في مفاجأة مدوية هزّت الشارع الرياضي الإنجليزي والعالمي، ودّع نادي مانشستر سيتي بطولة كأس العالم للأندية من دور مبكر لم يكن متوقعًا على الإطلاق، ما أثار موجة من الغضب، الصدمة، والتحليلات المتسارعة حول أسباب هذا الإخفاق الكبير لفريق كان مرشحًا فوق العادة للتتويج باللقب.
لم يكن أحد من جماهير السيتي أو حتى مشجعي الكرة الأوروبية يتصور سيناريو الخروج الصادم لمانشستر سيتي، خاصة بعد أن دخل الفريق البطولة مرصعًا بالألقاب، متسلحًا بجهاز فني بقيادة بيب جوارديولا، وتشكيلة مرعبة تضم نخبة من النجوم العالميين. لكن، كما تقول الكرة، لا كبير فيها.
جاءت الهزيمة أمام خصم أقل في الإمكانيات على الورق، لكن أكثر شراسة على أرض الملعب، لتُظهر أن المعايير التكتيكية والانضباط الذهني قد يتفوقان أحيانًا على المهارة والأسماء الرنانة.
الجماهير أيضًا لم تتأخر، وامتلأت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة، حملت في معظمها لومًا شديدًا للمدرب ولاعبيه، وعبّرت عن خيبة أمل كبرى.
مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا وجد نفسه أمام عاصفة من التساؤلات. لماذا لم يُحسن قراءة المباراة؟ لماذا استمر في الاعتماد على خطط لم تُجدِ نفعًا في مواجهة الحماس والسرعة؟
يرى بعض النقاد أن المدرب الإسباني أفرط في الثقة، وتعامل مع المباراة كما لو كانت محسومة، فيما أشار آخرون إلى افتقار اللاعبين للتركيز والجدية في التعامل مع خصم لم يكن يملك ما يخسره.
الفريق ظهر بمستوى باهت، وكأنه في لقاء تحضيري لا يهم نتيجته، وهو ما انعكس على الأداء الفردي والجماعي.
على غير العادة، ارتكب الخط الخلفي أخطاء كارثية، منها سوء التمركز والبطء في الارتداد، وهو ما استغله الخصم جيدًا.
في غياب اللعب الجماعي المنظم، بدا أن السيتي يعوّل على لحظة سحر من أحد نجومه، وهي إستراتيجية لا تصمد كثيرًا أمام الفرق المنظمة.
بالنسبة للدوري الإنجليزي ودوري الأبطال، تبقى آثار الخروج النفسي من البطولة العالمية مصدر قلق كبير. فالفريق مطالب بالاستفاقة السريعة، وتجاوز الهزة، حتى لا تتحول إلى سلسلة من النتائج السلبية.
اللوم لم يتوقف عند المدرب، بل شمل اللاعبين، وعلى رأسهم:
إيرلينج هالاند: الذي اختفى تمامًا ولم يشكل أي خطورة.
كيفن دي بروين: افتقر للإبداع المعهود.
جاك جريليش: لم يُقدم الإضافة، وبدت تحركاته بلا فاعلية.
في تصريحات مباشرة من أمام استاد الاتحاد، قال أحد المشجعين:
"ندفع أسعار التذاكر لنرى فريقًا يقاتل.. لا أن يتجول في الملعب بلا روح"
وطالبت روابط الجماهير بفتح تحقيق داخلي في الأسباب الحقيقية لهذا السقوط المفاجئ.
الخروج من البطولة لا يقتصر أثره على الجانب الفني فحسب، بل يمتد ليشمل:
خسائر تسويقية: تراجع الاهتمام التجاري العالمي.
ضرب الثقة: هزيمة تُفقد النادي هالة البطل الأوروبي.
ضغط إعلامي متواصل: سينعكس على غرف الملابس بلا شك.
كما يقول المحللون، الهزيمة هي أول طريق النجاح، إذا ما تم استغلالها بشكل إيجابي. فربما تكون هذه الخسارة جرس إنذار مبكر للفريق قبل خوض غمار بقية البطولات المحلية والقارية.
خروج مانشستر سيتي من المونديال بهذه الطريقة شكل صدمة حقيقية للكرة الإنجليزية، وأثار زوبعة من التساؤلات. لا شك أن الفريق سيحاول تدارك الموقف سريعًا، لكن تبقى آثار هذه الضربة القاضية حاضرة في أذهان الجميع.
الجماهير تنتظر رد فعل قوي في المباريات القادمة، والإدارة مطالبة بإجابات واضحة. أما جوارديولا، فقد يجد نفسه أمام لحظة مصيرية في تاريخه مع النادي.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt