في مفارقة أثارت تساؤلات واسعة في الشارع المصري، أعلن اتحاد منتجي الدواجن اليوم الأحد 13 أبريل 2025 عن انخفاضات كبيرة في أسعار الفراخ البيضاء، والبيض، والكتاكيت، وصلت في بعض الأصناف إلى 33%، رغم الزيادة الأخيرة في أسعار البنزين والسولار.
هذا الإعلان المفاجئ يأتي في توقيت كانت فيه التوقعات تشير إلى العكس تمامًا، خصوصًا أن ارتفاع أسعار الوقود يؤثر بشكل مباشر على تكلفة النقل والتشغيل والإنتاج، وهي عوامل أساسية في تسعير منتجات الدواجن.
في هذا التقرير نعرض بالأرقام تفاصيل التراجع، الأسباب المحتملة، موقف التجار والمربين، آراء المستهلكين، توقعات الأيام المقبلة، وتحليل ما إذا كانت هذه الانخفاضات مؤقتة أم بداية لاتجاه جديد.
جاءت الأسعار الرسمية من بورصة الدواجن الرئيسية كالتالي:
سعر كيلو الفراخ البيضاء في المزرعة: 69 جنيهًا (بعد أن كان 89 جنيهًا قبل أيام)
سعر كيلو الفراخ الساسو: 79 جنيهًا
سعر كيلو الفراخ البلدي: 82 جنيهًا
سعر الكتكوت الأبيض عمر يوم: 6.5 جنيه (بعد أن تجاوز 10 جنيهات الأسبوع الماضي)
سعر طبق البيض الأحمر: 94 جنيهًا
سعر طبق البيض الأبيض: 89 جنيهًا
سعر طبق البيض البلدي: 102 جنيهًا
وهذا يعني أن الانخفاض في بعض الأصناف وصل إلى أكثر من 25% مقارنة ببداية الأسبوع الماضي، مما أحدث حالة من الارتباك في السوق.
قال الدكتور ثروت الزيني، نائب رئيس اتحاد منتجي الدواجن، في تصريحات رسمية، إن السبب الرئيسي في التراجع المفاجئ للأسعار هو زيادة المعروض في السوق المحلي، نتيجة عودة دورة إنتاجية جديدة للمزارع خلال الأسبوعين الماضيين، بالتزامن مع تراجع مؤقت في حركة الشراء.
رغم الانخفاض، فإن حركة البيع لم تشهد انتعاشة كبيرة كما هو متوقع، بسبب:
استمرار الضغوط المعيشية على المواطنين
تراجع القدرة الشرائية لعدد كبير من الأسر
حالة الترقب والانتظار للمزيد من التراجع
ضعف الإقبال على الشراء في منتصف شهر رمضان
الزيادة في أسعار البنزين والسولار لم تُطبق بالكامل بعد على عملية نقل الدواجن والبيض من المزارع إلى التجار، لكن:
من المتوقع بدء ظهور أثرها خلال أسبوع إلى 10 أيام
الزيادة في تكلفة النقل قد تضيف ما بين 3 إلى 5 جنيهات على كل كيلو
بعض التجار بدأوا يضيفون هامش احتياطي تحسبًا لزيادة مفاجئة في تكاليف التوزيع
ومع ذلك، ما تزال الأسعار في الأسواق أقل من توقعات الأسبوع الماضي، وهو ما يُفسر استمرار حالة الحذر بين التجار والمستهلكين معًا.
أشار عدد من المربين إلى أن أسعار الكتكوت الأبيض شهدت تراجعًا حادًا بسبب:
ضعف الطلب من صغار المربين بسبب الخوف من الخسارة
ارتفاع أسعار الأعلاف خلال الأسابيع الماضية، مما دفع البعض لتقليل عدد الدورات
وجود فائض من الإنتاج في عدد من شركات التوريد الكبرى
الاتجاه لخفض الطاقة الإنتاجية في بعض المزارع الكبيرة لتقليل الخسائر
المستهلك المصري تعامل مع تراجع الأسعار بحذر، إذ قال عدد منهم إن التجارب السابقة تُثبت أن الأسعار قد تنخفض يومين، ثم تعود للارتفاع مجددًا.
توقع اتحاد منتجي الدواجن استمرار التذبذب في الأسعار خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان، ثم استقرارها نسبيًا في أول أسبوع من عيد الفطر، بشرط:
عدم ارتفاع أسعار الأعلاف مرة أخرى
ثبات سعر الوقود لفترة مناسبة
ضبط حركة النقل وتكاليف التشغيل
عدم انتشار الأمراض الموسمية في المزارع
لكن بعض المحللين حذروا من احتمالية ارتفاع مفاجئ بعد العيد، إذا تراجع المعروض نتيجة قلة الدورات أو زيادة خسائر المربين.
طالبت شُعب الدواجن في الغرف التجارية الحكومة بالتدخل من خلال:
دعم أعلاف الدواجن أو تسهيل استيرادها بأسعار تفضيلية
توفير منافذ بيع حكومية مستقرة تحمي المستهلك والمربي
مراقبة سوق الأعلاف وشركات التوريد
التدخل لضبط حركة النقل والتوزيع بعد زيادة الوقود
وأكد عدد من المسؤولين أن وزارة التموين تتابع السوق عن قرب، وهناك نية لتكثيف ضخ كميات من الفراخ المجمدة بأسعار مدعومة خلال الأيام المقبلة.
يشير بعض الخبراء إلى أن الانخفاض الحالي حقيقي لكنه هش، لأن:
معادلة التكلفة ما زالت مرتفعة
السوق غير مستقر
التذبذب في أسعار الوقود والأعلاف قد يغير المعادلة سريعًا
غياب الدعم المستمر يجعل الأسعار عرضة لأي تغير موسمي أو اقتصادي
شهدت أسعار الدواجن والبيض والكتاكيت اليوم الأحد 13 أبريل 2025 تراجعًا كبيرًا ومفاجئًا، حسب ما أعلنه اتحاد منتجي الدواجن، في ظل حالة عامة من الترقب بعد زيادة أسعار البنزين.
ورغم أن الانخفاض جاء كمفاجأة إيجابية للمستهلكين، إلا أن استمرار تأثير الوقود، وارتفاع تكلفة التشغيل، وتذبذب أسعار الأعلاف، كلها عوامل تجعل هذه الانخفاضات مؤقتة ما لم يتم التدخل الحكومي أو استقرار السوق بشكل فعلي.
جميع الحقوق محفوظة 2024 © | MedMarkt