شهدت أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 11 يونيو 2025 تراجعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية، وسط حالة من الترقب بين شركات المقاولات والمستهلكين، خاصة بعد أن سجلت بعض أنواع الحديد انخفاضات قاربت 500 جنيه للطن، وهو ما اعتبره البعض إشارة لتغير جديد في حركة السوق.
هذا الانخفاض في الأسعار لم يكن مفاجئًا تمامًا، بل جاء بعد موجة من التذبذب في أسعار مواد البناء خلال الأشهر الماضية، متأثرة بعدة عوامل اقتصادية، منها استقرار أسعار الطاقة، وانخفاض الطلب على العقارات خلال موسم الصيف، إلى جانب تحركات سعر صرف الجنيه مقابل الدولار.
في هذا التقرير نستعرض آخر تحديثات أسعار الحديد والأسمنت في الشركات المختلفة، وأبرز التحليلات لأسباب التراجع، وتوقعات الفترة المقبلة.
شهدت أسعار الحديد انخفاضًا ملموسًا في بعض الشركات المصنعة، حيث تراجع سعر طن الحديد للمستهلك في بعض المناطق بما يصل إلى 500 جنيه مقارنة بالأسبوع الماضي.
سعر طن حديد عز سجل حوالي 44000 جنيه تسليم أرض المصنع، مقارنة بـ 44500 جنيه قبل أيام.
سعر طن حديد بشاي وصل إلى 43700 جنيه.
سعر طن حديد العتال تراجع ليسجل 43800 جنيه.
سعر طن حديد المصريين بلغ 43500 جنيه.
سعر طن حديد المعادي والعشري والجارحي تراوح بين 43200 و43600 جنيه.
ورغم هذه الأسعار الرسمية، إلا أن بعض التجار يعرضون الحديد بأسعار أقل في السوق السوداء، حسب الكمية وطريقة الدفع، في ظل حالة الركود التي تشهدها حركة البيع.
أما بالنسبة للأسمنت، فقد سجلت الأسعار تراجعًا أيضًا، لكن بوتيرة أقل من الحديد، حيث انخفضت بنحو 50 إلى 150 جنيهًا للطن في بعض الشركات، وهو ما جعل الأسمنت أكثر استقرارًا نسبيًا خلال تعاملات اليوم.
أسمنت المسلح بلغ سعر الطن حوالي 1980 جنيهًا.
أسمنت النصر سجل 1940 جنيهًا.
أسمنت العسكري تم تداوله بنحو 1920 جنيهًا.
أسمنت وادي النيل سجل 1950 جنيهًا.
أسمنت السويدي جاء عند مستوى 2000 جنيه.
وبالنسبة للأسمنت الأبيض، حافظ على استقراره، حيث بلغ سعر الطن حوالي 3500 جنيه في معظم المناطق.
هناك عدة أسباب تقف وراء الانخفاض الملحوظ في أسعار الحديد في السوق المصرية خلال الأيام الأخيرة، من أبرزها:
مع دخول فصل الصيف، تتراجع حركة البناء في بعض المناطق بسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدي إلى انخفاض الطلب على الحديد.
ساهم استقرار سعر الدولار أمام الجنيه المصري خلال الأسابيع الماضية في تخفيف ضغط الاستيراد وتكاليف المواد الخام.
أسعار البيليت – وهي المادة الخام الرئيسية في إنتاج الحديد – شهدت انخفاضًا عالميًا، وهو ما انعكس على الأسعار المحلية.
يشهد السوق العقاري حالة من الهدوء، انعكست على وتيرة المشروعات الجديدة، خاصة من قبل الشركات الصغيرة والمتوسطة.
رغم أن الأسمنت لم يشهد تراجعًا قويًا كالحديد، إلا أن انخفاضه يرتبط أيضًا بعدة عوامل:
وفرة المعروض في السوق المحلية نتيجة زيادة الإنتاج.
انخفاض تكلفة النقل نسبيًا بعد تراجع أسعار الوقود.
ركود البناء الذاتي الذي كان أحد المحركات الأساسية لشراء الأسمنت.
بحسب توقعات بعض المتابعين والخبراء، فإن أسعار الحديد والأسمنت قد تواصل التراجع البسيط أو تستقر عند مستوياتها الحالية خلال الأسبوع القادم، ما لم تحدث تغيرات مؤثرة على الصعيد الاقتصادي.
ومن المتوقع أن:
تستمر الخصومات من بعض التجار لتصريف المخزون.
تحافظ بعض الشركات الكبرى مثل عز على سياسة التسعير المستقر حتى نهاية الشهر.
تظل أسعار الأسمنت أكثر استقرارًا، بسبب مرونة التكلفة ووفرة المعروض.
انخفاض أسعار الحديد والأسمنت قد يشجع بعض الأفراد والمستثمرين على استئناف مشاريع مؤجلة أو البدء في بناء وحدات جديدة، لا سيما مع تراجع تكاليف التنفيذ.
كما أن شركات المقاولات الصغيرة قد تجد فرصة لإعادة تفعيل نشاطها في ظل توفر أسعار مناسبة لمواد البناء، ولكنها تظل مترقبة لأي تغييرات مفاجئة في السوق أو في أسعار الدولار والطاقة.
في ظل هذه التغيرات، هناك عدة توصيات يمكن الأخذ بها:
عدم التسرع في الشراء بكميات كبيرة قبل التأكد من استقرار السوق.
مقارنة الأسعار بين الشركات المختلفة والتفاوض مع التجار في حالة الشراء بالجملة.
مراقبة تطورات الأسعار يوميًا خاصة في المناطق الحدودية التي تشهد تفاوتًا ملحوظًا.
التحقق من حالة المخزون وتاريخ الإنتاج قبل التعاقد أو الدفع.
نعم، بشكل غير مباشر، إذ إن انخفاض أسعار مواد البناء يقلل من تكاليف تنفيذ المشروعات السكنية، ما يدفع بعض الشركات إلى تقديم عروض تمويلية أو تقسيط ميسرة.
كذلك فإن بعض البنوك قد تستند إلى هذا الاستقرار في تقييم المخاطر، مما يعزز من فرص التمويل العقاري خاصة في المشروعات المتوسطة.
يُعد تراجع أسعار الحديد بنحو 500 جنيه اليوم الأربعاء 11-6-2025 خطوة إيجابية من وجهة نظر كثير من العاملين في القطاع العقاري والمستهلكين على حد سواء، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد.
لكن من المهم مراقبة السوق جيدًا خلال الأيام القادمة، لأن أي تغييرات في أسعار الطاقة، أو تحركات مفاجئة في الدولار، قد تؤثر مرة أخرى على منحنى الأسعار.
حتى ذلك الحين، تبقى الفرصة مواتية للشراء المدروس والاستفادة من التراجع المؤقت في الأسعار.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt