الزيارة التي جاءت في سياق جولة للرئيس الفرنسي في الشرق الأوسط، تضمنت عددًا من اللقاءات والأنشطة في مناطق استراتيجية، وكان لسيناء النصيب الأكبر من الاهتمام، ما دفع المراقبين لتحليل أبعاد هذه الزيارة وتوقيتها.
في هذا التقرير التحليلي، نستعرض تصريحات اللواء سمير فرج حول زيارة ماكرون، ونتناول أبرز ما تحمله من رسائل سياسية وأمنية، ونرصد كيف تعكس واقعًا جديدًا في سيناء بعد سنوات من التحديات.
أكد اللواء سمير فرج أن زيارة ماكرون إلى سيناء تحمل في طياتها دلالة واضحة على نجاح الدولة المصرية في إعادة الأمن الكامل إلى هذه البقعة الغالية من أرض الوطن.
وأشار إلى أن الرئيس الفرنسي لم يكن ليزور منطقة سبق أن كانت ملتهبة أمنيًا، دون التأكد من توافر الظروف الآمنة والمواتية، سواء على مستوى التحركات أو التغطية الإعلامية.
وأضاف فرج أن توقيت الزيارة يعكس ثقة المجتمع الدولي في قدرة الدولة المصرية على فرض سيادتها، مشيدًا بجهود القوات المسلحة في إعادة الحياة الطبيعية إلى سيناء.
شملت زيارة ماكرون عددًا من المواقع الحيوية في شمال ووسط سيناء، من بينها:
أحد المشروعات التنموية الكبرى المقامة حديثًا
لقاءات مع قيادات محلية ورموز عشائرية
تفقد بعض النقاط العسكرية الحدودية
زيارة مواقع كانت مسرحًا سابقًا لعمليات مكافحة الإرهاب
إشادة بالجهود التنموية التي قادتها مصر في السنوات الأخيرة
وحرص الرئيس الفرنسي على توجيه التحية للقوات المسلحة المصرية، مؤكدًا أنها نموذج للقدرة والانضباط في استعادة الأمن.
أوضح فرج أن زيارة ماكرون لم تكن مجرد دعم للعلاقات الثنائية، بل حملت رسائل سياسية من العيار الثقيل، من أهمها:
اعتراف دولي باستقرار سيناء
تشجيع الاستثمارات الأجنبية في المنطقة
دعم الشراكة المصرية الفرنسية في مكافحة الإرهاب
التأكيد على موقع سيناء الاستراتيجي في المنطقة
إبراز نجاح النموذج المصري في التنمية والأمن معًا
وهي الرسائل التي تلقفتها العواصم الكبرى باهتمام كبير، خاصة في ظل التوترات الإقليمية.
أشار اللواء فرج إلى أن الوضع في سيناء قبل أعوام كان مختلفًا تمامًا:
انتشار البؤر الإرهابية في بعض القرى والمناطق الصحراوية
استهداف الكمائن والمنشآت الحيوية من قبل عناصر مسلحة
غياب التنمية وافتقار الخدمات الأساسية
هجرة بعض الأهالي بسبب تدهور الوضع الأمني
تقارير إعلامية أجنبية كانت تصف الوضع بأنه "غير مستقر"
لكن الدولة المصرية، بحسب فرج، خاضت معركة شاملة عبر "العملية الشاملة سيناء 2018" وما تلاها من تحركات أمنية وتنموية.
أحد أبرز النقاط التي ركّز عليها سمير فرج أن نجاح سيناء لم يكن فقط عسكريًا، بل تنمويًا أيضًا، وشملت المشروعات:
إنشاء مدن جديدة مثل بئر العبد الجديدة
تنفيذ مشروعات بنية تحتية عملاقة
ربط سيناء بالوادي من خلال أنفاق وقناطر
دعم شبكات الكهرباء والمياه والطرق
تطوير المدارس والمستشفيات والمراكز الخدمية
هذه الإنجازات جعلت الزيارة أكثر منطقية، ودفعت ماكرون للاطلاع بنفسه على التحول الكبير في أرض الفيروز.
توقّع فرج أن تكون زيارة ماكرون نقطة تحول في النظرة الدولية لسيناء، حيث إنها:
قد تفتح الباب أمام مزيد من الاستثمارات الأوروبية
تُعيد سيناء إلى خريطة السياحة العالمية
تؤكد قدرة مصر على توفير الأمن الكامل لأي زائر
تُمهد لشراكات تنموية طويلة الأمد مع شركاء أجانب
تُسكت بعض الأصوات الخارجية التي شككت في الوضع الأمني
أشار فرج إلى أن اختيار سيناء، بالتحديد، يحمل رسالة بشأن موقف فرنسا من الحرب على الإرهاب، موضحًا:
أن فرنسا كانت ولا تزال شريكًا في مكافحة التطرف في المنطقة
وأنها تعترف بدور مصر المحوري في هذا الملف
وأن الزيارة تؤكد التنسيق الأمني الوثيق بين البلدين
كما تؤكد أهمية تبادل الخبرات في مواجهة الجماعات المتشددة
فرنسا نفسها تعاني من تهديدات إرهابية، ولذلك فإن زيارة رئيسها لمنطقة كانت توصف يومًا بـ"الملتهبة"، دليل على الاطمئنان التام.
أشاد فرج بتغطية الإعلام المصري للزيارة، مؤكدًا أن:
هناك نقلة نوعية في كيفية عرض الصورة الحقيقية لسيناء
ضرورة استمرار إبراز المشروعات والإنجازات على الأرض
أهمية توثيق الشهادات الدولية مثل زيارة ماكرون
الحاجة لتقارير باللغات الأجنبية تعكس الواقع المصري
التنسيق مع الإعلام الدولي لتصدير الصورة الحقيقية
المرحلة المقبلة تتطلب البناء على هذا الاعتراف الدولي، والاستمرار في دعم جهود التنمية والوعي، حتى تبقى سيناء دائمًا رمزًا للانتصار والإرادة المصرية.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt