المفارقة التي أضافت بعدًا آخر للحادث أن الضحية هو شقيق الموسيقار محمد علي سليمان وعم النجمة أنغام، ما جعل الواقعة حديث الشارع والسوشيال ميديا خلال الساعات الماضية، ودفع بالكثيرين للتساؤل عن تفاصيل الوفاة، وما إذا كانت طبيعية أم تحمل شبهات جنائية.
البداية كانت مع بلاغ تلقته الأجهزة الأمنية بقسم شرطة الدقي من سكان أحد العقارات بمنطقة بين السرايات، يفيد بوجود رائحة كريهة تخرج من إحدى الشقق المغلقة منذ أيام، الأمر الذي أثار قلق السكان ودفعهم إلى إبلاغ الشرطة.
انتقل على الفور فريق من رجال المباحث بقيادة المقدم أحمد فاروق، رئيس مباحث الدقي، إلى محل البلاغ، وتمت الاستعانة بقوات الحماية المدنية لفتح باب الشقة بعد الحصول على إذن النيابة العامة.
بمجرد دخول رجال الأمن إلى الشقة محل الواقعة، كانت المفاجأة صادمة، حيث عُثر على جثة رجل مسن في وضعية جلوس على كرسي داخل غرفة المعيشة، وقد بدت عليها علامات التحلل الكامل، ما يرجّح وفاته منذ أكثر من 4 أيام.
الجثة لم يظهر عليها في المعاينة الأولية أي آثار إصابات ظاهرية أو عنف أو مقاومة، كما لم تكن هناك علامات تشير إلى وجود سرقة أو اقتحام.
بالبحث والتحري، تبين أن الجثة تعود إلى شقيق الموسيقار المعروف محمد علي سليمان، وعم الفنانة أنغام، ويُدعى «إبراهيم علي سليمان»، وهو رجل مسن في العقد السابع من العمر، يعيش بمفرده منذ سنوات بعد وفاة زوجته، ولا يخرج كثيرًا من منزله.
أفاد عدد من الجيران بأنه كان يفضل العزلة ونادرًا ما يفتح بابه لأحد، كما أنه لم يكن له أبناء أو أقارب مقيمين بجواره، ما جعل وفاته تمر دون أن يشعر بها أحد لعدة أيام.
انتقل فريق من نيابة الدقي برئاسة المستشار كريم عبد المنعم لمعاينة موقع الحادث، وتم نقل الجثة إلى مشرحة زينهم لعرضها على الطب الشرعي، الذي بدوره بدأ في إجراءات التشريح لتحديد سبب الوفاة بدقة.
وبحسب مصدر أمني، فإن المعاينة المبدئية لم ترصد شبهة جنائية، مؤكدًا أن الجثة لا يوجد بها كدمات أو علامات خنق أو طعن، ورجح أن الوفاة طبيعية بسبب أزمة قلبية أو سكتة دماغية، وهو ما ستؤكده أو تنفيه نتائج الطب الشرعي خلال الساعات المقبلة.
حتى لحظة كتابة هذه السطور، لم تُصدر الفنانة أنغام أو أسرتها أي بيان رسمي بشأن الحادث، واكتفى المقربون منها بالإشارة إلى أنها في حالة صدمة كبيرة من الطريقة التي تم بها اكتشاف الوفاة، خاصة وأن عمها كان يعيش وحيدًا دون رعاية دائمة.
مصادر مقربة من الأسرة كشفت أن أنغام كانت تحرص على التواصل معه من حين لآخر، لكنها لم تكن تعلم بأنه يعاني صحيًا خلال الأيام الأخيرة، ما فاجأها بوفاته بتلك الطريقة المؤلمة.
في جولة ميدانية أمام العقار الذي شهد الواقعة، تحدث عدد من الجيران إلى وسائل الإعلام، وأجمعوا على أن المتوفى كان:
هادئًا ولا يسبب إزعاجًا لأحد
قليل الاختلاط، ويفضل البقاء في منزله
يخرج فقط لشراء الاحتياجات الأساسية
إحدى السيدات من سكان العقار قالت:
"كنا نشعر بالقلق عليه دائمًا، لكن باب شقته كان مغلقًا، والرائحة هي اللي خلتنا نبلغ الشرطة."
وفي ظل انشغال الجميع بالحياة اليومية، يصبح من السهل أن يُنسى أحدهم في شقته، حتى تكون الرائحة أول من يكتشف موته.
حظيت استجابة أجهزة الأمن في الجيزة بإشادة من سكان العقار، بعد التحرك السريع بمجرد البلاغ، والتعامل المهني مع الواقعة، وفتح التحقيق الفوري.
كما أن التنسيق مع النيابة العامة والطب الشرعي يعكس حرص الدولة على التعامل الشفاف والجاد مع أي وفاة مجهولة، حتى وإن بدت طبيعية.
بعد ساعات من نقل الجثمان إلى المشرحة، أفادت مصادر بالطب الشرعي أن الوفاة تمت نتيجة سكتة قلبية مفاجئة، وأن الجثة تحللت بشكل طبيعي نتيجة حرارة الجو وعدم اكتشاف الوفاة لمدة أيام.
كما أشارت التقارير المبدئية إلى عدم وجود أي مواد سامة أو آثار عنف، ما يعزز فرضية الوفاة الطبيعية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt