مع دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير، يلجأ أغلب المواطنين إلى استخدام المراوح كوسيلة أساسية للتبريد، خاصة في ظل ارتفاع أسعار أجهزة التكييف وتكاليف تشغيلها.
ورغم بساطة المروحة وتواجدها في كل منزل، إلا أن هناك تساؤلات عديدة تظهر كل عام حول مدى خطورة النوم أسفل المروحة لساعات طويلة، وهل يمكن أن تُسبب أمراضًا بالفعل أم أن الأمر مجرد شائعات متداولة؟
أكد عدد من الأطباء والمتخصصين في أمراض الجهاز التنفسي والمناعة أن النوم لفترات طويلة تحت تيار هواء مباشر من المروحة قد يُسبب بعض الأعراض الصحية السلبية، خاصة عند استخدامها بشكل خاطئ أو مبالغ فيه.
وأوضحوا أن المشكلة لا تكمن في المروحة ذاتها، بل في كيفية التعرض المستمر للهواء البارد الجاف الذي تدفعه المروحة تجاه الجسم أثناء النوم.
جاءت التحذيرات الطبية لتُشير إلى مجموعة من المخاطر الصحية التي قد يتعرض لها الأشخاص الذين ينامون بشكل يومي تحت المروحة، وأبرزها:
جفاف الجلد والعيون: حيث يؤدي تدفق الهواء المستمر إلى تقليل رطوبة الجلد والعينين، مما يُسبب الشعور بالحكة والاحمرار.
التهاب الحلق والجيوب الأنفية: نتيجة استنشاق هواء جاف، مما قد يُسبب تهيج الجهاز التنفسي العلوي خاصة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية.
تيبس العضلات: التعرض لتيار هواء مباشر لفترات طويلة قد يؤدي إلى آلام الرقبة أو الظهر نتيجة برودة العضلات أثناء النوم.
زيادة فرص الإصابة بنزلات البرد: حيث يُمكن أن يؤدي الهواء المستمر إلى تقليل حرارة الجسم بشكل مفاجئ، مما يُضعف المناعة في بعض الحالات.
إثارة نوبات الحساسية: المراوح تقوم بتحريك الغبار وحبوب اللقاح المتراكمة في الغرفة، ما قد يُسبب تهيج الجهاز التنفسي لمرضى الحساسية والربو.
أشار الأطباء إلى أن هناك فئات معينة يجب أن تتوخى الحذر بشكل خاص عند استخدام المروحة أثناء النوم، وهم:
الأطفال الصغار، خاصة حديثي الولادة.
كبار السن، الذين يعانون من ضعف الدورة الدموية أو أمراض مزمنة.
مرضى الربو والحساسية الصدرية.
الأشخاص الذين يعانون من التهابات متكررة في الحلق أو الجيوب الأنفية.
من لديهم مشاكل عضلية أو آلام مزمنة في الرقبة والظهر.
رغم التحذيرات، أكد الأطباء أن المروحة ليست أداة ضارة إذا تم استخدامها بشكل صحيح، وقدموا مجموعة من النصائح لتفادي المخاطر:
تجنب توجيه المروحة مباشرة إلى الجسم أو الوجه أثناء النوم.
تشغيل المروحة على سرعة متوسطة أو منخفضة بدلًا من السرعات العالية.
الحفاظ على وجود مصدر رطوبة في الغرفة مثل وعاء ماء صغير.
تنظيف المروحة باستمرار لمنع تراكم الأتربة والغبار على الشفرات.
استخدام مؤقت (Timer) لإيقاف المروحة بعد النوم بفترة قصيرة.
تهوية الغرفة جيدًا قبل النوم لتجديد الهواء الطبيعي.
أوضح خبراء الصحة أن هناك اختلافًا بين تأثير المروحة وأجهزة التكييف على الجسم، حيث:
المروحة تقوم فقط بتحريك الهواء الموجود في الغرفة دون تبريده فعليًا، وهو ما قد يُسبب جفاف الهواء وزيادة الغبار المتطاير.
بينما المكيف يُخفض درجة حرارة الغرفة لكنه قد يُسبب أيضًا مشاكل إذا تم ضبطه على درجات منخفضة جدًا أو تم استخدامه لفترات طويلة دون ترطيب.
وفي كل الأحوال، ينصح الأطباء بعدم الإفراط في الاعتماد على أي وسيلة تبريد صناعية لفترات طويلة أثناء النوم.
كثيرًا ما يتداول الناس مصطلح "برد المروحة"، وهو تعبير شعبي يشير إلى الشعور بآلام الجسم ونزلات البرد بعد النوم تحت المروحة.
وأكد الأطباء أن هذا المصطلح له أساس طبي، حيث أن:
التعرض لتيار هواء بارد أثناء النوم يُمكن أن يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية السطحية، مما يُضعف استجابة الجهاز المناعي مؤقتًا.
كما أن انخفاض حرارة الجسم أثناء النوم مع العرق قد يُسبب مشاكل عضلية ونزلات برد حقيقية.
انتشرت في بعض الدول شائعات حول تسبب المراوح في حالات وفاة أثناء النوم، وهو ما نفاه الأطباء بشكل قاطع، مؤكدين أن:
المروحة لا تُسبب الوفاة بشكل مباشر.
المخاطر تقتصر على المشكلات الصحية المتعلقة بالجهاز التنفسي أو العضلي حال سوء الاستخدام.
الحفاظ على استخدام المروحة بطريقة آمنة يجعلها وسيلة فعالة للتبريد دون أي خطورة.
قدم الخبراء بعض الحلول الطبيعية التي تُساعد على تخفيف حرارة الغرفة دون الاعتماد المفرط على المراوح أو المكيفات:
استخدام الستائر الثقيلة لعزل أشعة الشمس خلال النهار.
تهوية الغرفة في ساعات الليل المتأخرة أو الصباح الباكر.
وضع زجاجات مياه باردة أمام المروحة لتحسين جودة الهواء.
استخدام مراوح السقف بدلًا من المراوح المتحركة لتوزيع الهواء بشكل أفضل.
شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على رطوبة الجسم.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt