أثارت واقعة ضربة الجزاء في المباراة الأخيرة لفريق الكرة الأول بالنادي الأهلي الكثير من الجدل، بعد تدخل اللاعب محمود حسن تريزيجيه في تنفيذ الركلة رغم عدم كونه المسدد الأول في الترتيب الفني للفريق. وقد أثارت هذه الواقعة تساؤلات عدة عن مدى الانضباط داخل الفريق، وإمكانية توقيع عقوبات على اللاعب من قبل الجهاز الفني.
لكن المدير الفني للفريق، الكابتن محمد يوسف، خرج بتصريحات رسمية للرد على كل ما أُثير، وحسم الموقف بتأكيده عدم وجود نية لتوقيع أي عقوبة على تريزيجيه، موضحًا أن ما حدث داخل الملعب كان ناتجًا عن حماس اللاعبين ورغبتهم في تحقيق الأفضل للفريق.
الحادثة وقعت خلال الشوط الثاني من المباراة التي جمعت فريق الأهلي بمنافسه في الجولة الأخيرة، حين احتسب الحكم ضربة جزاء لصالح الأهلي بعد تدخل عنيف ضد لاعب الفريق.
وبينما توجه اللاعب الأساسي المكلف بتسديد ضربات الجزاء، محمد مجدي أفشة، نحو الكرة، ظهر تريزيجيه وهو يطلب منه تنفيذ الركلة، ليبدأ نقاش واضح بين اللاعبين استمر لعدة ثوانٍ أمام الجميع. وفي النهاية، سدد تريزيجيه الكرة بالفعل لكنه لم ينجح في تسجيلها، حيث تصدى لها حارس المرمى، مما زاد من حدة الانتقادات الجماهيرية بعد اللقاء.
في تصريحات للإعلام الرياضي عقب المباراة، أكد محمد يوسف أن الواقعة تم التعامل معها بشكل داخلي داخل غرفة الملابس، وأنه تحدث مع اللاعبين المعنيين وتفهم دوافعهم.
وأشار يوسف إلى أن الجهاز الفني يقدر احترافية تريزيجيه والتزامه، مؤكدًا أن الموضوع لن يتكرر مستقبلًا بعد التوضيحات التي تم الاتفاق عليها داخل الفريق.
مثل هذه الحالات ليست جديدة في كرة القدم عامة، ولا داخل الأهلي بشكل خاص. فسبق أن شهدت مباريات محلية وإفريقية مشاهد مماثلة بين لاعبين كبار بشأن من ينفذ ضربات الجزاء أو الركلات الحرة. وغالبًا ما تعالج هذه الأمور داخل الغرف المغلقة حفاظًا على وحدة الفريق وانسجامه.
ففي عام 2018، دار نقاش مشابه بين وليد أزارو وجونيور أجايي، وفي كل مرة ينجح الجهاز الفني في احتواء الموقف.
انقسمت آراء جماهير الأهلي على مواقع التواصل الاجتماعي عقب نهاية اللقاء. فبينما انتقد البعض تصرف تريزيجيه، معتبرين أنه تجاوز التعليمات الفنية، اعتبر آخرون أنه لم يكن سوى "اندفاع ناتج عن الرغبة في تسجيل هدف".
وطالب قطاع من الجماهير بضرورة فرض نظام أكثر وضوحًا داخل الفريق، خاصة في مثل هذه المواقف الحساسة، التي قد تؤثر على نتيجة المباراة أو على صورة الفريق أمام الإعلام.
رغم الهجوم الذي تعرض له تريزيجيه، إلا أن عددًا كبيرًا من نجوم الكرة السابقين وجهوا رسائل دعم له، وأكدوا أن تصرفه لا يدل على تمرد، بل هو نتيجة طبيعية لحماسه ورغبته في إثبات نفسه داخل الفريق بعد فترة غياب عن التشكيل الأساسي.
من الواضح أن الجهاز الفني بقيادة محمد يوسف لا يرغب في تضخيم الموقف، لكنه في الوقت ذاته يعمل على ترتيب الأولويات الفنية داخل الفريق، ووضع قائمة ثابتة وواضحة للاعبين المكلفين بتنفيذ الركلات، لمنع تكرار ما حدث.
كما أفاد مصدر مقرب من الجهاز الفني أن اجتماعًا سريعًا تم عقده مع اللاعبين الأساسيين لشرح أهمية الانضباط التكتيكي، خاصة في مثل هذه اللحظات التي قد تحسم مصير بطولات.
علمت بعض المصادر أن الكابتن محمد يوسف أصدر تعليمات مباشرة بتعليق قائمة المنفذين الأساسيين داخل غرفة الملابس قبل كل مباراة، بحيث لا يتم ترك المجال للاجتهاد الفردي أو النقاش داخل الملعب، مما قد يؤدي إلى اهتزاز تركيز اللاعبين أو التأثير على الجانب النفسي.
وأضاف المصدر أن هذا الإجراء لا يستهدف تريزيجيه تحديدًا، بل هو نظام جديد سيتم اتباعه مع الجميع، كوسيلة لضبط الإيقاع التكتيكي للفريق.
أكدت مصادر داخل النادي أن اللاعب محمود حسن تريزيجيه قد تحدث مع الجهاز الفني وقدم اعتذارًا عن الواقعة، مؤكدًا احترامه الكامل للقرارات الفنية وأولوية الفريق دائمًا على المصلحة الفردية.
ووعد اللاعب الجماهير بالعودة القوية في المباريات المقبلة والتركيز على الأداء داخل الملعب، مؤكدًا أنه يعيش فترة من التحسن البدني والفني ويأمل أن يُسهم بشكل أكبر في نتائج الفريق.
انتهت الأزمة سريعًا بفضل التعامل الحكيم من محمد يوسف، وحرص النادي الأهلي على عدم السماح بانفلات الأمور خارج حدود السيطرة.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt