زوجها دفنها في الغرفة وصب عليها الخرسانة.. تفاصيل أبشع جريمة زوجية بالإسماعيلية
في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدها المجتمع المصري مؤخرًا، اهتزت محافظة الإسماعيلية على وقع جريمة صادمة بعدما أقدم زوج على قتل زوجته، ودفن جثتها داخل غرفة نومهما، ثم صب الخرسانة فوقها في محاولة لإخفاء معالم الجريمة. هذه الجريمة المروعة أعادت إلى الأذهان قضايا العنف الأسري المتكررة، لكنها تفوقت في تفاصيلها البشعة، وتحولت إلى حديث الساعة بين المواطنين، وسط مطالبات بالقصاص العاجل ومراجعة أسباب تصاعد جرائم القتل بين الأزواج.
تفاصيل رسمية
بدأت القصة ببلاغ رسمي تلقته أجهزة الأمن من أهالي منطقة الحرفيين بالإسماعيلية، يفيد باختفاء سيدة متزوجة في ظروف غامضة منذ نحو 3 أشهر، دون أن يحرر زوجها بلاغًا أو يظهر عليه القلق من غيابها، ما أثار الشكوك حوله.
على الفور بدأت التحريات، وبالاستماع لأقوال الجيران، تبين أن الزوج كان دائم الشجار مع زوجته، وأن أصوات المشادات كانت تُسمع باستمرار قبل اختفائها.
وبتفتيش المنزل، لاحظ فريق البحث وجود جزء من غرفة النوم أُعيد ترميمه مؤخرًا بطبقة خرسانية غير متناسقة مع باقي البلاط، فتم الحفر في هذا المكان ليُعثر على جثمان الزوجة ملفوفًا في بطانية، وموضوعًا داخل حفرة بعمق متر تقريبًا، ومغطى بطبقة خرسانية سميكة.
تم القبض على الزوج، وبمواجهته اعترف بتفاصيل الجريمة، مؤكدًا أنه تشاجر مع زوجته، فقام بضربها على رأسها بآلة حادة أودت بحياتها، ثم قرر دفنها داخل الغرفة وصب الخرسانة عليها لإخفاء الجريمة.
دوافع الجريمة
التحقيقات الأولية كشفت أن الزوج كان يمر بأزمة مالية، وكان هناك خلافات متكررة بينه وبين زوجته بسبب مصاريف المنزل، إضافة إلى اتهامه لها بالتقصير في واجباتها، الأمر الذي أدى لتراكم التوتر بينهما حتى بلغ ذروته في يوم الحادث.
الزوج لم يُظهر أي ندم خلال التحقيقات، وذكر أنه كان يخطط للسفر بعد أيام من تنفيذ الجريمة، ظنًا منه أن الخرسانة ستخفي معالمها تمامًا ولن يُكتشف أمره.
حالة من الصدمة والذهول
الجريمة تسببت في حالة من الصدمة بين أهالي المنطقة، حيث أكد الجيران أنهم لم يتخيلوا يومًا أن الزوج يمكن أن يرتكب مثل هذه الجريمة، ووصفوه بأنه "كان شخصًا هادئًا"، لكنه "عصبي جدًا" داخل بيته.
بعضهم ذكر أن رائحة كريهة بدأت تنبعث من الغرفة خلال الفترة الأخيرة، لكن الزوج كان يبررها بأنها "مشاكل في مواسير المياه"، ولم يشك أحد حينها بوقوع جريمة قتل.
ردود فعل موسعة
عقب انتشار تفاصيل الجريمة، تصدّرت الواقعة مواقع التواصل الاجتماعي، وسط حالة من الغضب والاستنكار، حيث طالب آلاف المتابعين بضرورة إنزال أقصى عقوبة على الجاني.
كما أعرب عدد من النشطاء في مجال حقوق المرأة عن أسفهم لزيادة وتيرة العنف الأسري خلال الفترة الأخيرة، مطالبين بتكثيف حملات التوعية وخطوط النجدة، خاصة للنساء المعرضات للخطر داخل بيوتهن.
تنبيهات وتحذيرات مهمة
-
هذه الجريمة تفتح مجددًا ملف العنف الأسري الخفي الذي لا يُبلغ عنه، إما خوفًا من الفضيحة أو ضعف دعم الأهل.
-
من الضروري الإبلاغ الفوري عن حالات العنف أو التهديد داخل الأسرة قبل أن تتحول إلى جريمة لا يمكن التراجع عنها.
-
دور الجيران والمجتمع المحلي لا يقل أهمية عن دور الجهات الأمنية، فكثير من الجرائم كان يمكن منعها لو تم التدخل مبكرًا.
-
المرأة التي تتعرض للضرب أو التهديد المستمر عليها التوجه فورًا إلى مراكز الحماية أو قسم الشرطة، حتى لو تحت ضغط الخوف أو العيب الاجتماعي.
-
يجب أن تكون هناك حملات توعية قانونية في الإعلام والمدارس حول الحقوق والواجبات، وآليات التعامل في حالات التهديد أو العنف المنزلي.
أرقام عن العنف الأسري في مصر
-
تشير دراسات حديثة إلى أن واحدة من كل ثلاث نساء تتعرض لشكل من أشكال العنف الأسري خلال حياتها.
-
في عام 2024 وحده، تم تسجيل أكثر من 800 جريمة قتل أسرية، منها ما يقرب من 70% راح ضحيتها الزوجة أو الأبناء.
-
نسبة النساء اللواتي لا يُبلغن عن تعرضهن للعنف تتجاوز 60%، لأسباب تتعلق بالخوف من العار أو فقدان الاستقرار الأسري.
-
أغلب الجرائم تقع في الأحياء الشعبية والريفية، ولكنها بدأت بالظهور كذلك في مناطق متوسطة وراقية.
خلاصة
جريمة الإسماعيلية تمثل قمة البشاعة في جرائم العنف الأسري، ليس فقط بسبب القتل، بل لطريقة الإخفاء ومحاولة التخلص من الجثة داخل المنزل نفسه.
القضية تكشف عن خلل خطير في بنية بعض العلاقات الزوجية، وتُحذر من خطورة تجاهل الإشارات المبكرة للعنف المنزلي.
ويبقى الأمل في أن تكون هذه الجريمة درسًا للمجتمع، ودافعًا لتقوية سبل الوقاية، والإبلاغ، والتدخل المبكر، حتى لا تتحول بيوت المصريين إلى مسارح لجرائم دامية تُرتكب خلف الأبواب المغلقة.