أطلقت وزارة الصحة تحذيرًا جديدًا بشأن الاستخدام المتزايد للسجائر الإلكترونية، مؤكدة أن هذه المنتجات، التي يروج لها البعض على أنها بديل "أكثر أمانًا" من السجائر التقليدية.
تشكل خطرًا جسيمًا على صحة المواطنين، وخاصة فئة الشباب والمراهقين، لما تسببه من أضرار مباشرة على الجهازين التنفسي والهضمي.
وأكدت الوزارة، في بيان رسمي، أن الأبحاث التي أجريت في الآونة الأخيرة أظهرت وجود صلة واضحة بين استخدام السجائر الإلكترونية وحدوث التهابات ومشكلات مزمنة في الرئتين والمعدة.
مما يدحض الادعاءات التي تشير إلى أنها أكثر أمانًا من نظيرتها التقليدية.
أشارت وزارة الصحة إلى أن المواد الكيميائية الموجودة في عبوات السوائل الإلكترونية تحتوي على مركبات سامة ومهيجة للرئتين، أبرزها الفورمالدهيد والأكرولين، وهي مواد يمكن أن تسبب التهابات حادة في الشعب الهوائية وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل:
ضيق التنفس المستمر.
التهاب الشعب الهوائية المزمن.
تلف الحويصلات الهوائية.
زيادة فرص الإصابة بالربو الشعبي.
احتمالية حدوث ارتشاح رئوي في بعض الحالات.
وأكدت الوزارة أن بعض المرضى الذين استخدموا السجائر الإلكترونية لفترات طويلة تطلبت حالاتهم التدخل الطبي العاجل، نتيجة ظهور أعراض تنفسية شديدة غير مبررة في البداية، إلا أن الفحوصات أثبتت ارتباطها المباشر بتلك المنتجات.
ولم تقتصر الأضرار على الرئتين فحسب، بل امتدت إلى الجهاز الهضمي، حيث أوضحت وزارة الصحة أن بعض الدراسات الطبية المصرية أثبتت وجود ارتباط بين استنشاق البخار المحمل بالنيكوتين والنكهات الصناعية وظهور اضطرابات في المعدة، مثل:
الحموضة المزمنة.
التهابات جدار المعدة.
تقلصات القولون العصبي.
ضعف امتصاص العناصر الغذائية.
ويُعزى ذلك إلى تأثير البخار على إفرازات المعدة وسرعة التمثيل الغذائي، إضافة إلى أن بعض المواد الداخلة في تصنيع السوائل الإلكترونية يمكن أن تتفاعل مع إنزيمات الجهاز الهضمي مسببة خللًا وظيفيًا لدى بعض المستخدمين.
رفضت وزارة الصحة الترويج لفكرة أن السجائر الإلكترونية هي وسيلة "أكثر أمانًا" للإقلاع عن التدخين، موضحة أن ذلك المفهوم خاطئ تمامًا، ولا يستند إلى أدلة علمية موثوقة.
وأكدت أن:
النيكوتين الموجود في السجائر الإلكترونية لا يقل ضررًا عن نظيره في السجائر التقليدية.
الاعتماد النفسي والجسدي على النيكوتين يظل قائمًا.
غالبية مستخدمي السجائر الإلكترونية يستمرون في التدخين التقليدي بجانبها.
بعض الدراسات أظهرت أن السجائر الإلكترونية قد تكون بوابة للبدء بالتدخين وليس الإقلاع عنه.
ودعت الوزارة الراغبين في التوقف عن التدخين إلى اللجوء للبرامج الصحية الرسمية ومراكز علاج الإدمان، التي تقدم طرقًا معتمدة وآمنة للإقلاع، سواء من خلال الدعم النفسي أو العلاجات البديلة تحت إشراف طبي.
عبّرت وزارة الصحة عن قلقها الشديد إزاء زيادة معدلات استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين وطلبة المدارس والجامعات، خاصة في ظل انتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وظهورها بشكل متكرر في محتوى بعض المؤثرين.
وقالت الوزارة إن بعض شركات التبغ تستخدم نكهات جذابة وتصميمات لافتة للأنظار لاستهداف هذه الفئة، مشيرة إلى أن النكهات مثل الفراولة، والعلكة، والفانيليا، ليست بريئة، بل تُخفي خلفها جرعات من النيكوتين والمواد السامة التي تُدمر الصحة تدريجيًا.
وشددت على أن:
الفئة العمرية من 13 إلى 21 سنة هي الأكثر عرضة للوقوع في فخ الإدمان.
الأضرار التي تصيب أجسامهم قد تكون دائمة أو مزمنة.
استنشاق المواد الكيميائية في سن مبكرة يُضعف المناعة ويؤثر على نمو الرئة.
كشفت الإحصاءات الأولية التي رصدتها الجهات الصحية أن نسبة استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين في مصر ارتفعت بنسبة 27% خلال العامين الأخيرين، وهي نسبة خطيرة تستدعي تدخلًا عاجلًا من الأسرة والمدرسة والمجتمع.
وتشير البيانات إلى أن:
أكثر من 60% من المستخدمين يعتقدون أن السجائر الإلكترونية غير مضرة.
أكثر من نصف العينة التي تم فحصها يستخدمونها بشكل يومي.
أغلب المستخدمين حصلوا على أول جهاز لهم من الإنترنت أو من أصدقاء.
في ضوء هذه المعلومات، أطلقت وزارة الصحة حملة توعية موسعة تستهدف توضيح الأضرار الكاملة لاستخدام السجائر الإلكترونية، داعية أولياء الأمور إلى مراقبة سلوك أبنائهم وملاحظة أي تغيرات تشير إلى استخدام هذه المنتجات.
ونصحت الوزارة بما يلي:
الحديث مع الأبناء حول مخاطر التدخين الإلكتروني.
توجيه الأطفال إلى النشاطات البديلة مثل الرياضة.
زيارة مراكز الإقلاع عن التدخين التابعة للوزارة في جميع المحافظات.
الإبلاغ عن المحلات أو الأفراد الذين يروجون لها في المدارس أو الجامعات.
دعت وزارة الصحة أيضًا إلى تكثيف دور الإعلام في التوعية بخطورة التدخين الإلكتروني، وطالبت القنوات الفضائية بتجنب الترويج غير المباشر من خلال الأعمال الفنية أو البرامج الشبابية.
كما تم التوصية بضرورة:
تخصيص جزء من المناهج المدرسية لتثقيف الطلاب صحيًا.
إعداد ندوات دورية في المدارس بالتعاون مع مديريات الصحة.
تدريب المدرسين على ملاحظة العلامات المبكرة لاستخدام الطلاب لهذه المنتجات.
أشارت الوزارة إلى أنها تنسق حاليًا مع الجهات الرقابية المختلفة لتشديد الرقابة على محلات بيع السجائر الإلكترونية، خاصة تلك التي تعمل بدون ترخيص، أو تبيع منتجات مغشوشة أو غير مطابقة للمواصفات.
وتم بالفعل ضبط كميات كبيرة من الأجهزة والسوائل مجهولة المصدر في بعض المناطق، وجاري اتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين، مع التأكيد على استمرار الحملات بشكل مكثف خلال الأشهر المقبلة.
حذرت وزارة الصحة من أن مواقع التواصل أصبحت وسيلة رئيسية لنشر معلومات مضللة حول السجائر الإلكترونية، وأشارت إلى ضرورة أن يتحقق المواطن من مصدر المعلومة، وعدم الانسياق خلف المحتوى الذي يصور التدخين الإلكتروني كأنه موضة شبابية أو عادة غير ضارة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt