يلجأ عدد كبير من المواطنين إلى شهادات الادخار كوسيلة آمنة لتوظيف الأموال، خاصة في ظل التغيرات المستمرة في أسعار الفائدة وقرارات البنك المركزي المتعلقة بالسياسة النقدية. وفي الفترة الأخيرة، خفضت بعض البنوك المصرية أسعار العائد على الشهادات الثابتة مرتين خلال شهرين فقط، ما أثار تساؤلات بين العملاء حول الجدوى الحالية من تلك الأوعية الادخارية.
شهدت الشهادات الادخارية ذات العائد الثابت تخفيضًا تدريجيًا في عدد من البنوك، مع تفاوت في نسب الخفض من بنك لآخر. وفيما يلي أبرز التعديلات في 11 بنكًا:
تعكس حركة خفض العائد على الشهادات الادخارية تغيرًا في توجهات البنوك نتيجة عدة عوامل، أبرزها:
انخفاض معدلات التضخم تدريجيًا خلال الأشهر الماضية، مما يقلل الحاجة إلى عوائد مرتفعة.
تراجع توقعات رفع أسعار الفائدة عالميًا، خاصة من قبل الفيدرالي الأمريكي.
استهداف السياسة النقدية لزيادة السيولة في السوق المحلي، وتشجيع الاستثمارات بدلًا من الادخار المرتفع.
مع انخفاض العائد على الشهادات، بدأ بعض العملاء يفكرون في بدائل أخرى مثل:
الودائع قصيرة الأجل: بفترات مرنة وعائد قريب من الشهادات.
الصناديق الاستثمارية: التي قد تحقق عوائد أعلى ولكن مع درجة مخاطرة.
شراء الذهب أو العقار: كتحوط طويل الأجل.
شهادات بعائد متغير: التي ترتبط بأسعار الفائدة المعلنة من البنك المركزي.
لكن تظل الشهادات ثابتة العائد ملائمة للباحثين عن دخل مستقر وآمن، خاصة من فئة كبار السن أو محدودي الدخل.
قبل اتخاذ قرار الشراء أو الإلغاء، ينبغي على العميل التفكير في:
فترة ربط الشهادة وهل تتناسب مع احتياجاته.
طريقة صرف العائد (شهري - ربع سنوي - سنوي).
إمكانية كسر الشهادة قبل موعدها.
المقارنة بين عوائد الشهادات في أكثر من بنك.
وينصح خبراء الاقتصاد بعدم اتخاذ قرارات متسرعة، بل مراجعة ظروف السوق وتقديرات التضخم والفائدة.
بحسب مؤشرات السوق، من المتوقع استمرار الاتجاه التنازلي للفائدة على شهادات الادخار، خاصة إذا حافظ التضخم على مساره الهابط، ومع استقرار سعر الصرف نسبيًا. وقد تعود البنوك إلى طرح منتجات بعوائد مرنة أو ربط العائد بمؤشرات اقتصادية.
في المقابل، قد يظهر نوع جديد من الشهادات لجذب فئة معينة من العملاء، مثل شهادات الدولارات أو شهادات مرتبطة بالمؤشرات العالمية، وهو ما سيكون محل دراسة لدى البنوك خلال النصف الثاني من العام.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt