أعلنت وزارة الصحة والسكان وشعبة التمريض صباح اليوم عن افتتاح سبع مدارس فنية جديدة للتمريض بنظام الدراسة الخمس سنوات، وذلك لاستيعاب أعداد كبيرة من الطلاب الراغبين في دراسة هذا المجال المهني الحيوي. يشمل المشروع مراحل تعليمية متكاملة تجمع بين الدراسة النظرية في الفصول والورش، والتطبيق العملي في المستشفيات والمراكز الصحية، ويستهدف خريجي الشهادة الإعدادية.
يرمي المشروع إلى سد الفجوة بين الحاجة المتزايدة والمهارات المطلوب توفرها في كادر التمريض بمستشفيات الدولة، سواء الحكومية أو الخاصة، بما يعزز من جودة الخدمة الصحية. كما يهدف إلى تأهيل كوادر بشرية قادرة على مواكبة التغيرات الطبية التكنولوجية ومكتسبة للمهارة العملية من خلال التدريب المبكر.
ويأتي القرار تماشياً مع استراتيجية الدولة لتطوير التعليم الفني وربطه بميادين سوق العمل، ضمن خطة خمسية تهدف إلى تدريب مائة ألف ممرض وممرضة خلال الأعوام القادمة.
تم توزيع المدارس في سبع محافظات مختلفة لخدمة التنوع الجغرافي وضمان التغطية المتوازنة لمناطق الريف والمراكز الحضرية. تقع المدارس في محافظات: القاهرة الكبرى وجنوب سيناء والبحر الأحمر وقنا وأسوان والإسكندرية والمنوفية. وقد تم اختيارها بناءً على احتياجات كل محافظة من الكوادر التمريضية، خصوصاً في منشآت الرعاية الصحية المتوسطة والصغير منها.
وتأتي هذه الخطوة بعد دراسة لحجم الاحتياج في كل منطقة، مع التنسيق بين وزارة الصحة والتعليم لتحديد المواقع الملائمة من الناحية التقنية والمادية، من بينها توافر وسائل النقل والإسكان للطلاب الذين يقطنون خارج المنطقة.
يعتمد المنهج الدراسي نظام الدراسة النظرية والتطبيقية في آن واحد. تشمل سنوات الدراسة الخمس مقررات أساسية في العلوم الطبية واللغة الإنجليزية والمصطلحات الصحية، إلى جانب مقررات تخصصية تغطي أساسيات تمريض الأطفال والباطنة والنساء والتوليد، والعناية المركزة، والرعاية الصحية المنزلية.
خلال السنوات الدراسية الثلاث الأولى، يتلقى الطالب نسبة لا تقل عن خمسين بالمئة من ساعاته في المقررات النظرية والمختبرات الطبية، بينما تزداد ساعات التدريب العملي تدريجياً في كلا من السنة الرابعة والخامسة، حيث يقضي الطالب معظم الوقت داخل المستشفيات التعليمية والوحدات الصحية لتنفيذ مهام تمريضية تحت إشراف كوادر senior.
ويحصل الطالب على شهادة دبلوم فني معتمد ومكمل لتأهيله لدخول سوق العمل فور التخرج، بينما يُتاح له استكمال الدراسة ليصبح ممرضاً مرخصاً إذا اجتاز امتحانًا مزاولًا للتخصص، ويمنحه هذا الخيار فرصة مواصلة التعليم العالي أو الالتحاق ببرامج تدريبية متقدمة.
تم تحديد مجموعة من الشروط لضمان التوزيع العادل والملائم للمرشحين. يشترط التقديم اجتياز الطالب للشهادة الإعدادية بمجموع لا يقل عن 240 درجة، والنجاح في اختبار قدرات يتضمن تقييمًا لمهاراته في اللغة والرياضيات والقدرة على التعامل مع الحالات الصحية. كما يشترط أن يكون المتقدم حاصلًا على اختبار طبي يثبت لياقته البدنية للخدمة التمريضية.
كما تم التنسيق مع بعض محافظات الحدود لتوفير منح دراسية أولوية لأبنائها، كتسهيل في قبولهم ضمن البرنامج، مع تأمين سكن مدرسي داخل المنطقة أو قريب منها للطلاب من المحافظات الأخرى.
