السيسي يوجه بتحويل الأشرطة الإذاعية والتلفزيونية إلى وسائط رقمية

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهات عاجلة ببدء خطة شاملة لتحويل الأرشيف الإذاعي والتلفزيوني المصري، الذي يضم آلاف الساعات من المحتوى التاريخي والثقافي والفني، من الأشرطة التقليدية إلى وسائط رقمية حديثة.

ويأتي هذا التوجيه في إطار استراتيجية الدولة للحفاظ على التراث الإعلامي المصري، وضمان استمراريته للأجيال القادمة، مع إتاحة المحتوى بسهولة عبر منصات رقمية تواكب متطلبات العصر.

خلفية عن الأرشيف الإذاعي والتلفزيوني المصري

يمتلك الإعلام المصري إرثًا ضخمًا من التسجيلات الصوتية والمرئية التي توثق أحداثًا سياسية وتاريخية وفنية مهمة، تمتد لعقود منذ نشأة الإذاعة والتلفزيون.

ويتضمن هذا الأرشيف تسجيلات نادرة لخطابات تاريخية، وبرامج إذاعية شهيرة، ومسلسلات وأعمال درامية، وحفلات فنية لكبار المطربين والمطربات، بالإضافة إلى تغطيات ميدانية لأحداث سياسية واجتماعية شكلت جزءًا من الذاكرة الوطنية.

دوافع التحويل إلى الوسائط الرقمية

هناك عدة أسباب وراء هذا القرار، من أهمها:

الحفاظ على المحتوى من التلف: الأشرطة المغناطيسية والوسائط التقليدية عرضة للتآكل بمرور الزمن، مما قد يؤدي إلى فقدان مواد لا تُقدر بثمن.
تسهيل الوصول: الوسائط الرقمية تتيح إمكانية البحث والعرض السريع للمحتوى، بدلًا من البحث اليدوي في الأرشيفات الضخمة.
التوزيع الواسع: يمكن إتاحة المواد للجمهور عبر الإنترنت ومنصات البث الرقمي.
التكامل مع التقنيات الحديثة: إدخال المحتوى في قواعد بيانات يمكن استخدامها في الإنتاج الإعلامي والتعليم والبحث.

خطة التنفيذ المقترحة

بحسب التصور المبدئي، فإن عملية التحويل ستتم على عدة مراحل:

حصر شامل للمحتوى الموجود في الأرشيفات الإذاعية والتلفزيونية.
تقييم حالة الأشرطة وتحديد المواد التي تحتاج إلى معالجة قبل التحويل.
التحويل الرقمي باستخدام أحدث الأجهزة والبرمجيات التي تضمن جودة عالية.
إنشاء قاعدة بيانات مركزية تضم كل المواد المؤرشفة.
تدريب الكوادر الفنية على إدارة الأرشيف الرقمي وحمايته من الاختراق أو الضياع.

التحديات المتوقعة في المشروع

رغم أهمية القرار، إلا أن هناك تحديات يجب التعامل معها، مثل:

ضخامة حجم المحتوى الذي يمتد لعقود طويلة.
الحاجة إلى تقنيات متطورة لمعالجة وتحسين جودة المواد القديمة.
التكلفة العالية للمعدات والبرمجيات اللازمة للتحويل.
ضرورة تأمين المحتوى الرقمي ضد القرصنة أو التلاعب.

الفوائد المتوقعة من التحويل

تنفيذ هذا المشروع سيحقق فوائد عديدة، أبرزها:

حماية التراث الإعلامي من الفقدان أو التلف.
إتاحة المحتوى للأجيال الجديدة بصورة عصرية.
تعزيز الهوية الثقافية من خلال إعادة نشر الأعمال التاريخية والفنية.
زيادة فرص الاستثمار في المحتوى الإعلامي من خلال إعادة تسويقه على منصات حديثة.

أثر المشروع على المشهد الإعلامي

من المتوقع أن يؤدي التحويل إلى نقلة نوعية في طريقة تعامل الإعلام المصري مع تراثه، حيث سيمكن ذلك من إنتاج برامج وثائقية جديدة تعتمد على مواد أرشيفية عالية الجودة، فضلًا عن إثراء المحتوى التعليمي والبحثي في مجالات متعددة.

دور المؤسسات المعنية

من المرجح أن تشارك عدة جهات في تنفيذ هذا المشروع، مثل:

الهيئة الوطنية للإعلام بصفتها الجهة المالكة للأرشيف.
وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتوفير البنية التحتية الرقمية.
المكتبة الوطنية لحفظ النسخ المؤرشفة.
شركات التكنولوجيا المحلية والعالمية التي تمتلك خبرة في التحويل الرقمي.

أهمية المشروع في سياق التحول الرقمي للدولة

يتماشى هذا المشروع مع توجهات الدولة المصرية نحو التحول الرقمي في مختلف القطاعات، حيث يمثل الإعلام أحد الركائز الأساسية لهذا التحول، نظرًا لدوره في نشر المعرفة والحفاظ على الهوية الوطنية.

توجيه الرئيس السيسي بتحويل الأشرطة الإذاعية والتلفزيونية إلى وسائط رقمية يمثل خطوة استراتيجية لحماية الإرث الإعلامي المصري وتطوير آليات حفظه وإتاحته.

هذا المشروع، رغم ما يواجهه من تحديات، سيوفر للأجيال القادمة كنزًا ثقافيًا وتاريخيًا يمكن الوصول إليه بسهولة، وسيعزز من مكانة الإعلام المصري كمصدر موثوق وذاكرة حية للأحداث والتاريخ.