أن الأزمة كشفت عن وجود فجوة حقيقية في تطبيق معايير السلامة الغذائية، وطالب بأن تكون هناك رقابة حقيقية دائمة، لا ترتبط فقط بوسائل التواصل أو حملات موسمية.
اقتراح تقليص الفروع
من النقاط المثيرة التي طرحها عمرو أديب، اقتراحه بأن تعيد إدارة "بلبن" النظر في عدد فروعها، والتركيز على الجودة بدلاً من الانتشار الكبير.
وأوضح أن التوسع السريع في أي نشاط تجاري قد يأتي على حساب الرقابة والكوادر المدربة، وهو ما قد يؤدي إلى أخطاء تهدد سمعة المكان.
وقال: "مش لازم يبقى عندك 170 فرع.. خليك في 100 وركز فيهم كويس، عشان تحافظ على اسمك وسمعة البلد".
رسالة واضحة لكل أصحاب المطاعم
لم يقتصر حديث عمرو أديب على "بلبن"، بل وجه رسائل صريحة لكل أصحاب المطاعم ومحلات الأغذية في مصر، من أصغر عربة فول إلى أكبر سلسلة مطاعم.
قال أديب: "لو كنت فاكر إن الرقابة مش هتوصلك، أو إن السوشيال ميديا هتعديها، إنت غلطان.. الكاميرا وصلت للجميع، والناس بقت عارفة تأكل منين، وتشتكي فين".
وطالب بإطلاق حملة توعية لأصحاب المنشآت الغذائية حول معايير الأمن الغذائي، وضرورة استخراج التراخيص بشكل سليم، وتدريب العاملين على النظافة العامة.
إشادة بتدخل الدولة
أشاد أديب بتعامل الدولة مع الأزمة، واعتبرها "فرصة لإصلاح ما هو أكبر"، مشيرًا إلى أن ما حدث يمكن أن يكون بداية لنقلة نوعية في قطاع الأغذية بمصر.
وأضاف أن الرئيس لم يتعامل مع الأمر كرد فعل، وإنما أعاد توجيه الأزمة لتكون درسًا للقطاع بأكمله، مطالبًا بإنشاء هيئة رقابة متخصصة لقطاع الغذاء، تكون مستقلة وتعمل على مدار الساعة.
أزمة "بلبن" تفتح ملف "سلامة الغذاء"
أكد أديب أن أزمة "بلبن" ليست إلا جزءًا صغيرًا من أزمة أكبر، وهي ملف سلامة الغذاء في مصر.
وأوضح أن المواطن المصري يستهلك يوميًا أطعمة من آلاف المنافذ، بعضها يعمل بدون تراخيص، أو في بيئة غير مطابقة للمواصفات الصحية.
وطالب بربط تراخيص المحلات بجهة صحية مركزية، وإجراء فحص دوري للعاملين، فضلًا عن تشديد العقوبات على المخالفين.
التفاعل الشعبي مع تصريحات أديب
تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع تصريحات عمرو أديب، وانقسمت الآراء ما بين من يرى أنه يدافع عن الحكومة ويحاول تبرير قراراتها، وبين من أشاد بطرحه الموضوعي، واعتبر حديثه دعوة للحفاظ على صحة المواطن، دون المساس بالاقتصاد أو المشروعات الوطنية.
البعض قال إن ما حدث كان يجب أن يحدث من زمان، والبعض الآخر رأى أن القرار كان سريعًا دون إنذار، لكن الأغلبية اتفقت على أن الأزمة كشفت حجم الخلل، وضرورة إصلاحه.
ختام الموقف.. ماذا بعد؟
أنهى أديب حديثه برسالة واضحة:
"عاوزين نأكل من غير خوف، نشتري من محل عارفين إنه نضيف، والمفروض الدولة تساعدنا في ده، بس كمان إحنا كمستهلكين لازم نعرف حقوقنا ونتكلم وقت الغلط".
وأكد أن "بلبن" يمكن أن تعود بقوة، لكن فقط إذا صححت أوضاعها، واحترمت صحة الناس قبل المبيعات، مشيرًا إلى أن الأزمة أعادت ترتيب أولويات السوق، وأرسلت رسالة لا تُنسى لكل من يعمل في قطاع الأغذية بمصر.