تتيح هذه المدارس لنظام الخريجين إمكانية الالتحاق مباشرة بسوق العمل، دون الحاجة إلى إنهاء الدراسة الجامعية، فهذا النظام معترف به لدى وزارة الصحة. وسيخضع الخريجون إلى تدريبات إضافية مدفوعة الربط المهني مع المستشفيات وفق العقود الموقعة بينهم وبين جهات التوظيف.
كما يستفيد الطلاب من الخبرة العملية الطويلة التي يكتسبونها منذ العام الرابع، ما يمكّنهم من تولي بعض المهام التمريضية المتقدمة عند التخرج مثل تقديم الرعاية التمريضية للمريض بمفرده ضمن فريق متكامل.
تم توقيع بروتوكولات تعاون مع أكثر من خمسين مستشفى تعليميًا بين حكومي وخاص ومستشفيات جامعة، لتوفير فترات تدريب من السنة الثالثة وحتى السنة الخامسة. وتشمل تلك البروتوكولات تنظيم جدول تدريبي تحديدياً بحسب احتياجات كل طالب، مع إشراف من ممرضين خبراء وأطباء مختصين، وتكريم طلاب التفوق سنويًا، مما يعزز الدافعية لديهم.
يشمل التدريب تقنيات متقدمة في القياس الحيوي، والمراقبة الصحية، وإعطاء الأدوية، فضلاً عن التوسع في خاصية الرعاية التمريضية الموجهة للمنازل.
بعد التخرج بنظام دبلومة فنية، يحصل الطالب على بطاقة مزاولة مهنة تمريض من الهيئة المعنية وتكون لديه القدرة على إكمال مسار التعليم المستمر للحصول على الرخصة التمريضية الكاملة. كما يُتاح له الانضمام إلى الخدمات الصحية في المستشفيات الحكومية أو العمل كممرض في العيادات المتخصصة أو الحالات الطارئة.
بالإضافة إلى ذلك، تأمل وزارة الصحة أن يمكّن هذا النظام الخريجين من شغل وظائف وسطى مثل مراقب تمريض أو مراقب وحدة داخل المنشآت الصحية، مع برامج تدريبية مستمرة تمكنهم من الترقي إلى تولّي مسؤوليات أشمل.
مع دخول هذه المدارس الخدمة، يُتوقع أن تنخفض نسب النقص في الكوادر التمريضية، خاصة في القرى والمناطق النائية، مما يساهم في تحسين جودة الخدمة الطبية المقدّمة للمواطنين.
كما يعَدّ هذا المشروع خطوة نحو تقليل عبء الأطباء على التمريض، وتحقيق توازن في توزيع المهام، بما يدعم برامج التأمين الصحي الشامل، ويخفف الضغط على المستشفيات الرئيسية.
يفضّل للطلاب المتقدمين التركيز على التحصيل العلمي خلال السنوات الأولى لضمان القبول واستكمال التدريب النظري والعملي بنجاح. من المهم أيضاً الانخراط في ورش ومحاضرات إضافية لتعزيز المهارات اللغوية والاتصالية، والمشاركة في التدريب على مهارات التمريض قبل الالتحاق الرسمي.
على أولياء الأمور متابعة دعم الأطفال النفسي لمواصلة الدراسة والتدريب المكثف خاصة خلال العامين الأخيرين، مع توفير إقامة مستقرة للطلاب الخارجين من محافظاتهم، لضمان استقرارهم وانسجامهم مع بيئة المدرسة والمستشفى التدريبي.
انطلاق مدارس التمريض الفنية بنظام الدراسة الخمس سنوات يعكس رؤية استراتيجية لتعزيز الكادر التمريضي وتنمية قدراته المهنية في مصر. ومع توفير برامج تدريب قوية وشهادة معترف بها، يصبح الخريج مؤهلاً ليكون عنصرًا منتجًا في المنظومة الصحية. إنها فرصة حقيقية للطلاب المقبلين على التعليم الفني لخدمة بلادهم واكتساب مهارات رفيعة تؤهلهم لمستقبل مهني مستقر.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt
