في إطار خطة الدولة المصرية المستمرة لتطوير شبكة الطرق والمحاور الحيوية، وتحقيق أعلى معايير السلامة المرورية وتحسين كفاءة البنية التحتية، أعلنت وزارة النقل رسميًا عن تمديد فترة الغلق الكلي المؤقت لأحد أهم الطرق الاستراتيجية في الجمهورية وهو الطريق الدائري الإقليمي، وذلك حتى الأول من أغسطس 2025.
يأتي هذا القرار بعد تقييم شامل لأعمال الصيانة ورفع الكفاءة الجارية حاليًا على الطريق، خاصة في القطاع الممتد من تقاطع الدائري الإقليمي مع طريق الإسكندرية الصحراوي وحتى تقاطعه مع طريق السويس الصحراوي، وهو القطاع الذي يخدم حركة مرور كثيفة يوميًا تشمل شاحنات النقل الثقيل، والسيارات الخاصة، وخطوط النقل البري بين المحافظات.
ويمثل الطريق الدائري الإقليمي شريانًا رئيسيًا يربط بين عدد كبير من الطرق والمحاور الحيوية، ويُعتبر بديلًا أساسيًا للطرق الداخلية التقليدية داخل القاهرة الكبرى، ما يجعله محورًا مهمًا لحركة نقل البضائع والركاب على مستوى الجمهورية، خصوصًا مع تزايد النشاط الاقتصادي وحركة التصدير والاستيراد التي تمر عبر الموانئ البرية والبحرية القريبة من هذه المنطقة.
ولهذا السبب، حرصت وزارة النقل على الإعلان المبكر عن قرار تمديد فترة الغلق، حتى يتسنى للمواطنين وسائقي المركبات الاستعداد واتخاذ الطرق البديلة المناسبة، فضلًا عن توفير خطة مرورية متكاملة بالتنسيق مع الإدارة العامة للمرور لضمان تقليل الضغط على الطرق الأخرى ومنع حدوث أي اختناقات مرورية أو تكدسات قد تعرقل حركة السير.
ويهدف قرار الغلق الكلي المؤقت إلى استكمال جميع الأعمال الإنشائية والصيانات المطلوبة، والتي تشمل إعادة رصف أجزاء متضررة، إصلاح الفواصل المعدنية، رفع كفاءة الجسور والكباري، تثبيت العلامات والإشارات المرورية الحديثة، بالإضافة إلى تحسين نظم الإضاءة والتأمين على امتداد الطريق لضمان سلامة وأمان المواطنين.
اتخذت وزارة النقل هذا القرار بعد مراجعة سير الأعمال التنفيذية والوقوف ميدانيًا على معدلات الإنجاز، حيث تبين أن هناك حاجة لمزيد من الوقت لإتمام أعمال الصيانة والجودة بالشكل المطلوب، وهو ما يستدعي استمرار الغلق الكلي حتى اكتمال هذه الأعمال على النحو الذي يضمن أقصى درجات الأمان والكفاءة.
ومن أبرز الأسباب:
التأكد من جودة تنفيذ الأعمال وفقًا لأعلى المعايير الهندسية.
توفير بيئة آمنة لفريق العمل دون تعريض حياتهم أو حياة المواطنين للخطر.
إتاحة المجال لتركيب أنظمة حديثة للتحكم في الحركة المرورية مستقبلًا مثل الكاميرات والرادارات الذكية.
يمتد الغلق الكلي للطريق الإقليمي في القطاع الذي يبدأ من نقطة تقاطعه مع طريق الإسكندرية الصحراوي وحتى تقاطعه مع طريق السويس الصحراوي، وهي المسافة التي تمر عبر عدة محاور فرعية ومسارات هامة.
ويشمل الغلق:
جميع الاتجاهات في هذا القطاع بالكامل.
منع مرور أي نوع من أنواع المركبات، سواء سيارات نقل أو ملاكي أو أتوبيسات.
لتسهيل حركة المرور وتعويض أثر الغلق الكلي، حددت وزارة النقل مجموعة من الطرق والمحاور البديلة التي يمكن لسائقي المركبات الاعتماد عليها لحين إعادة فتح الطريق:
القادم من طريق الإسكندرية الصحراوي يستخدم محور 26 يوليو أو محور الضبعة.
القادم من محافظات الدلتا يمكنه الاتجاه إلى الطريق الأوسطي.
القادم من منطقة السويس يتجه مباشرة عبر طريق السويس القديم أو محور 30 يونيو.
القادم من الجيزة والواحات يتوجه إلى الطريق الأوسطي أو الدائري القديم.
وقد تم وضع لافتات إرشادية واضحة على جميع الطرق والمحاور لتوجيه السائقين والركاب بأفضل المسارات المتاحة.
تتضمن الأعمال الجاري تنفيذها خلال فترة الغلق:
إعادة رصف شامل للطبقات السطحية للطريق.
استبدال الفواصل المعدنية المتهالكة على الكباري.
إصلاح الجسور والأنفاق المرتبطة بالطريق.
تحسين وسائل الإنارة، وإضافة أعمدة كهرباء جديدة.
تركيب أنظمة ذكية لمراقبة الحركة وإدارة المرور بعد إعادة التشغيل.
تثبيت العلامات المرورية العاكسة وأجهزة التأمين على الجانبين.
الالتزام الكامل بالتحويلات المرورية وعدم محاولة استخدام الطريق الإقليمي في المنطقة المغلقة.
تخطيط الرحلات مسبقًا واختيار الطرق البديلة الأقل ازدحامًا.
الالتزام بتعليمات رجال المرور المتواجدين على المحاور البديلة.
توخي الحذر والقيادة بسرعة معتدلة على الطرق البديلة خاصة مع احتمالات وجود ضغط مروري زائد.
وفقًا لما أعلنته وزارة النقل، فإن الطريق الدائري الإقليمي سيظل مغلقًا بالكامل حتى نهاية يوم الجمعة الموافق الأول من أغسطس 2025، على أن تبدأ بعد ذلك عملية الفتح التدريجي للطريق أمام حركة المرور.
ويعتمد موعد الفتح النهائي على سرعة الانتهاء من الأعمال وحالة الطقس ومعدلات التنفيذ، حيث أكد المسؤولون أن الهدف هو إتمام الأعمال بالشكل الكامل قبل إعادة فتح الطريق للحركة.
يمثل قرار الغلق الكلي المؤقت جزءًا من خطة الدولة الشاملة لتطوير قطاع النقل والطرق في مصر، وهي الخطة التي تهدف إلى:
تحسين كفاءة الطرق والمحاور الاستراتيجية.
الحد من الحوادث الناتجة عن تهالك الطرق أو ضعف الصيانة.
تسهيل حركة البضائع والنقل الثقيل بما يدعم النشاط الاقتصادي.
تيسير حركة المواطنين وتقليل زمن التنقل بين المحافظات.
وفي هذا الإطار، فإن استمرار الغلق حتى استكمال الأعمال يحقق هدفًا مهمًا هو تقديم طريق أكثر أمانًا وجودة أعلى على المدى الطويل، بما يخدم ملايين المستخدمين يوميًا.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt