في خطوة أثارت جدلًا واسعًا بين المستهلكين والتجار، تم الإعلان عن زيادة جديدة في أسعار السجائر المحلية والمستوردة داخل مصر، مطلع أغسطس 2025. جاءت هذه الزيادة بعد موجة ارتفاعات سابقة أثّرت على أسعار التعبئة والتغليف والإنتاج، كذلك بعد تغيرات في السياسة الضريبية المفروضة على السلع الترفيهية، ضمن إطار الحكومة لضبط الإنفاق الحكومي ورفع نسب الضرائب على السلع عالية الاستهلاك.
وفقًا لتصريحات اتحاد منتجي التبغ والجهات المعنية، فقد ارتفعت أسعار عدد من العلامات المحلية والعالمية بما يتراوح من 1 إلى 2 جنيهات مصرية لكل علبة. وفيما يلي قائمة تقريبية بأسعار السجائر بعد الزيادة:
ممتاز (5 كـب+): من 31 إلى 33 جنيهًا.
ممتاز (20 سيج+): من 38 إلى 40 جنيهًا.
كليوباترا (20): من 35 إلى 37 جنيهًا.
كليوباترا فلات: من 15 إلى 16 جنيهًا.
موريس (20): من 30 إلى 31 جنيهًا.
مارلبورو (المستوردة): من 60 إلى 62 جنيهًا.
كابيتول (المستوردة): من 65 إلى 67 جنيهًا.
فيات (المستوردة): من 58 إلى 60 جنيهًا.
تلك الأسعار تم اعتمادها رسميًا عبر المنافذ التجارية والمحلات المرخصة، وشملت أيضًا السجائر ذات الأنواع المنخفضة العيار مثل الشيش والعلك الإباحية التي ارتفعت بدورها.
الزيادة جاءت بعد تعديل نسب الضريبة على السجائر والضرائب الجمركية في الميزانية الجديدة، وهي مرتفعة بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، وتشمل ضريبة الاستهلاك وضرائب إضافية على الكحول والتبغ.
رغم هبوط الدولار، إلا أن تكلفة الإنتاج زادت نتيجة ارتفاع أسعار التعبئة والتغليف والطاقة مثل الكهرباء والمياه، وكذلك أجور العمالة وتأمين النقل داخل المدن.
تسهيلات رقابية أدت إلى تزايد المنتجات المهربة، مما دفع الشركات إلى زيادة أسعارها لتعويض الخسائر ومواجهة المنافسة غير الشريفة.
احتكار عدد من العلامات للسوق المحلية بخيارات قليلة، أعطاها القدرة على رفع الأسعار دون ضغط تنافسي كافٍ، خاصة على الأنواع المعروفة والمطلوبة.
تحليل البيانات يظهر أن:
الأنواع الرخيصة (كليوباترا، ممتاز fلات) شهدت تراجعًا في المبيعات بنسبة 5‑10٪ خلال يومين من إعلان الزيادة.
الأنواع المستوردة الفاخرة حافظت على مبيعاتها تقريبًا من المستهلكين المداومين، لكن زاد إقبال البعض على شراء الكميات المؤقتة قبل الزيادة مباشرة.
السوق السوداء والمهربات تشهد نشاطًا ملحوظًا في المناطق الحدودية والمدن الكبرى.
أسعارها منخفضة نسبيًا.
مستهدفة الطبقات المتوسطة والأوسع.
تظل خيارًا رئيسيًا للمستهلكين الأقل دخلًا رغم التزايد.
أقل سعر في السوق بشكل عام بعد الزيادة.
مطلوبة من فئات أعلى دخلًا.
تكون النسبة الأكبر من التكلفة ضرائب وجمارك.
تميل للمحافظة على ثبات نسبي في الطلب رغم الحركات السعرية.
خبراء التبغ والاقتصاد يراهنون على:
احتمال تكرار زيادة الأسعار بنسبة إضافية إذا دخلت تغييرات ضريبية جديدة أو أزمة طعام/وقود عالمي.
استقرار مؤقت في النصف الثاني من أغسطس مع انخفاض معدلات التضخم قليلاً.
زيادة العوامل التضخمية مثل استيراد تام، قطع الكميات من السوق، والعجز الضريبي.
يُذكر أن انخفاض الدولار إلى أدنى مستوى منذ أكتوبر يُعد مؤشرًا مهمًا، وقد أدرنا في تقرير سابق أن ذلك كان من المفترض أن يؤدي إلى انخفاض أسعار المنتجات المستوردة، لكنه لم يظهر تأثيره حتى الآن على السجائر، لكنها قد تشهد انفراجة مستقبلية إذا استقرت العملة حقًا، وهو احتمال قائم ضمن السيناريوهات الاقتصادية التالية:
ثبات سعر الدولار أو تجاوزه أدنى 48 جنيهًا رسميًا.
عودة إنتاج التبغ المحلي، ما يقلل الحاجة لاستيراد مكونات مُسعّرة بالدولار.
استقرار رسوم الجمارك والضرائب، وبقاء تكلفة الإنتاج محلية.
استياء واسع من ارتفاع السعر المفاجئ دون مبرّر في فترة لا توجد مناسبات كبيرة.
شكوى من ضعف الشفافية في إعلام الجمعيات المستوردة والمشغّلة.
دعوات لتشديد الرقابة على منافذ التهريب والمحلات غير المرخصة.
المستهلك: يُفضل شراء كميات معتدلة، مقارنة الأسعار بين المحلات المرخصة، والتأكد من وجود ختم الجودة.
الحكومة: ضرورة تكثيف الرقابة المالية لمنع التهريب والحفاظ على الأسعار المنخفضة الرسمية.
الاتحادات التجارية: الالتزام بنشر الأسعار الرسمية وتعامل شفاف مع المستهلك.
الإعلام التنفيذي: نشر تقارير توعية عن سلبيات السجائر الصحية والبدائل المتاحة.
رغم انخفاض سعر الدولار لأدنى مستوى منذ أكتوبر، إلا أن قطاع السجائر لم يتلقى الدفع الإيجابي لهذا الانخفاض حتى الآن. السبب: الضرائب والتكاليف المحلية وغياب المنافسة الضاغطة. ولكن الواقع الاقتصادي العام يشير إلى احتمال حدوث «موجة هدوء» مستقبلًا، شرط أن يتم تفعيل ضبط التهريب، وتحسين الإنتاج المحلي، واستقرار الأوضاع المالية.
وسواء كنت من مستهلكي السجائر أو تعمل في مجال توزيعها، فالوضع الحالي يمثل اختبارًا حقيقيًا لصبر السوق وقدرته على استيعاب الضغوط السعرية. ومع ذلك يبقى الأمل في أن يشهد السوق قريبًا مزيجًا من التراجع في الدولار وثبات الضرائب في مصلحة المستهلك.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt