هاتتعب معدتك.. 3 خضراوات ابتعد عن تناولها فى الطقس الحار
مع اشتداد حرارة الصيف وارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء البلاد، يصبح اختيار الطعام أمرًا لا يقل أهمية عن اختيار الملابس المناسبة. ففي الطقس الحار، تميل أجسامنا إلى فقد كميات كبيرة من الماء والأملاح والمعادن، وهو ما يستوجب تناول أطعمة خفيفة وسهلة الهضم وغنية بالترطيب. لكن المفارقة أن بعض أنواع الخضراوات التي نعتبرها صحية ومغذية طوال العام، قد تتحول في الصيف إلى عبء على الجهاز الهضمي، وتسبب مشكلات صحية مفاجئة.
رغم احتوائها على العديد من العناصر الغذائية، إلا أن بعض الخضراوات تتسبب في تهيج المعدة، أو زيادة حرارة الجسم، أو تؤدي إلى مشكلات في الهضم عند تناولها بكثرة في الأجواء الحارة. لذلك، ينصح خبراء التغذية بالاعتدال، وأحيانًا تجنب بعض الأصناف خلال فترات الحرارة الشديدة، خاصة في ساعات الذروة.
في هذا المقال، نسلط الضوء على 3 أنواع من الخضراوات الشائعة التي يُفضل الابتعاد عنها أو تقليلها خلال فصل الصيف، ونوضح أسباب ذلك، وما البدائل الأكثر أمانًا وصحة.
البصل من الخضراوات الأساسية في المطبخ المصري والعربي، ويدخل في إعداد معظم الأكلات، سواء النيئة أو المطهية. لكن عند الحديث عن الطقس الحار، يصبح البصل، خاصة في صورته النيئة، من أكثر الخضراوات التي يجب الحذر منها.
تناول البصل النيء قد يسبب تهيجًا في بطانة المعدة، خاصة لدى من يعانون من القولون العصبي أو اضطرابات الجهاز الهضمي. كما أنه غني بالزيوت الطيّارة التي تزيد إفراز أحماض المعدة، ما يؤدي إلى الشعور بالحموضة والانتفاخ. وفي درجات الحرارة العالية، تتضاعف هذه التأثيرات، إذ يكون الجسم بطبيعته أكثر حساسية واضطرابًا.
إلى جانب ذلك، يُعتقد أن البصل يزيد من حرارة الجسم، مما قد يؤدي إلى التعرق الزائد، والشعور بالتعب والإرهاق السريع، خاصة إذا تم تناوله بكثرة في الوجبات الرئيسية.
إذا كنت ترغب في إضافة نكهة مميزة لأطباقك دون التسبب في تهيج المعدة، يمكن استبدال البصل النيء بالبصل المطهو على نار هادئة، أو استخدام الثوم الطازج بكميات معتدلة، أو إضافة الأعشاب مثل الزعتر أو البقدونس لإعطاء مذاق مميز وصحي.
يُعرف الفجل بأنه خضار منعش ويُستخدم كثيرًا في السلطات، خاصة مع الأطباق الدسمة مثل الفول أو المشاوي. لكن في فصل الصيف، قد يتحول إلى عنصر غير مرغوب فيه، خصوصًا للأشخاص ذوي المعدة الحساسة.
الفجل يحتوي على نسبة عالية من الكبريت ومركبات تسبب الغازات، مما يجعله أحد الأسباب الشائعة للانتفاخ وعدم الراحة في الجهاز الهضمي. كما أن تأثيره الحاد على الأغشية المخاطية للمعدة والأمعاء قد يزيد من اضطرابات القولون لدى البعض، خاصة في ظل حرارة الجو التي تُضعف قدرة الجسم على التعامل مع المهيجات الهضمية.
وبسبب طبيعته الحارّة نسبيًا في الطب الشعبي، يُعتبر من الأطعمة التي "تلهب" حرارة الجسم في الصيف، وتزيد من الجفاف وفقدان السوائل.
الخيار يُعد من أفضل البدائل للفجل في الصيف. فهو خفيف، غني بالماء، ومهدئ للمعدة. كما يمكن الاعتماد على الخس أو الكرفس كخضراوات خفيفة تساعد في الترطيب وتدعم الجهاز الهضمي.
القرنبيط من الخضراوات الغنية بالعناصر الغذائية والألياف، لكنه أيضًا من الخضراوات الثقيلة على الجهاز الهضمي، خاصة في فصل الصيف. إذ يتطلب هضمه مجهودًا كبيرًا من المعدة، وهو ما لا يتناسب مع الحالة الفسيولوجية للجسم في درجات الحرارة المرتفعة.
من المعروف أن القرنبيط يتسبب في الانتفاخ والغازات، لاحتوائه على نوع من الكربوهيدرات يُعرف بـ"الرافينوز"، والذي لا يتم هضمه بسهولة في الأمعاء الدقيقة، ما يؤدي إلى تخمره في القولون، وإنتاج غازات مزعجة.
كما أن طرق طهي القرنبيط التقليدية – مثل القلي أو الطهي بالبيض – تزيد من دسامته، وبالتالي يُشكل عبئًا إضافيًا على الكبد والمعدة، مما يزيد من الإحساس بالخمول بعد تناوله، وهو أمر غير مرغوب فيه في الصيف.
الكوسة من الخضراوات المثالية كبديل للقرنبيط، خاصة في الصيف. فهي خفيفة وسهلة الهضم، ويمكن إعدادها بطرق متعددة، سواء مسلوقة أو مطهية أو مشوية، دون أن تسبب أي ثقل على المعدة.
إلى جانب تجنب الخضراوات الثقيلة أو المهيجة، هناك مجموعة من النصائح العامة التي يُفضل اتباعها للحفاظ على راحة الجهاز الهضمي خلال شهور الصيف:
تناول الوجبات بكميات صغيرة ومتفرقة، لتسهيل عملية الهضم.
الإكثار من شرب المياه لتعويض فقدان السوائل.
الابتعاد عن الأطعمة المقلية أو عالية الدهون قدر الإمكان.
التركيز على الخضراوات الورقية والفاكهة الغنية بالماء مثل البطيخ والعنب.
عدم تناول الطعام مباشرة بعد التعرض للشمس أو ممارسة التمارين.
تقليل التوابل الحارة التي تزيد من حرارة الجسم وتسبب الجفاف.
البصل، الفجل، والقرنبيط، رغم فوائدهم الكثيرة، قد يتحولون إلى عبء في الأيام الحارة، لذلك يُفضل التعامل معهم بحذر، واللجوء إلى البدائل الأخف والأكثر ترطيبًا. التغذية الذكية ليست فقط في اختيار الطعام الصحي، بل في معرفة التوقيت المناسب لتناوله، بما يضمن سلامة الجسم وانتعاشه على مدار اليوم.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt